اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار"

نبض البلد -
الفرق بين المنخفضات وحالات عدم الاستقرار..


الأنباط – الاف تيسير
مع بداية فصل الشتاء، تتجدد حالة الترقب والارتباك التي يعيشها المواطنون سنويًا، ومع ما يحمله هذا الفصل من تفاصيل وتقلبات، وبينما يعكس الطقس مشهدًا متغيرًا يوميًا، تتزايد التساؤلات حول الفرق بين حالات عدم الاستقرار الجوي والمنخفضات الجوية، التي ليس من السهل التفريق بينهما، لأن هناك تباينًا كبيرًا بينهما. هذه التساؤلات تبرز بشكل أكبر عند متابعة النشرات الجوية، حيث يتفاجأ البعض بأن التوقعات قد لا تتطابق مع الواقع أحيانًا، نتيجة التغير المستمر في تحديث الخرائط الجوية.
من جهة أخرى، يظل المواطنون أمام مشهد يومي من الاستفسارات: "هل ستمطر؟ ماذا نرتدي؟ وكيف نستعد لهذه الأيام الباردة؟” لتسليط الضوء على هذه التساؤلات وتوضيح الفروق الجوهرية بين الحالات الجوية المختلفة اوضح الراصد الجوي فؤاد اللقيس أن "المنخفض الجوي" ينشأ نتيجة اندفاع كتلة هوائية باردة نحو الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حيث تهبط تدريجيًا لتغطي جميع الطبقات، عندما تصادف هذه الكتلة الهوائية مسطحات مائية رطبة ذات درجات حرارة أعلى من درجة حرارة الهواء المترافق مع الكتلة، لتتشكل فروقات حرارية كبيرة بين السطح والطبقات العليا.
وعلى الجانب الآخر إن هذا التباين الحراري يؤدي إلى صعود الهواء الدافئ والرطب إلى الأعلى، ما ينشئ منطقة ضغط جوي منخفض.

وتترافق مع الجبهة الباردة سحب ركامية ممطرة ورياح نشطة تعد الجزء الأكثر فاعلية في المنخفض الجوي وتمتد أحيانًا على مساحات جغرافية واسعة، حيث تندفع خلف المنخفض رياح باردة تعمل على استمرارية الفعالية الجوية لفترة معينة، لهذا يكون المنخفض الجوي عادةً شامل مناطق كثيرة من المملكة وبكميات متقاربة من الهطول المطري للمناطق وذلك اعتمادًا على اتجاه الرياح .
كما يمتد تأثير المنخفض لفترة زمنية أطول، ويُظهر شمولية أكبر، مع دقة أعلى في توقعاته بسبب وضوح مساره على الخرائط الجوية، وذلك يزيد من ارتفاع نسب التوقعات الدقيقة في حالات عدم الاستقرار .

وفي حديثه ل"الانباط" وصف اللقيس، أن "حالات عدم الاستقرار" هي أنظمة محلية تنشأ نتيجة اندفاع كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا، بالتزامن مع امتداد منخفض البحر الأحمر على السطح ، ويعمل هذا الدفع من الكتل الهوائية الباردة على تزويد الطبقات السطحية.
وتابع، أن الرطوبة والهواء الدافئ نسبيًا بالإضافة إلى توفر ظروف أخرى مثل كميات الحمل الحراري والتسخين الشمسي لسطح الأرض، وبفعله تحدث العملية في صعود الهواء الرطب والدافئ إلى الأعلى لتبدأ السحب الركامية بالتشكل في مناطق متفرقة وغير منتظمة، وليست بالشكل الشامل كما هو المنخفض الجوي وتهطل الأمطار في بعض المناطق من المملكة، وتمتاز حالات عدم الاستقرار بالخطورة لأن الأمطار المرافقة لها تكون غزيرة وأحيانًا وبشكل مفاجئ ما يؤدي إلى تشكل سيول مفاجئة أو ما يسمى بـ
"السيول الومضية" وتنتقل هذه السيول إلى مناطق أخرى لم تهطل عليها الأمطار وتترافق هذه الحالات مع رياح هابطة قوية، خاصة في المناطق التي تتأثر بالعواصف الرعدية، مما يجعلها مصدر خطر على الممتلكات والأفراد.
وبناءً على ذلك فإن "المنخفضات الجوية" تكون أكثر تأثيرًا منتظمة وشاملة واكبر حجمًا وطولاً وأكثر مدة وأوسع جغرافيًا، ويكون المنخفض كتل ضخمة من السحب ويغطي مساحات كبيرة ، فالمنخفض يقصد أنها قد تمطر في مناطق أخرى، حيث لا تشمل جميع المناطق ، بالإضافة إلى مناطق جغرافية ضيقة "قد تمطر في حارة ضيقة المجاورة لها قد لا تمطر فيها " .
واستنادًا إلى ماسبق تظل حالات "عدم الاستقرار الجوي " تمثل تحديًا بسبب طبيعتها المفاجئة والخطرة، وإدراك الفروقات بينهما يساعد على تحسين فهم الطقس واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، لكن الخطر الأكبر مرتبط بحالات عدم الاستقرار لأنها مفاجئة وتتكون بسرعة وترافقها سيول .
لذلك يجب الأخذ بالحسبان، أن حالات عدم "الاستقرار" نظرًا لطبيعتها المفاجئة والخطرة، تُعتبر الأكثر خطورة على حياة الأفراد والبنية التحتية، خاصة بسبب السيول الومضية والرياح العنيفة لذلك من الضروري متابعة النشرات الجوية بشكل مستمر والتقيد بإرشادات الجهات المختصة أثناء تأثير هذه الحالات على المملكة.