هل تتجاوز العلاقات الأردنية-الأمريكية ترامب؟

نبض البلد -
هل تتجاوز العلاقات الأردنية-الأمريكية ترامب؟

تاريخيًا، ومنذ 1950 يرتبط الأردن والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات متينة وصفت دومًا بالتحالف الاستراتيجي، منذ مواجهة المد الاشتراكي، فمحاربة الإرهاب، فصنع السلام في المنطقة.

تتمظهر العلاقات الاستراتيجية على هيئة دعم اقتصادي وعسكري، فالأردن وأميركا يرتبطان باتفاقية تعاون دفاعي (وقعت بتاريخ 31/1/2021) ، واتفاقية منطقة التجارة الحرة (طبقت بتاريخ 17/12/2001)، ودعم عسكري يتمثل بتقديم أحدث المعدات العسكرية، ودعم مالي نقدي سنوي للخزينة وصل لقيمة (845 $ مليون)، وتراوح متوسط إجمالي الدعم السنوي ما قيمته ($ 1.6 مليار).

جاءت قرارات الرئيس الأمريكي الجديدة ولايته بوقف جميع المعونات لجميع دول العالم باستثناء مصر وإسرائيل، وليس فقط على الأردن، كأداة ضغط لتمرير مصالح متعددة، كان أوضحها الطلب الأمريكي بترحيل (1.6 مليون) فلسطيني من غزة تجاه الأردن ومصر بشكل مؤقت وبعيد الأمد، واللافت بأن مصر غير مشمولة بوقف المساعدات برغم كون الأمر قد طُلب منها أيضا!

كان الرد هو تأكيد البلدين، مصر والأردن، رفضهما القاطع لأي شكل من التهجير، حيث أن ذلك فيه مساس للحق الفلسطيني، وفيه ترحيل لأزمة الحكومة الإسرائيلية على حساب الغير، وفيه تجاوز لسيادة الدول وحل الدولتين كمدخل للسلام.

على الأرجح لن يتم تمديد قرار وقف المساعدات للأردن بالذات بعد مدة الشهور الثلاثة، وسوف يعود الدعم ولو بقيمة أقل؛ فالارتباطات السياسية الاستراتيجية بين البلدين ستتجاوز مغامرات الرئيس ترمب الذي يهاجم الحلفاء والأصدقاء اليوم أكثر من أعداء أميركا أنفسهم، وهذا أمر مستغرب؛ فقائمة العقوبات الأمريكية تشمل الاتحاد الأوروبي وكندا وجنوب أفريقيا بينما هي مخففة تجاه الصين وروسيا مثلا!

يبدو أن عقلية "الصدمة" و "الصفقات الناجزة" تطغى على تحالف اليمين في الإدارة الأمريكية اليوم، ويبدو أن ردات الفعل الصادرة عن حلفاء وأعداء الولايات المتحدة سوف تتخذ طابعًا رافضًا وفيه من التحدي الكثير، وهذا كفيل بإشغال البيت الأبيض بملفات دسمة حقيقية مثل التجارة الصينية والنووي الإيراني والغزو الروسي لأوكرانيا.

د. حسين البناء
عميد كلية الأعمال
كاتب اقتصاد سياسي