نبض البلد - العصيان المدني: أداة غير فعّالة لنصرة غزة دون المساس بأمن الأردن
في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان وحشي وجرائم إبادة جماعية، يقف الأحرار حول العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لدعم هذه القضية العادلة. لكن، عندما نناقش العصيان المدني كأداة للتضامن مع غزة، يجب أن نتأمل في تبعاته على الاستقرار الداخلي والأمن الوطني.
العصيان المدني، رغم كونه تعبيراً سلمياً عن الاحتجاج، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات تؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي. العصيان لا يعني فقط رفضاً سلمياً، بل قد يتحول إلى تهديد للاقتصاد الوطني في ظل تعطيل الأعمال اليومية والتأثير على الإنتاجية.
اليوم، حين يُطرح العصيان المدني كفعل تضامن مع غزة، قد يعتقد البعض أنه سيوصل رسالة قوية، ولكن الحقيقة أن هذه الوسيلة قد لا تكون هي الأداة الأمثل لتحقيق الأهداف المنشودة. فالضغط على المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية قد يؤدي إلى ضرر للمجتمع نفسه أكثر من أي نفع.
الموقف الأردني الرسمي والشعبي تجاه غزة واضح وثابت منذ البداية: دعم لا محدود للشعب الفلسطيني، رفض للعدوان، ومطالبة مستمرة بوقف المجازر وإنهاء الاحتلال. هذا الموقف يعكس تضامناً فعّالاً بعيداً عن أي تصعيد قد يؤثر على أمن الوطن.
ومن المهم التأكيد على أن التضامن مع غزة يجب أن يكون عن طريق وسائل لا تضر بسلامة المجتمع الأردني أو اقتصاده. فالتعبير السلمي عن موقفنا، في إطار من الوعي والمسؤولية، هو الطريق الأفضل لضمان استقرارنا الداخلي وحماية حقوقنا، دون المساس بالأمن الوطني.
أنا ضد العصيان المدني كأداة ضغط، لأنني أؤمن بأن التضامن مع غزة يمكن أن يتحقق بطرق أكثر فاعلية وسلامة على الوطن والمواطن. دعونا نكون صوتاً قوياً للحق دون أن نعرض استقرار وطننا لأي تهديد. التضامن مع غزة يجب أن يكون في إطار من الوحدة الوطنية والوعي الكلي بمصلحة البلد.
إيناس الحبانين