نظام التوجيهي الجديد.. حيرة وغموض وتساؤلات

نبض البلد -
درويش: عبء على الطالب ويحتاج لإعادة نظر

زريقات على "التربية" مراعاة قدرات الطلاب الذهنية

الانباط - شذى حتاملة
يثير نظام التوجيهي الجديد على مدار السنتين لبسا وغموضا وموجة من التساؤلات بين الطلبة وأولياء الأمور ، حيث يواجه العديد من الطلبة غموضا في كيفية والية تطبيق النظام الجديد، وعلى الرغم من انه جاء لتطويرالعملية التعليمية وتسهيل الدراسة على الطلبة إلا ان عدم وضوح المعلومات حول مواعيد الامتحانات وتوزيع العلامات وطريقة اختيار المواد ولد حالة من التوتر والإرباك ، الأمر الذي دفع الطلبة للتساؤل، هل سيؤثر النظام الجديد على مسارهم الأكاديمي وما هي الخطوات التي يجب اتباعها للتكيف مع النظام الجديد .
وعبر طلبة تحدثوا ل "الانباط" عن رأيهم بالنظام الجديد مشيرين إلى ان النظام سهل لكن هناك صعوبات في التكيف مع الأسلوب الجديد للتقييم، حيث المناهج اصبحت زخمة والمواد مضاعفة، موضحين أن توزيع الدرجات وتنوع أساليب التقييم كان مربكاً حيث لا يوجد قرار واحد حول طريقة الامتحان.. ف تارة يصدر قرار بأن الامتحان الكتروني واخرى ورقي كالمعتاد.
وقالوا : "النظام الجديد كان خطوة للأمام، لكن هناك مشكلة في فهم طريقة التقييم والنظام غير مفهوم والقرارات غير واضحة " .
وأشاروا إلى أنه يتطلب المزيد من الدعم الإرشادي لتوضيح المسارات الدراسية.
ومع ذلك، يأمل الطلبة بأن يكون النظام أكثر مرونة وعادلاً في السنوات المقبلة، خاصة بعد ما اكتسبوا بعض الخبرة في التعامل معه، مبينين أن النظام الجديد الذي تم تصميمه لتخفيف العبء عن الطلبة بتوزيع المواد على عامين زاد من التوتر بدلا من تخفيفه، بحيث اصبح التوتر موزعا بالتساوي على السنتين .
بدورها اكدت مديرة إدارة التعليم الخاص سابقا الدكتورة ريما زريقات، ان الثانوية العامة جاءت استجابة لتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية عام 2015 وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني لمعالجة الضغط الأسري والمجتمعي ، والابتعاد عن الممارسات التقليدية في عقد امتحان الثانوية العامة وتوفير الجهود والمبالغ الكبيرة في اجراءات عقد الامتحان والتصحيح، مضيفة أن النظام الجديد جاء لمعالجة قضية الغش وتسهيل عقد الامتحان وتصحيحه وتحليله من خلال بنوك الأسئلة حيث تعتبر تطبيق للنظرية الحديثة في القياس وميزاتها المتعددة .
وتابعت أن بنوك الأسئلة جاءت كمتطلب لتطوير الاختبارات الإلكترونية لما تتميز به والتي تعتبر تطبيق لنظرية استجابة الفقرة في القياس والتي تجعل تحليل النتائج وتفسيرها أسهل وأسرع، لافتة إلى أن بنوك الأسئلة تعطي الفرصة لعقد نماذج أسئلة وصور متكافئة للاختبار بنفس معامل الصعوبة والتمييز وتحقق العدالة والشفافية وتجعل فرص الغش شبه معدومة، كذلك لا يرتبط تفسير النتائج بطول الامتحان أو عدد فقراته أو عينة المتقدمين .
ولفتت إلى أن تطوير الثانوية العامة جاء حاليا من قبل وزارة التربية ليزيل قلق الطالب والأسرة ويعطي الطالب المجال للتقديم أكثر من مرة كذلك يعطيه المجال الخصوصية في اختيار المباحث حسب ميوله ورغباته، لكن هذا التطوير لا بد ان يقف ويأخذ الجوانب المتعلقة بالطالب نفسه من الناحية النفسية والاستعدادية والقدرة والطاقة الاستيعابية، مبينة أنه يجب على الوزارة أن تراعي القدرة والطاقة الذهنية الاستيعابية للطلبة بخصوص المباحث حين يتم وضع المواد الانسانية في الأول الثانوي وتلزم الطالب السير باتجاه واحد وهو على الأغلب الحفظ وهنا المعضلة والكثير من الطلبة يعتبر الأول ثانوي محطة راحة واستعداد للثانوية العامة أو محطة بذل أقصى الجهود من قبل غالبية الطلبة الذين يبدأون الدراسة في الأول الثانوي، متسائلة هل يستطيع طالب العلمي مثلا تحمل ضغط المواد الانسانية مره واحده دون تغيير النمط الفكري ، وهل يستطيع الطالب تحمل ضغط المواد العلمية بالثاني الثانوي مثلا مرة واحدة دون التنويع من هنا لابد من اعادة النظر وتنويع المباحث المختلفة .

وأوضحت أن تطوير الثانوية العامة لا يعني تأهيل الطالب للحياة الجامعية أو العملية هنا لذا لا بد من تدريس مبحث أو مقرر مدرسي دون احتسابها كعلامة ناجح ، راسب فقط، مثلا مهارات حياتية وطرح محتوى كيف يتعامل الطالب مع التحديات مثل القلق، الخوف، التنمر ، ومشكلة امتحان كيفية استرجاع المعلومة مشكلة سلوكية ومشكلة مجتمعية لزيادة وتأكيد الثقة بالنفس، مشيرة إلى أن تناسينا أن طلبتنا ليسوا بخير من حيث المستوى التعليمي وهذا يجعل البعض غير واثق ، ناهيك أن بعض الطلبة يملون من الضغط أو الاحساس بالمسؤولية لعامين متتاليين فهم ما زالوا بمرحلة المراهقة قمة عنفوان الشباب ، وهذه التداعيات هي التي تتعلق بالطالب نفسه .
وذكرت أنه رغم أن التطوير يخدم الأسرة من حيث القلق والضغط الأسري و المجتمعي، الا أن بعض الأسر تريد الدورة الواحدة وتعتبر النظام الجديد ضغط اسري لعامين أو ثلاثة أو أربعة ،حيث قد يكون للأسرة إبنان مثلا أو ثلاثة متتاليين، مبينة بشكل عام التغيير دوما يقابل بالرفض على الأقل من مجموعة، ونحن مجتمع لا نحب التغيير ونحب الاعتياد .

وأشارت إلى أن تقسيم المباحث الانسانية و العلمية على العامين أفضل من باب التنويع على الطلبة ومن باب تغيير نوعية الدراسة للطلبة بين الحفظ والمهارات العقلية ويبقى السؤال الحقيقي أين سيذهب محتوى المباحث العلمية للصف الأول الثانوي، وهل سيكون اهتمام الطالب به مناسب ان كان فقط للنجاح المدرسي، داعية الوزارة التربية إلى ضبط مواعيد الامتحانات لكي لا يفوت الطلبة مواعيد القبول الجامعي ، كذلك هل ستعتبر الوزارة اعادة الطالب لمبحث معين لرفع معدل وعدم السماح له بمنافسة اقرانه وعدم الاستفادة من مكرمة المعلمين مثلا ، كما هو الوضع الحالي ، انزجميع هذه الأمور بحاجة لضبط وليس اجتهاد.
وفي السياق ذاته تساءل الخبير التربوي الأستاذ محمود درويش ، حول مدى جاهزية وزارة التربية لتطبيق النظام الجديد وهل المناهج التي طرحتها تتناسب فعلا مع جيل 2008 ، مؤكدا بان النظام الجديد يعاني من لبس وغموض في المناهج وغير مهيئ لدفعة 2008 .
وأوضح أن طلاب الأول ثانوي يدرسون اربع مواد ويتقدمون لامتحانات وزارية فيها بينما تشكل باقي المواد عبئا اضافيا على الطالب ، وخاصة للذين لا يسمح لهم مستواهم الأكاديمي بدراسة بعض المواد كالفيزياء والكيمياء والأحياء ، مشيرا إلى ان الطلاب في الثاني ثانوي يدرسون مواد مرتبطة بالتخصص الجامعي إلا ان بعض ها لا تتطلب دراسة مواد تتعلق بالفيزياء والكيمياء في الأول ثانوي .
وأضاف ان النظام الجديد يشكل عبئا على الطالب ، داعيا الى اعادة النظر به وتأجيل تطبيقه لعامين نظرا لوجود تساؤلات حوله ، مشددا على اهمية اعادة تطبيق نظام البيتك.
وبين درويش انه لا يوجد تقبل للنظام الجديد ، لذا لا بد من اعادة النظر والتفكير في عملية دمج الحقول لان هناك حاجة بان يوجد حقل الرياضيات في التخصصات العلمية كالهندسة والطب .