كادت سيدة تركية مسنّة أن تفقد حياتها بسبب حبة ذرة علقت في مجرى التنفس لديها دون أن تدري، لتبقى مختنقة بها طوال 5 أشهر، ما أدى إلى انسداد رئوي كامل كاد أن يودي بحياتها.
وفي التفاصيل، فإن سيدة تبلغ من العمر 78 عاماً وتعاني من شلل نصفي كانت تزور المستشفى بشكل متكرر بسبب أعراض تشبه التهاب الرئة، اتضح لاحقاً أنها ناجمة عن دخول جسم غريب إلى رئتها.
ووفقاً لموقع haberler التركي، فإن السيدة، وهي معلمة متقاعدة في مدينة دنيزلي، راجعت المستشفى مرات عديدة خلال الأشهر الماضية بسبب مشاكل في التنفس، فيما اعتقد الأطباء في البداية أنها مصابة بعدوى في الرئة، إلا أن حالتها لم تتحسن رغم العلاجات المتكررة.
وعند نقلها إلى مستشفى جامعة باموق قلعة (PAÜ)، كشف فريق طبي من قسم الأمراض الصدرية عن مفاجأة غير متوقعة، وهي وجود انسداد كامل في الرئة اليمنى، وبعد إجراء فحص بالتنظير الشعبي (البرونكوسكوب) بشكل عاجل، تبيّن وجود مادة صفراء غريبة داخل مجرى الهواء.
وبعد تنظيف الإفرازات الكثيفة التي غطت المجرى التنفسي، تبيّن أن الجسم الغريب ليس إلا حبة ذرة صغيرة، كانت عالقة منذ أشهر دون أن تثير شكوكاً كبيرة.
وأكد الطبيب المشرف أن الحالة كانت دقيقة للغاية، خاصة أن المريضة لم تكن بحالة صحية تسمح بتدخل جراحي تحت التخدير العام، لذا تقرر إزالة الجسم الغريب باستخدام جهاز الشفط المرتبط بالبرونكوسكوب، وهو ما تم بنجاح، بعد تثبيت حبة الذرة بطرف الجهاز وسحبها بحذر خارج مجرى الهواء.
وفي أعقاب الإجراء الناجح، أعاد الفريق الطبي سؤال العائلة عن النظام الغذائي للسيدة، ليتبين أنها تناولت بيتزا تحتوي على حبات الذرة قبل نحو 5 أشهر من ظهور الأعراض، دون أن يظهر حينها أي عارض مباشر يثير الانتباه.
وأوضح البروفيسور غوكسل ألتينشيك إيرغور أن هذه الحادثة تسلط الضوء على خطورة تسلل أجسام صغيرة إلى المجرى التنفسي، خصوصاً لدى كبار السن أو المرضى طريحي الفراش الذين يتناولون طعامهم في وضعية الاستلقاء.
وأشار إلى أن غياب رد الفعل الطبيعي مثل السعال قد يؤدي إلى تفاقم الحالة دون أن يلاحظ المحيطون، ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.
كما حذر من أن بقاء مثل هذه الأجسام داخل الرئة قد يسبب انسدادات مزمنة والتهابات مستعصية، وقد يؤدي إلى تلف دائم في أنسجة الرئة إن لم يُكتشف الأمر مبكراً.
وختم الطبيب حديثه قائلاً إن هذه الحالة تعكس أهمية التعامل مع المرضى بحذر وتحقيق طبي دقيق أقرب ما يكون إلى عمل المحققين في كشف ملابسات الجرائم.