الى وزيرة السياحة.. الدنيا ليست بخير

نبض البلد -
حسين هلالات
نائب رئيس جمعبه الفنادق الاردنيه

لا أعرف سبب إصرار وزيرة السياحة على أن الدنيا بخير
لا أعرف، حقًا، سبب إصرار وزيرة السياحة على أن "الدنيا بخير"، بينما الواقع يصرخ بكل ما فيه أن الأمور ليست كذلك.
فكيف تكون الدنيا بخير، وقد أغلقت عشرات الفنادق أبوابها؟
كيف تكون بخير، والمطاعم السياحية ومحلات التحف تنهار واحدة تلو الأخرى؟
أين هو الخير، وقد توقّف عدد كبير من الأدلاء السياحيين عن العمل، بعدما جفّ رزقهم وانقطع مصدر دخلهم الوحيد؟
كيف نصدّق أن كل شيء على ما يرام، بينما الطيران منخفض التكاليف – الذي لطالما اعتُبر شريانًا حيويًا لتنشيط الحركة السياحية – قد توقف، والطيران المنتظم يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار التذاكر، ما جعل السفر إلى الأردن خيارًا مكلفًا وطاردًا للزوار؟
تتحدث الوزيرة عن "نمو في أعداد السياح الدوليين" و"ارتفاع في الدخل السياحي"، لكننا لا نرى هذا النمو ينعكس على الأرض. فأين يذهب هذا الدخل إن كان القطاع يئن؟ وأين هم هؤلاء السياح إن كانت المواقع فارغة، وأهل السياحة يبيعون ممتلكاتهم ليسددوا ديونهم؟
التصريحات الرسمية شيء، والحقيقة في الميدان شيء آخر تمامًا.
نحن لا نبحث عن جلد الذات، لكننا أيضًا لا نقبل طمس الحقائق. ما نحتاجه هو مسؤول يعترف بالمشكلة، ويملك الجرأة ليقول: نعم، لدينا أزمة، وهذه خطة المواجهة.
أما التكرار الممل لعبارات "الأمور بخير" و"الأداء ممتاز"، فهو لا يقدّم ولا يؤخر، بل يزيد الفجوة بين الواقع والرسمي، وبين الوزارة وأبناء القطاع الذين أصبحوا بلا أمل.
القطاع السياحي لا يحتاج إلى عبارات طمأنة بقدر ما يحتاج إلى قرارات جريئة، دعم مباشر، وتعاون فعلي بين الحكومة والقطاع الخاص لاستعادة الزخم وتحقيق الاستدامة