نبض البلد- رام الله
تتعمد إدارة معتقلات الاحتلال انتهاك الأسرى المرضى والجرحى طبياً، باستهدافهم بشكل مقصود ومبرمج من خلال اهمال أوضاعهم الصحية الصعبة وجعل الأمراض تتفشى في أجسادهم لتصبح لا علاج لها، وبالتالي تعريض حياتهم للخطر ودفعهم نحو الموت.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير امس، أنه ومن خلال مراقبة الوضع الصحي للأسرى على مدار سنوات، اتضح أن مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم في غاية السوء وشكلي وشبه معدوم بدليل شهادة الأسرى وازدياد عدد المرضى منهم، موضحة انها تتلقى شهادات يومية عبر المحامين من أسرى مرضى يتعرضون لأسوأ أنواع الرعاية الصحية في السجون ومراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية.
وشددت على أن موضوع علاج الأسرى قضية تخضعها إدارات المعتقلات للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين، الأمر الذي يشكل خرقاً فاضحاً للمواد (29 و30 و31) من اتفاقية جنيف الثالثة، و(91 و92) من اتفاقية جنيف الرابعة"، والتي أوجبت حق العلاج والرعاية الطبية وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم.
واوضحت الهيئة في تقريرها أبرز السياسات التي تتبعها إدارات المعتقلات بشكل ممنهج ومتعمد لقتل الأسرى طبيا، مبينة ان الأسرى المرضى يعانون من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل في: قلة التهوية، والرطوبة الشديدة، والاكتظاظ وانتشار للحشرات والقوارض، والنقص في مواد التنظيف والمبيدات الحشرية.
كما تماطل بتقديم العلاج والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية، وعدم تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى، فالطبيب في سجون الإحتلال يعالج جميع الأمراض بقرص الأكامول، اضافة لعدم وجود أطباء اختصاصين داخل السجن، كما تفتقر عيادات السجون إلى وجود أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة، فضلا عن عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين؛ حيث يوجد حالات نفسية تستلزم إشرافًا طبيًا خاصًا، حيث يقبع داخل المعتقلات أكثر من 25 حالة مصابة بأمراض نفسية صعبة.
كما تتعمد عدم توفير الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية والنظارات الطبية، وأجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو، والتهابات القصبة الهوائية، ولا تقدم وجبات صحية مناسبة للأسرى تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كمرض السكري، والضغط، والقلب، والكلى، وغيرها.
ويعاني الاسرى من عدم وجود غرف أو عنابر عزل للمصابين بأمراض معدية، ويتم نقلهم للمستشفيات، وهم مكبلو الأيدي والأرجل، في سيارات عديمة التهوية "البوسطة"، بالاضافة الى حرمان ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم، كنوع من أنواع العقاب، بالإضافة لفحصهم بالمعاينة بالنظر.
وتقوم ادارة السجون باستخدام العنف والتعذيب والاعتداء على الأسرى، والغاز لقمعهم ما يفاقم خطورة حالتهم الصحية، حيث تزيد الإجراءات العقابية من تدهور أحوالهم النفسية.
ويفتقر مستشفى "سجن الرملة"، الذي ينقل إليه الأسرى المرضى إلى المستلزمات الطبية والصحية، فضلا عن تقديم أدوية منتهية الصلاحية للأسرى، واستغلال الوضع الصحي إذ يعمد المحققون إلى استجواب الأسير المريض أو الجريح بالضغط عليه لانتزاع الاعترافات، وعدم تقديم العلاج للمصاب أو الجريح أو من يجري عملية جراحية.
وبينت الهيئة أن عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين سقطوا جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد منذ العام 67 وصل الى (64)، آخرهم فارس بارود من قطاع غزة ونصار طقاطقة من بيت فجار ولا زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامينهم.
ويتجاوز عدد الأسرى المرضى الــ (700)، منهم نحو (170) حالة مرضية صعبة وخطيرة، بينها (25) مريضاً مصاباً بالسرطان، و(17) يقيمون بشكل شبه دائم بـ"مستشفى الرملة"، فيما يعاني العشرات من إعاقات حركية وشلل وأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي والقلب وأمراض أخرى.