دبي – عرب جي تي
شركة مازدا لا تعتبر من كبرى شركات تصنيع السيارات في العالم ، فعلى سبيل المثال لا تتجاوز حصتها السوقية 1.7% من سوق السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية كما أن قيمتها السوقية لا تتجاوز آحاد المليارات من الدولارات مقابل عشرات المليارات وحتى مئات المليارات لمنافساتها من شركات السيارات اليابانية.
ولذلك فلا تستطيع هذه الشركة اليابانية الصغيرة تخصيص ميزانيات ضخمة لأقسام البحث والتطوير ، بحيث تكون قادرة على الكشف عن أسطول من السيارات الكهربائية دفعة واحدة كما تفعل باقي الشركات .
ويعني هذا أن مازدا ستواجه مشكلة كبيرة في أوروبا … حيث تلوح في الأفق الآن دفعة جديدة من القوانين الصارمة المحددة للانبعاثات ، وهو ما سيضع معدل انبعاثات أسطول سيارات مازدا فوق الحد المسموح ، وهكذا فسيكون على مازدا أن توقف بيع عدد من طرازاتها ذات معدلات الانبعاثات العالية في أوروبا مثل مازدا CX9 أو أن تدفع الغرامات التي ستسجل بحقها لتجاوزها قوانين الانبعاثات الجديدة .
ولكن ولتجنب هذه المشكلة ، بذلت مازدا جهوداً مذهلة ومثيرة للإعجاب في مجال تطوير وتحديث محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل على البنزين ، ونجحت بالفعل في تخفيض استهلاك الوقود بالاعتماد على تقنية الإشعال التلقائي دون استخدام شمعات الإشعال ( بدون بواجي ) وأطلقت على هذا الجيل الجديد من المحركات ( سكاي اكتيف X ) .
ولكن في الجقيقة فإن هذا الاختراع الجديد وعلى الرغم من أنه يعد ثورة حقيقية في تقنيات المحركات ، إلا أنه ليس إلا بديلاً مؤقتاً عندما يبدأ تطبيق قوانين انبعاثات أكثر تشدداً ستعزز أكثر من الحاجة إلى إنتاج السيارات الكهربائية .
ما تحتاجه مازدا على أرض الواقع الآن هو مجموعة من السيارات الكهرباية والسيارات الهجينة ، ولكنها لا تصنع أياً منها في الوقت الراهن بسبب الكلف الاستثمارية المرتفعة التي تتطلبها عملية تصنيع هذا النوع السيارات.
إلا أن هذا سيتغير عما قريب، لأن الشركة أعلنت أنها ستصنع سيارة مازدا كهربائية جديدة العام القادم ، وفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها (أكيرا ماروموتو) المدير التنفيذي لشركة مازدا خلال حديث صحفي مع موقع أخبار السيارات الأوروبي ، وفيما لم يقدم مدير مازدا أي تفاصيل دقيقة عن السيارة إلا أنه أوضح أن الشركة ستصنع هذه السيارة الكهربائية بالاعتماد على هندستها الخاصة ( على الرغم من أنها تتعاون مع تويوتا في تطوير قاعدة هيكلية جديدة للسيارات الكهربائية )
كما قال (أكيرا ماروموتو) أن هذه السيارة الكهربائية قد يلحق بها عدد من السيارات الهجينة القابلة للشحن بحلول عام 2022 أو 2021 .
وفي المقابل فإن مازدا تعكف كذلك على تطوير الجيل الجديد من محركات (سكاي اكتيف X ) والتي لم تطرح للبيع حتى الآن ، وستستخدم هذه التقنية كقاعدة لتطوير محركات البنزين والديزل لتكون أكثر اقتصادية ، خاصة وأن محركات الديزل تعمل أصلاً بنفس الطريقة (بدون شمعات إشعال)
وأضاف مدير مازدا بقوله أن أن الصيغة الأفضل من أجل تخفيض الانبعاثات في سيارات السيدان الكبيرة أو مركبات SUV الصغيرة هي استخدام نظام حركي هجين مع محركات الديزل ، ومن المتوقع أن تطرح هذه السيارات في الأسواق الأوروبية خلال الأعوام العشرة القادمة .
وبعد أن شاهدنا في الأعوام الأخيرة انطلاق عدد كبير من موديلات السيارات الكهربائية مثل سيارات مرسيدس EQ و شيفروليه بولت و أودي اي ترون و استون مارتن رابيد اي وحتى ميني كوبر SE ، هذا بالطبع إلى جانب المنافسة القديمة القوية نيسان ليف ، فلا بد أن دخول سيارة مازدا كهربائية الآن إلى الأسواق سيشكل منافسة إضافية لشركة السيارات الكهربائية الأمريكية تيسلا ومديرها الطموح ( ايلون ماسك).
ملاحظة : الصور لسيارة مازدا كاي الاختبارية