حسين الجغبير يكتب : تعديل لدفع العجلة .. كيف يتحقق ذلك؟

نبض البلد -

حسين الجغبير

أنهى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان تعديله الوزاري دون أن يترك جدلا حول الشخصيات التي غادرت الحكومة، وتلك التي دخلت، وربما المفاجأة الوحيدة كانت ببقاء وزير التعليم العالي ووزير التربية الدكتور عزمي محافظة، الذي كان الأغلب يتوقع أن يكون أول المغادرين لحكومة حسان.

ثمانية وزراء جدد تبوأوا هذا المنصب لأول مرة وهذا أيضا مؤشر على عزم الرئيس بث الطاقة بالحكومة بالدفع بشخصيات غير جدلية كالدكتور إبراهيم البدور وزيرا للصحة والدكتور رائد العدوان وزيرا للشباب، فيما شكلت عودة الدكتور نضال القطامين مفاجأة لم يتوقعها أحد.

بالمجمل مر هذا التعديل كما أشرت سابقا دون ردود فعل سلبية جوهرية، وهذا يسجل للرئيس الذي تعامل مع التعديل بصورة ادارية جيدة، والتي بدأها بالإعلان عن موعد التعديل قبل يوم واحد من تنفيذه.

أمام حكومة جعفر حسان تحدي بأن يكون ايضا اختياره مناسبا لهولاء الأشخاص حتى لا يقع في فخ التعديل من اجل التعديل، بدلا من التعديل من أجل تحسين وتطوير ماكينة عمل الحكومة، التي مر على عمرها عام واحد، ويسجل لها انها حققت منجزاً في بعض القرارات لكنها في الوقت ذاته لم تحقق اختراق في ملفات رئيسة تحديدا في الشق الاقتصادي، وهو المبرر الرئيسي لإجراء حسان تعديله الاول الذي يأتي بالتزامن مع استعداد الحكومة للمضي بمرحلة تنفيذية جديدة في مشروع التحديث الاقتصادي.

الوزراء الجدد المنظمين لرحلة الحكومة الحالية في عامها الثاني المتظر يدركون جيدا وعلى غير العادة بأنهم سيتحملون مسؤولية كبيرة في سياق العمل، خصوصا وقد تابعوا أداء رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وكانوا على اشتباك غير مباشر مع العديد من الملفات التي كان يديرها والية عمله "، التي أخذت عنوان العمل الميداني وسرعة الإنجاز.

ربما اعتقد بأن اكبر تحدي سيواجه الحكومة الحالية انها لغاية الان لم تتمكن من معالجة الداء في داخل المؤسسات والوزارات، عبر حث الوزراء على دفع الأمناء العاميين إلى اعادة ترتيب البيت الداخلي لهذه الوزارات التي اصاب عمل بعضها عفن البيروقراطية والترهل الإداري، خصوصا في الوزارات الخدمية.

اعتدنا على الوزراء الانشغال في ملفات معينة، واجتماعات متواصلة، وحضور ندوات ومؤتمرات وجلسات مجالس الوزراء والإدارات، وكان هذا يسرق جل وقتهم على حساب الجانب الإداري العام داخل الوزارة والقطاعات المتعلقة بها في جميع أنحاء المملكة.

معطيات التعديل تبشر بخير، وتؤكد انه جاء كدافع لعمل الحكومة، لن كما هي العادة فان الرهان يبقى على الإنجاز على ارض الواقع، وما علينا سوى منح هؤلاء فرصتهم لإثبات ذلك.