نبض البلد - بذور الفتنة تنبُت ، فمن يغذيها ؟!!!
جواد الخضري
لم تكن الفتنة ومن يقوم عليها حديثة العهد ، بل هي موجودة على مر العصور والازمنة ، لكن لم تكن حالة عامة وطبيعية ، بل هي حالة استثنائية ، تنتشر وتخبو حسب الظروف ، سواء على مستوى الافراد والجماعات او على مستوى الدول . لكننا اصبحنا نرى في السنوات الاخيرة وتحديدا بعد طوفان الاقصى ، الذي ازالت المقاومة الفلسطينية في غزه ، الحواجز التي كانت تُغلق السدود ، فكان الطوفان يعتبر البدايات لاغراق الكيان الصهيوني الغاصب ، ولكشف همجيته وجرائمه واعمال الابادة الجماعية التي انتهجها ولا زال ينتهجها في قطاع غزه ، من قتل وتجويع وتشريد للاطفال والنساء والشيوخ وهدم المساجد والجامعات والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وتجريف الطرقات وكل ما فيه من تدمير للإنسانية والحياة ، اضافة لنفس النهج الذي يمارسه الكيان في مدن الضفة الغربية ، هذا كله كشف للعالم اجمع طبيعة هذا الكيان المتغطرس ، كما كشف كل من يدعمه سواء سرا او علانية . على الرغم مما حصل بعد السابع من اكتوبر للعام 2023 لم يكتف من القيام وكل من يقف الى جانبه ، بكل ما فعله من مجازر مروعة ، لا زال مستمرا في افعاله هذه والتي يشيب منها الولدان ، اتجه نحو وسائل الاعلام مستخدما الفضائيات والمواقع الخاصه به والعاملين معه والمتعاونين ، لزرع بذور الفتنة ، تحديدا وحسب ما نراه اليوم من محاولات لزرع الفتنة ونشر الفوضى بين الشعبين الاردني والفلسطيني ، واللذان هم بالاصل يشكلون شعبا واحدا ومتماسكا، لا تستطيع اية قوة في العالم ، ان تفكك هذا التماسك الذي لا مثيل له على مستوى العالم . لكننا بدانا نسمع ونشاهد ما يقوم به الكيان الهمجي من نشر مقاطع فيديو ومقالات ضمن اخبار ومعلومات ليست دقيقه ، بل والأصح انه لا صحة له من زرع لبذور الفتنة وخلق الفوضى بين الاردني والفلسطيني . لا ننكر بعض الاخطاء بين العديد من الفصائل الفلسطينية التي انجرفت وبعضها لا زال منجرفا نحو ما يخدم الصهيونية العالمية التي تقودها اسرائيل ، بعلم او بغير علم . ان ما يقال او ينشر او يكتب هنا او هناك هو خدمة لهذا العدو من اجل تشويه صوره النضال الفلسطيني تحديدا ، بينما لا أحد يستطيع أن ينكر الموقف الاردني الراسخ تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، والشواهد كثيرة عديدة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، قبور شهداء الجيش الاردني المنتشرة بعدد من مدن فلسطين فهي خير شاهد للتأكيد على الموقف الاردني الى جانب الشعب الفلسطيني جنبا الى جنب . فمنذ بداية المقاومة الفلسطينية قبل قرن من الزمان ولغاية اللحظة ، لا يُستبعد ان يكون هذا العدو الصهيوني وراء ذلك كله ، بل من المؤكد وقوف هذا العدو خلف كل هذه الاشاعات والمنشورات من خلال مواقعهم وذبابهم الالكتروني ، وعلى راس ذلك ما يسمى بالوحده 8200 وغير ذلك من القنوات والجهات المتعاونة معه بغض النظر عن الجنسيات .
لذا نرى العدو يعمل على استغلال السرديات التاريخية التي لم تثبُت ، ليعمل على تحريفها ، خاصة السرديات المبنية على اجتهادات متعلقة بطبيعة الانظمة ، لاحداث الفوضى الممنهجة ، وتحديدا ما يتعلق بشخوص النضال الفلسطيني او الشخوص العربية والاردنية تحديدا وعلى وجه الخصوص . كل هذا فقط للعمل على اشعال الفتن وتعزيز الكراهية ، ومن اجل تعزيز الفرقه . لذا يتوجب الحذر وكل الحذر بعدم التعامل مع مثل هذه الجهات التي تغذيها .
المطلوب من كافة الجهات الرسمية والأمنية ، ضرورة التحرك الفوري والسريع لمواجهة ما يفعله العدو واعوانه ، حتى يتم القضاء على نشر هذه الاشاعات والعمل على وضع حد لها ولأي فوضى قد تبدا داخل المجتمع الاردني والفلسطيني تحديدا . وعلى كافة الدول العربية والاسلامية ، ان لا تقف موقف المتفرج ، لانها إن بقيت متفرجة ، وكانها بعيدة عما يحصل ، فانها لابد وان تواجه ما هو الاسوء والاشد ضررا عليها .
الحال اليوم يؤكد على ضرورة المواجه وليس اتخاذ الموقف الدفاعي .