نبض البلد -
قالت مساعد رئيس مجلس النواب الدكتورة هدى نفاع إن الشرق الأوسط الذي يعد واحداً من أكثر بؤر العالم توتراً، فنحن بحاجة اليوم إلى مقاربة نحدد فيها الأولويات ونواجه معها العقبات ونعظم من مساحات الحوار والتوافق، ليعلو صوت المنطق على صوت آلة الحرب التي قتلت وهجرت الملايين في منطقة حريٌ بها أن تكون مثالاً في رفاه الشعوب وتحقيق التنمية الشاملة نظراً لما تزخر به من مقومات وموارد كبيرة.
وأضافت نفاع في كلمة له باسم الوفد البرلماني الأردني المشارك باجتماعات برلمانات دول عدم الانحياز خلال فعاليات الدورة (150) للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في أوزبكستان: حين أتذكر حركة عدم الإنحياز، أتذكر رجل السلام الراحل الملك الحسين بن طلال، الزعيم الشجاع الذي كرس حياته من أجل خدمة شعبه وأمته ومن أجل مستقبل آمن للأجيال في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، واستذكر بعظيم الفخر والإجلال مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني الذي جسد صوت المنطق والحكمة في وقت الخراب والدمار، فتصدى لكل المحاولات الرامية إلى إشعال المنطقة، وكان الأردن بقيادته في طليعة الدول التي تتصدى لقوى التطرف والشر والإرهاب، فكانت بلادي وفي مدينة العقبة تستضيف اجتماعات دورية تجمع جلالة الملك وقادة زعماء في العالم من أجل تنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب بشكل شمولي.
وأضافت نفاع: يسرني أن ألتقي مع هذه النخبة البرلمانية ذات الأثر والتأثير والمكانة المشهودة كلٌ في بلده، حيث تجمعنا قيم الإنسانية والدفاع عن حقوق الشعوب واحترام القانون الدولي تحت مظلة حركة عدم الإنحياز، والتي أفخر أن بلدي الأردن كان من بين الأعضاء الــ (29) المؤسسين لها عام (1955)، انطلاقاً من مبادئ باندونغ العشرة في أندونيسيا والتي نستذكر اليوم قرب مرور (70) عاماً على ذكرى اجتماعها الذي أعلن الإنحياز لمبادئ احترام حقوق الإنسان الأساسية وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.
وأضافت نفاع: لقد شكلت مبادئ باندونغ محطة مهمة في مسار العدالة الدولية واحترامها، والاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، وتسوية جميع المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وتعزيز التعاون المتبادل والمصالح المتبادلة، واحترام العدالة والالتزامات الدولية، وعليه مع هذه العلامات المضيئة في تاريخ وشكل العلاقة بين الدول، أحوج ما نكون إلى إحيائها اليوم والدفع بها على واجهة التأثير الدولي في ظل ما يشهده العالم من تنامي الحروب والصراعات، على حساب عجلة التنمية التي تتوقف أمام عراقيل الفردية والمصالح الضيقة ومطامع الهيمنة والنفوذ.
وأكدت أن واحدة من أهم الأمور التي يتوجب الدفع بها إلى الواجهة تتمثل في جعل المنطقة خالية من السلاح النووي، شريطة أن يكون المعيار وفق مسطرة واحدة وعلى الجميع، بحيث لا يكون تطبيق القانون الدولي انتقائياً، وثاني الملفات التي تجعل من ديمومة الصراع قائمة تتجسد في غياب الموقف والقرار الدولي الحقيقي لحل القضية الفلسطينية، حيث إن استمرار النكران لعدالتها ستكون عواقبه وخيمة ولن تنعم المنطقة دون حل عادل بأي معنى للأمن والاستقرار، وعليه لا بد من وقف الحرب الغاشمة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، ووقف تماديها في الضفة الغربية، ومواجهة كل مساعيها غير الشرعية لتهويد القدس والتي سيبقى حق المسلمين والمسيحيين فيها أبدي وتاريخي، ونفخر هنا بالوصاية الهاشمية التي يحمل أمانة الوصاية عليها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم.
وختمت بالقول: يكفينا مشاهد الدمار والمجازر في غزة، لكي نقول بصوت واحد إن إنسانيتنا اليوم أمام اختبار الضمير، وحين نستذكر مؤتمر باندونغ يجب أن يحفزنا ذلك لإعادة الأثر لمبادئه العظيمة من أجل مستقبل الأجيال في منطقتنا والتي أتعبتها الحروب ومشاهد الدم التي باتت تستهدف النساء والأطفال، فهل لدينا الإرادة لفعل ذلك، (كل ثقة أنكم جميعاً أكثر حرصاً مني على ذلك، ويجب أن نتكاتف كبرلمانيين لنقول، كفى للحرب، وحان الوقت لشعب فلسطين أن يقيم دولته المستقلة، وأن تنعم كل شعوب العالم بالأمن والاستقرار.