نبض البلد - خاض "أرد سكوتن" المراسل الصحفي الهولندي غير المسلم، أول تجربة صيام له في حياته خلال شهر رمضان الفائت، في خطوة دفعه إليها الفضول للتعرف على حياة المسلم خلال هذا الشهر. "سكوتن" الذي يعمل مراسلاً صحفياً لدى صحيفة "ألغيمين داغبلد" الشهيرة في هولندا، قال إن ما دفعه لخوض تجربة الصيام، هو حادثة عاشها قبل عامين مع رياضي مسلم من أصول مغربية يلعب في صفوف فريق هولندي لكرة القدم. وأضاف في حديثه للأناضول، أنه عندما كان مراسلاً رياضياً في السابق، التقى باللاعب ذو الأصول المغربية ياسين أيوب، والذي يلعب في صفوف نادي "فيينورد روتردام"، وسأله عن كيفية تنسيقه بين الصيام وخوض المباريات. وتابع قائلاً: "سألت الرياضي أيوب عن كيفية تحقيقه النجاح في المباريات رغم أنه صائم، فقال لي بأنه يتوجب عليّ خوض تجربة الصيام بنفسي كي أشعر به. وهذا ما دفعني للإقدام على صوم رمضان هذا العام." وأوضح "سكوتن" أن الهجوم الذي شهدته مدينة "أوتريخت" الهولندية قبل أشهر، دفعه للاعتقاد بوجوب بذل الناس جهوداً للوحدة بدل التفرقة، والالتقاء بدلاً من تداول الأحكام المسبقة بحقهم. وفي مارس/آذار الماضي، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون في إطلاق النار داخل ترام بمدينة أوتريخت الهولندية، وذلك بعد أيام من هجوم مسجدي نيوزيلندا الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 مصليا وإصابة 50 آخرين. وأشار "سكوتن" إلى عدم مواجهته صعوبة بالغة خلال صومه في رمضان، مؤكداً أنه يشعر حالياً بالرياضي "أيوب" أكثر من قبل ويعي ما كان يقوله له حين التقى به. وأردف: "شعرت بالمشقة والصعوبة بعض الشيء في أواسط شهر رمضان، إلا أن زوجتي ومدربي الرياضي أقنعاني بمواصلة الصوم وبأني سأندم كثيراً في حال أقدمت على الإفطار قبل موعده الأصلي، وكانا محقّين في ذلك." وأعرب عن سروره لمعرفته معتقداً آخر غير الذي يدين به. ولفت إلى أنه شارك خلال رمضان في موائد الإفطار مع بعض العائلات المسلمة في بلاده بناء على دعات وجهت له، إضافة إلى مشاركته في موائد إفطار أقيمت في الجوامع. وأوضح أن أصعب فترة كانت تمر عليه خلال رمضان، هو استيقاظه لتناول وجبة السحور لوحده، مبيناً أنه كان يشعر حينها بالوحدة. وأفاد أن الأشخاص المحيطين به أشادوا بإقدامه على خطوة كهذه، إلى جانب آخرين هاجموه وانتقدوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة اتهامهم إياه بخيانة الوطن، على حد تعبيره. وشدد المراسل الهولندي أنه استطاع تجاوز انتقادات هذه الفئة من الناس بفعل ثقته بنفسه ومعرفته الجيدة بما يقوم به وبما يستهدفه من فعله هذا. وأكد "سكوتن" في ختام حديثه، على ضرورة وأهمية التخلّي عن الأحكام المسبقة في التعامل مع الآخرين.