بيروت-وكالات
صدرت صحيفة "الدايلي ستار" اللبنانية، الناطقة باللغة الانكليزية، بصفحات فارغة سوى من عبارات قصيرة تلقي الضوء على تردي الوضع السياسي والاقتصادي، في ثاني احتجاج من هذا النوع لصحيفة في البلاد.
واكتفت صحيفة "الدايلي ستار" المقربة من رئيس الحكومة سعد الحريري، بصفحة أولى سوداء كتب عليها كلمة "لبنان"، ثم عشر صفحات بيضاء كتب على كل منها عبارة مختلفة، بينها "شلل الحكومة"، "خطاب طائفي متصاعد"، "نفايات تتراكم في الشوارع"، "بطالة"، "سلاح غير شرعي"، و"دين عام".
وعلى الصفحة الأخيرة، كتبت عبارة "استيقظوا قبل فوات الأوان".
وقال رئيس تحرير موقع الصحيفة الإلكتروني جوزيف حبوش لوكالة فرانس برس "أردنا أن نوصل رسالة إلى السياسيين والمسؤولين مفادها أن الوضع وصل إلى مستوى خطير".
وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، صدرت صحيفة النهار الأعرق في لبنان بثماني صفحات بيضاء احتجاجاً على تردي الوضع السياسي مع تعثر الفرقاء في تشكيل الحكومة في ذلك الحين.
وبعد ثمانية أشهر من المشاورات، شكل الحريري في كانون الثاني/يناير الحكومة، إلا أن ذلك لم يحم لبنان من الأزمات.
ومنذ أكثر من شهر، لم يتمكن الحريري من عقد اجتماع للحكومة جراء أزمة داخلية نتجت عن مقتل اثنين من مرافقي وزير لبناني، متحالف مع "التيار الوطني الحر" بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون، في إطلاق نار في نهاية حزيران/يوليو.
وتعليقاً على التوتر السياسي بعد الحادثة، حذرت السفارة الأميركية في بيروت الأربعاء من "أي محاولة لاستغلال الحدث المأساوي (...) بهدف تعزيز أهداف سياسية".
ويعاني لبنان، البلد ذو الموارد المحدودة، من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وتعاني بنيته التحتية من الترهل. وشهد منذ العام 2015 على أزمة نفايات تكدست خلالها لفترات طويلة القمامة في شوارع العاصمة، دون أن تجد الحكومة حلاً مستداماً لها.
ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وتبلغ نسبة البطالة أكثر من 20 في المئة.
كما يشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة متمادية ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل السياسي الداخلي والعربي لوسائل الإعلام، عدا عن ازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الاعلانات.
ولا توجد في لبنان وسائل إعلام مستقلة بشكل كامل، بل هي غالباً موالية لطرف سياسي معين، أو على الأقل مؤيدة لخط سياسي ما واستغنت مؤسسّات عدة عن عاملين فيها، كما توقفت صحف عريقة عن الصدور.
وقال مصدر في صحيفة "الدايلي ستار" إن الموظفين لم يقبضوا رواتبهم عن شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو.
وينفّذ موظفو قناة المستقبل التلفزيونية، التابعة لتيار المستقبل بزعامة الحريري إضراباً منذ أسبوع، توقّفت بموجبه كافة البرامج ونشرات الأخبار احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم، في أزمة مستمرة من سنوات.
وخلال العامين الماضيين، تفاقمت مشاكل الحريري المالية، وانعكس الأمر سلباً على المؤسسات التي يملكها في لبنان، وبينها التلفزيون وصحيفة المستقبل التي تصدر إلكترونياً فقط منذ مطلع العام.