ملحم: محافظة إربد موطن للكثير من الحضارات وللعديد من الأعشاب البرية
رشيد: مناطق الشمال تعج بمواقع الجذب السياحي للعرب والأجانب
الأنباط - فرح موسى
تزخر أرض المملكة بمواقع الجذب السياحي حتى أنها وصفت بمتحف ضخم مفتوح، وفي مواسم محددة مثل الربيع يبرز عنصر الجذب الطبيعي ليشد كل باحث عن الجمال.
وهنا تبرز مناطق شمال المملكة، وبمقدمتها محافظة إربد المليئة بالوجهات السياحية التي يبحث عنها طالب الجمال والنقاهة.
وفي جنوبها الغربي غابات برقش ذات الطبيعة الخلابة، وفي شمالها أم قيس وبيت راس وقويلبة ونهر اليرموك وسهول حرثا، وفي شرقها سهول حوران، وفي غربها الغور المليء بالمواقع التاريخية.
ومع بداية فصل الربيع، تتزين سهول محافظة إربد الخصيبة ومواقعها الأثرية الخلابة بغطاء نباتي أخضر يفيض بالحياة والجمال، حيث تنتعش الأعشاب البرية والنباتات العطرية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ، تمامًا كما تضرب الآثار جذورها في حضارة الإنسان على مر العصور وتجذب الزوار.
وقال خبير الآثار الدكتور اسماعيل ملحم إن مواقع أثرية مثل أم قيس (جدارا) الواقعة شمال غرب المحافظة والمشرفة على نهر اليرموك وبحيرة طبريا، وطبقة فحل (بيلا) الواقعة في غور الأردن الشمالي، وقويلبة (أبيلا) الواقعة قرب بلدة حرثا، تعيد زائرها إلى عبق التاريخ وروعة الطبيعة معًا، إذ لا تقتصر جمالية المكان على الآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية وغيرها فحسب، بل تمتد إلى تنوع بيئي غني من النباتات التي تنمو بشكل طبيعي في هذا الوقت من العام، ما يحول هذه المواقع إلى لوحات فنية نابضة بالحياة.
وعن أشهر الأعشاب الربيعية في ربوع إربد قال د. ملحم: "من بين الأعشاب والنباتات التي تنبت بكثرة في سهول إربد وأوديتها خلال فصل الربيع الزعتر البري الذي ينمو بكثافة على سفوح الجبال وفي محيط المواقع الأثرية، ويُستخدم في المأكولات الشعبية ويُعد رمزًا للهوية الريفية.
وأضاف أن الخبيزة أيضًا من النباتات البرية التي تعد من أكثر النباتات حضورًا في الأطباق التقليدية. إضافة للهندباء البرية التي لها فوائد صحية عديدة، والحمّيض والعكّوب والشيح وكل منها له فوائد صحية.
وأوضح د.ملحم لـ"الأنباط" أن الأودية الطبيعية وذات القيمة الأثرية تعد منابع حياة وطبيعة ساحرة كما في وادي زقلاب ووادي أبو زياد قرب بلدة دير أبي سعيد ووادي الريان في جديتا، ووادي الشلالة في الرمثا، ووادي الطيبة قرب بلدة الطيبة، ووادي كفر لاهيا ووادي سحم، ووادي اليرموك الممتدة عدة كيلومترات بين الأردن وسوريا، ولا تقل هذه الأودية جمالًا عن المواقع الأثرية، فهي موطن للعديد من الحضارات وموطن للعديد من الأعشاب البرية التي تنمو على ضفاف المياه الجارية وفي ظل التكوينات الصخرية القديمة.
وبين د. ملحم أن هذه الأودية تشكل ممرات طبيعية تتناثر فيها النباتات العطرية والزهور البرية مثل البابونج، والأقحوان، والحنّون، مما يجعلها وجهة مفضّلة لمحبي التنزه البيئي والتصوير.
وعن السياحة البيئية والتاريخية قال د. ملحم إنهما في تناغم متواصل، إذ يتزايد إقبال الزوار خلال فصل الربيع على هذه المواقع، إذ يجمعون بين زيارة الآثار والاستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط الأعشاب البرية الطازجة، في مشهد يعكس وحدة الإنسان بالأرض والتاريخ. وتعمل بعض الجمعيات البيئية والشبابية في إربد على تنظيم جولات ميدانية للتعريف بالنباتات البرية وفوائدها، إلى جانب التوعية بضرورة الحفاظ على الغطاء النباتي ومنع الرعي الجائر أو قطف الأعشاب بطرق ضارة.
من جهته، بين رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد شريدة أن من أهم المواقع الأثرية في مدينة إربد تعتبر مدينة جدارا أم قيس وهي جزء أساسي من السياحة الأثرية في الأردن كونها أحد مدن الديكابوس ومنطقة جذب سياحي للعرب والأجانب.
وأضاف أن هناك العديد من المناطق المهمة جدًا مثل مدينة قويلبه ابيلا أحد مدن الديكابوس والمدرج الروماني الواقع في مدينة بيت راس وطبقة فحل الواقعة في الأغوار الشمالية حيث يشكلون أهم المناطق السياحية في الأردن. إضافة إلى موقع معركة اليرموك الواقع في بلدة سحم المطل على نهر اليرموك حيث تعتبر معركة اليرموك من المعارك الحاسمة في التاريخ.