العمليات الفردية: عوامل انفجار حاضرة بالضفة وابتكار يخرج غزة من دائرة "الحرب"

نبض البلد -

نبض البلد- وكالات

من جديد، عادت العمليات الفردية البطولية، لساحة المواجهة بين جنود الاحتلال "الإسرائيلي" والشبان الفلسطينيين، فتنطلق في قطاع غزة، ويكملها شباب الضفة المحتلة، في عمليات مقاومة تثير مخاوف المستوطنين و"الإسرائيليين"، وتؤرق أجهزة استخبارات الاحتلال.

العمليات الفردية، لم تتوقف في الضفة، لكنها زادت مؤخراً، فاجتاحت مدن الضفة بحثاً عن رؤوس المستوطنين والجنود، أما في القطاع، فنشطت بشكل واضح في تسلل إلى داخل المناطق الحدودية والاشتباك مع جنود الاحتلال.

ورغم بساطة وتلقائية العمليات الفردية باعتمادها على أسلحة بسيطة، إلا أن تأثيرها قوياً على الجنود والمستوطنين، الأمر الذي دعا شرطة الاحتلال بالإقرار أنه يصعب توجيه ضربات إلى هذا النوع من العمليات كونها لا حدود لها ولا توجد في منطقة محددة.

وشهدت مدن الضفة والقطاع عدة عمليات فردية مؤخرا، أدت لمقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد نحو 8 فلسطينيين، فيما صعد الاحتلال من عدوانه على القطاع بشن عدة غارات على مناطق عدة، بعد الادعاء بإطلاق قذائف على "مدن الاحتلال".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، أن الضفة المحتلة وقطاع غزة تشتركان في نمط العمليات الفردية وأسبابها والتي تتمثل في فظاعة الهجمة الشرسة التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين من استيطان متواصل واقتلاع كل ما هو فلسطيني، وحصار خانق متواصل منذ 12 عاماً، لا ينفك إلا بالمقاومة.

وأضاف، "في الضفة قبضة أمنية قوية من قبل الاحتلال، كما يمنع التنسيق الأمني ظهور العمل المنظم، حيث أنه بات صعباً في الضفة، ولكنه في غزة ابتكار جديد يخرج غزة من دائرة الضغط والذهاب لحرب مفتوحة مع الاحتلال، وباتت أسلوب للخروج من الأزمة.

ولفت لافي، إلى أن هذه العمليات نشطت في الضفة فارتفعت وتيرة العمل المقاوم تعلو وتنخفض، ولكن الاستيطان متصاعد في الضفة في ظل تنسيق أمني غير مبرر، فيوقع السلطة تحت طائلة المسؤولية، فتظهر حالة غليان في الضفة ينتج عنها عمليات فردية مقاومة.

وأكد أن عوامل الانفجار حاضرة في الضفة من خلال التغول الاستيطاني والأوضاع الاقتصادية والأمنية الهشة، فكل أسباب التصاعد حاضرة.

ويرى لافي، أن كل جبروت وطغيان وأسلحة وتكنولوجيا الاحتلال لا تمنع الأطفال والشبان من أن يكونوا نداً للاحتلال، لافتاً إلى أن المقاومين الأطفال أطاحوا بجدار الخوف والردع الصهيوني منذ أن اتخذوا قرار المواجهة.

الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، رأى أن عمليات الفردية هي انعكاس لغضب كبير داخل الأجنحة العسكرية وعدم رضا لمسار التهدئة التي لم يلمس المواطن نتائجها بشكل ملحوظ في رفع الحصار والعدوان في الضفة والقدس.

ورأى، أن رسالة إطلاق القذائف على منطقة غلاف غزة كرد على استهداف المتظاهرين في مسيرات العودة وشن غارات على القطاع، تشير إلى رغبة بنيامين نتنياهو بنقل مسرح الأحداث من الضفة إلى غزة بعد سلسلة العمليات الأخيرة.

ويعتقد، أن هذه العمليات واطلاق القذائف، تظهر رغبة المقاومة في تحريك ملف التفاهمات نحو الأفضل، متوقعاً استئناف جهود الوسطاء.

وتوقع، أن الفلسطينيين أمام تصعيد محدود ورد محدود مسيطر عليه، معتقداً أن فرص المواجهة الشاملة متاح إلا في حال فرض الميدان نفسه عبر حدث أمني لا تستطيع الأطراف استيعابه.