نبض البلد - الدكتورة ماجدة ابراهيم زيدان
دور رعاية المسنين في الأردن: الحريق الأخير في دار رعاية المسنين والعبر المستفادة
رعاية المسنين في أي مجتمع تُعد مسؤولية إنسانية وأخلاقية تتطلب تقديم الدعم النفسي، الصحي، والاجتماعي لكبار السن، وخلق بيئة آمنة تكفل لهم حياة كريمة. في الأردن، تُشرف وزارة التنمية الاجتماعية على دور رعاية المسنين لضمان توفير خدمات عالية الجودة. لكن حادثة الحريق الأخيرة في إحدى هذه الدور في العاصمة عمان، التي أودت بحياة ستة أشخاص وأصابت العشرات، كشفت عن ثغرات كبيرة تتطلب الوقوف عندها واستخلاص الدروس المستفادة.
أهمية دور رعاية المسنين
تعمل دور رعاية المسنين في الأردن على تحقيق الأهداف التالية:
-توفير الرعاية الصحية: حيث يحصل النزلاء على الخدمات الطبية والعلاجية بشكل مستمر.
-التكامل الاجتماعي: تساعد على تقليل الشعور بالعزلة من خلال الأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
-الحماية والأمان: تضمن وجود بيئة آمنة تحمي المسنين من الأخطار.
-التخفيف عن الأسر: تُعين العائلات التي تعجز عن توفير الرعاية المطلوبة للمسنين.
تفاصيل الحادثة
في 13 ديسمبر 2024، اندلع حريق في دار رعاية جمعية الأسرة البيضاء للمسنين، وهو مركز معتمد في عمان. أسفر الحريق عن وفاة 6 نزلاء وإصابة 60 آخرين. التحقيقات أشارت إلى أن أحد النزلاء، وهو مسن ستيني يُحتمل أنه يعاني من الزهايمر أو اضطرابات نفسية، أشعل النار في غطاء نوم أدى إلى انتشار الحريق في الطابق الأول.
النقاط المثيرة للجدل:
-غياب الرقابة المباشرة: كيف تُرك هذا المسن في مكان يمكنه فيه إشعال النار؟
-ضعف نظام السلامة: هل كانت أجهزة الإنذار والطفايات تعمل بالشكل المطلوب؟
-أين كاميرات المراقبة؟ دور المراقبة كان ضروريًا لرصد أي تصرفات خطرة.
-نقص التدريب: يبدو أن الموظفين لم يكونوا مستعدين للتعامل مع مثل هذه الحوادث.
المسؤوليات
من يتحمل المسؤولية؟
إدارة الدار:
-الإشراف على النزلاء ومراقبة تصرفاتهم.
-التأكد من تطبيق معايير السلامة المهنية.
-توفير موظفين مؤهلين للتعامل مع نزلاء قد يعانون من أمراض نفسية مثل الزهايمر.
وزارة التنمية الاجتماعية:
-المتابعة المستمرة لمدى التزام الدور بالمعايير.
-إجراء تفتيش دوري لضمان جاهزية أنظمة السلامة.
الأسر:
-متابعة أوضاع أقاربهم في الدور.
-الإبلاغ عن أي تقصير قد يُلاحظ.
الدروس المستفادة
-ضرورة مراجعة معايير السلامة:
-تركيب أجهزة إنذار فعّالة.
-وضع أنظمة مراقبة تعمل على مدار الساعة.
زيادة التدريب للعاملين:
-تدريب الموظفين على التعامل مع النزلاء ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأمراض العقلية.
-تنظيم تدريبات دورية على كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
إجراءات وقائية مشددة:
-منع النزلاء من الوصول إلى الأدوات الخطرة مثل أعواد الثقاب.
-تعزيز التواجد البشري في جميع الطوابق.
-إجراءات وقائية مشددة:
-منع النزلاء من الوصول إلى الأدوات الخطرة مثل أعواد الثقاب.
-تعزيز التواجد البشري في جميع الطوابق.
تحسين بيئة الرعاية:
-توفير نشاطات يومية تُشغل النزلاء وتقلل من أي تصرفات غير محسوبة.
-تعيين أخصائيين نفسيين واجتماعيين لمتابعة الحالات.
العبر المستخلصة
السلامة أولاً: لا يمكن المساومة على تجهيزات السلامة في دور رعاية المسنين.
المسؤولية جماعية: جميع الأطراف، بما في ذلك الأسرة، الإدارة، والجهات الحكومية، تتحمل مسؤولية سلامة المسنين.
أهمية التكنولوجيا: يجب أن تكون كاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار جزءًا أساسيًا من أي دار رعاية.
رعاية خاصة للحالات الحرجة: المسنون الذين يعانون من الزهايمر أو اضطرابات عقلية يجب أن يُخصص لهم مشرفون متخصصون.
حادثة الحريق الأخيرة في دار رعاية المسنين في الأردن ليست مجرد مأساة، بل هي دعوة لتصحيح المسار. يجب أن تُعاد صياغة معايير السلامة والرعاية في هذه المؤسسات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. كما أن المجتمع بأسره مطالب بالتحرك لضمان توفير بيئة آمنة وكريمة لكبار السن، الذين هم جزء من تراثنا وذاكرتنا الجماعية.
دكتورة ماجدة ابراهيم زيدان
.