نبض البلد - علي سواغنة
يقع بيت عرار الثقافي في مدينة إربد شمال الأردن، ويُعدّ من أبرز المعالم الثقافية في المملكة، حيث يحمل في جدرانه عبق التاريخ الأدبي، ويخلّد ذكرى أحد أعلام الشعر العربي الحديث، الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل، المعروف بلقب "عرار".
تاريخ ومكانة
تم بناء البيت في أواخر القرن التاسع عشر، وكان المنزل الذي وُلد فيه الشاعر عرار وقضى فيه سنواته الأولى. وقد تم تحويله لاحقًا إلى متحف ومركز ثقافي بهدف الحفاظ على تراث الشاعر الأدبي وتخليد إرثه الوطني. يُعد البيت نموذجًا للعمارة التقليدية في إربد، ويتميز بفناء داخلي مرصوف بحجارة البازلت السوداء، وغرف ذات طابع تراثي بديع، إضافة إلى شجرة توت معمّرة تزيد عن مائة عام.
محتويات المتحف
يضم بيت عرار عددًا من المقتنيات الشخصية التي تعود للشاعر، بالإضافة إلى مخطوطات وصور ووثائق تُبرز حياته ومواقفه السياسية والأدبية. كما يحتوي على مكتبة صغيرة فيها أعماله الكاملة وبعض الكتب النادرة التي تهم الباحثين في الأدب الأردني والعربي.
الدور الثقافي
لم يقتصر دور بيت عرار على كونه متحفًا، بل أصبح مركزًا ثقافيًا يُنظم فيه العديد من الفعاليات مثل الأمسيات الشعرية، المعارض الفنية، المحاضرات، وورش العمل الأدبية. يُعد البيت ملتقى للمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، ويستقطب الزوار من مختلف أنحاء الأردن وخارجه.
رمزية عرار
عرار لم يكن شاعرًا فقط، بل كان شخصية جدلية وسياسية، اتسم شعره بروح التمرد والحرية والدفاع عن الفقراء والمهمشين. لذلك، فإن بيت عرار لا يمثل فقط منزلًا قديمًا، بل شاهدًا حيًا على مرحلة مهمة من تاريخ الأردن الأدبي والسياسي.