نبض البلد -
لعل اجمل عبارة اعتاد المواطن الاردني على سماعها مساء كل يوم خلال ازمة كورونا ..هي " نجاحنا بالتزامكم " وهي التي يطلقها وزير الاعلام المهذب امجد العضايلة في ختام الايجاز الصحفي اليومي الذي بتنا ننتظرة على أحر من الجمر باعتباره يلخص حالة البلد مع هذا الفايروس الخطير ..ويضخ في نفوسنا الامل والرجاء من الله سبحانه وتعالى بان يعجل في نهاية هذا الكابوس الذي جثم على قلوبنا منذ ايام طالت ..وهدد صحتنا بكل الوان الخطر الداهم ..الى جانب انه غير مجرى حياتنا وفرض علينا نمطا جديدا من التعايش اليومي لم نعتد عليه من قبل ..الامر الذي يرسخ اهمية هذه العبارة ويؤكد ضرورة التقيد بتنفيذ فحواها ..بعد ان تواصلت المظاهر السلبية في الايام الماضية بصورة واضحة تدعونا لاسترجاع البعض منها :
* مجموعة الشباب الذين لم يحلو لهم ممارسة هواية لعب الكرة في احدى المدارس الا في مثل هذا الوقت العصيب ..وهو ما يناقض نداءات التباعد الاجتماعي بين الناس التي يطلقها الوزير كل يوم ..فما بالنا ونحن نخوض تلك الممارسة الضارة بالصحة والتي تتطلب الاحتكاك والتقارب ..فهل حكمت المتعة الكروية في هذا التوقيت الضار ..سبحان الله !!
* المجموعات العائلية التي انتهزت فرصة العطلة القسرية التي جاءت بسبب الوضع الخطير ..وقامت بالتنزه ورحلات الهش والنش الجماعية ..غير مكترثة بما يمر به الوطن من ظروف لا تحتمل المزيد من الاستهتار والخروج عن الانظمة والتعليمات وقانون الدفاع الذي لا يجامل ولا يهادن مع المقصرين والعابثين بصحة المواطنين ..!!
* الشاب الذي توفي والده بسبب الكورونا وقام باجراءات الدفن ووداعه الوداع الاخير ..ثم تقبل التعازي بفقيده قبل ان يتوجه الى مكان عمله ويقوم بمخالطة زملائه ويأخذهم بالاحضان وهو يعلم باصابة والده ..ولكنه لم يراعي سلامة الناس ابدا عندما اخفى مرض والده عن رئيسه في العمل واقرب الناس اليه ..في واقعة تؤكد ان الشعور بالمسؤولية بات غائب عن البعض من المواطنين بصورة هذا الشخص المستهتر ..!!
* الاشخاص الذين يقودون سياراتهم رغم عدم حصولهم على التصريح الرسمي المعتمد لدى الجهات المعنية ..ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات والتحذيرات التي تطلقها الحكومة ليل نهار ..رغم علمهم بعواقب هذا التصرف الذي يكلفهم حجز السيارة لمدة طويلة مع الغرامات المالية الكبيرة التي تشمل تكاليف نقلها الى اماكن الحجز البعيدة ..مثل هذا التصرف كيف يمكننا فهم مقصده ..!!
* الناس التي تتهافت على المخابز ومحلات التموين وحتى المحامص عند اي تصريح لوزير الاعلام ..تشتم منه رائحة الحظر الشامل ..وكأن الحياة قد تنتهي بهذا الاجراء ..هي ممارسات سلبية لا زال البعض يقترفها ويساهم باطالة امد المواجهة مع الفايروس ...رغم كل نداءات الحكومة عبر وزيري الصحة والاعلام ..فهل سنواصل مشوار الاستهتار هذا ام اننا سنلتزم بما تقرره الدولة بكافة اجهزتها وما تردده دوما ..." نجاحنا بالتزامكم " !!