القمة الإسلامية (14) بمكة المكرمة، ومؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى بكين

نبض البلد -

تحليل رسائل الرئيس الصينى "شى جين بينغ" الخفية المشتركة إلى واشنطن فى

القمة الإسلامية (14) بمكة المكرمة، ومؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى بكين

بقلم: د.نادية حلمى

أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا

شعرت الباحثة المصرية بالسعادة البالغة نتيجة لإيجابيات تغطيات الصحف الصينية الصادرة قبيل وأثناء إنعقاد القمة الإسلامية الرابعة عشر بمكة المكرمة فى 31 مايو 2019، وكان أكثر ما لفت الأنظار دولياً هو تهنئة الرئيس الصينى "شى جين بينغ" شخصياً للقادة العرب وقادة دول العالم الإسلامى وولى العهد السعودى "بن سلمان" بإفتتاح ونجاح القمة. وكان من أهم المقالات اللافتة للكتاب الصينيين هو مقال المحلل الصينى " مو شيويه تشيوان" Mu Xuequan 穆雪泉 المنشورة فى وكالة أنباء شينخوا، والذى يشيد فيه بالعلاقات بين الصين والدول الإسلامية على وجه التحديد.

ومن خلال قرب الباحثة المصرية الشديد من المجتمع الصينى، إستطاعت تتبع حرص الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين - خاصةً فى الفترة الأخيرة - على إنشاء عدد من "الجمعيات الإسلامية" فى عدد من المدن المختلفة فى الصين، مع الحرص على تواصلهم مع دول منظمة التعاون الإسلامية لإحداث نوع من التقارب بين الصين والعالم الإسلامى. ومن الجمعيات التى أُسست فى الصين لتحقيق هذا الغرض هى "جمعية الدين الإسلامى بالصين" فى مدينة "شنغهاى"، و "جمعية الثقافة الإسلامية الصينية" فى مدينة "قويلين" Guìlín 桂林 بمنطقة "قوانغشى" Guǎngxī 广西

وبعد تأسيس الدولة الصينية الحديثة على يد الحزب الشيوعى الصينى، تم توحيد كل الجمعيات الإسلامية فى شكل جمعية صينية إسلامية (رسمية) أُطلق عليها "الجمعية الإسلامية الصينية"، وقد عُقد أول مؤتمر لمُمثلى الحزب الشيوعى فى 11 مايو 1953، فى العاصمة الصينية بكين، وأُعلن رسمياً عن إنشاء "الجمعية الإسلامية الصينية"، وأنشئ العديد من الأفرع لهذه الجمعية فى العديد من المقاطعات والمدن الصينية. وكان للجمعية دوراً بارزاً فى تكوين جسر من التواصل بين المسلمين من مختلف القوميات والحزب الحاكم وقيادات الدولة، وإستفادت الحكومة الصينية من تحقيق تواصل عبر قنوات رسمية وغير رسمية بين الجمعية ودول بلدان منظمة التعاون الإسلامى لإحداث مزيد من التقارب بين الصين ودول العالم الإسلامى.

ولعل الأمر اللافت هنا هو رسالة الرئيس الصينى "شى جين بينغ" يوم الجمعة الموافق 31 مايو 2019، عندما بعث برسالة تهنئة بمناسبة إفتتاح (القمة الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامى) فى مكة المكرمة بالسعودية. وقال (شى) فى رسالته إن منظمة المؤتمر الإسلامى هى رمز للوحدة بالنسبة للبلدان الإسلامية، وهو يقدر تقديراً كبيراً الإسهامات التى قدمتها منظمة المؤتمر الإسلامى فى تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية منذ إنشائها قبل 50 عاماً.

وقال (شى) فى رسالته أن الصين والدول الاسلامية تتمتعان بعلاقات ودية تقليدية وصداقة عميقة وكذلك دعم متبادل وتعاون مخلص. وقال إن الصين تعلق أهمية كبيرة على العلاقات الودية مع الدول الإسلامية وتتطلع إلى منظمة المؤتمر الإسلامى كجسر مهم للتعاون بين الصين والعالم الإسلامى.

وكان أبرز ما جاء فى خطاب الرئيس "شى" هو حديثه عن تطلع الصين وإستعدادها للعمل مع الدول الإسلامية لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون العملى والحوار بين الحضارات، من أجل خلق مستقبل أفضل للعلاقات الودية بين الصين والعالم الإسلامى والمساهمة فى دفع بناء مجتمع مع مستقبل مشترك للبشرية.

§العلاقات الرسمية (الثقافية والشعبية) بين بكين ودول منظمة التعاون الإسلامى

دهشت الباحثة المصرية حينما علمت من الجانب الصينى أن عدد المساجد فى الصين يبلغ حوالى (42 ألف مسجد) منتشرة فى عموم الصين، وأن (رابطة علماء المسلمين الصينيين) تضم أكثر من خمسين ألف إمام. ولا شك أن مسلمى الصين يعانون من بعض المشاكل المعيشية حالهم حال بقية السكان.

وتولى الحكومة الصينية إهتماماً كبيراً فى الفترة الأخيرة لتطوير العلاقات والإتصالات بين مسلمى الصين ودول بلدان العالم الإسلامى لشرح وجهة نظر الصين إزاء ما يحدث على إقليم "شينغيانغ" الصينى ذات التركز الإسلامى، وما تواجهه الصين من إتهامات فى هذا الشأن بإساءة معاملتهم من قبل بعض شعوب وبلدان العالم الإسلامى. ويمكن تتبع علاقات الصين "إجمالاً" مع العالم الإسلامى من خلال:


1- تعتبر الصين حليفاً للعالم الإسلامى فى العديد من المسائل، خاصةً حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، وسعيها لطرح "صفقة قرن صينية" فى مواجهة "صفقة القرن الأمريكية" فى المنطقة.

2- قدمت الصين الدعم للسودان واليمن وفلسطين والصومال وغيرها من شعوب المنطقة، ووقوفها مع جهود "إعادة الإعمار" فى عدد من بلدان العالم الإسلامى، كما تعمل الكثير من أجل تحقيق الإستقرار فىي باكستان، من خلال إعادة تحديث البنية التحتية الباكستانية وإنشاء "ميناء جوادر الباكستانى" فى إطار مبادرة الصين للحزام والطريق.

3- أعلنت كلاً من الصين وروسيا بإعتبارهما دولتين كبيرتين فإنهما تتحملان المسؤولية عن منطقة آسيا الوسطى، والتى تقطنها أغلبية مسلمة، وهذا أحد العوامل التى ساعدت على قيام منظمة شنغهاى للتعاون، وقد دخل إلى هذه المنظمة عدد مهم من الدول الإسلامية بصفة مراقبين.

4- أما عن أهداف بكين فى الشرق الأوسط والتى على أساسها تحدد خريطة علاقاتها الخارجية فتتمحور فى ثلاثة أهداف: الأمن فى مجالات الطاقة، وتوسيع نطاق المشاريع والشركات والإستثمارات التابعة لها خاصة فى مجال التكنولوجيا والإتصالات، وضمان عدم تعرّض إستثماراتها فى طريق الحرير الجديد للخطر.

5- وأخيراً، لقد سعت الصين دائماًللحفاظ على علاقات مستقرة مع دول الشرق الأوسط دون التطرق للجانب الدينى أو الأيديولوجيا السياسية، وتتجنب أيضاًإتخاذ موقف حازم تجاه الإتجاهات السياسية فى هذه المنطقة متعددة الإنتماءات، وركَّزت بدلاً من ذلك على ما يمكن الوصول إليه من تعاون إقتصادى، خاصة فى إطار مبادرة "الحزام والطريق"، لذا فإن هذه الدول الإسلامية فى الشرق الأوسط ترحب بالتجارة والاستثمار مع الصين، التى لا تفرض أى أيديولوجية كما يفعل الشركاء الآخرون، خاصة الولايات المتحدة".

§أهمية رسالة الرئيس "شى" الموجهة للقمة الإسلامية بمكة المكرمة فى الوقت الحالى

1- اعتبر مراقبون للشأن الصينى أن ما يوجه من إتهامات لحكومة بكين فيما يتعلق بأقلية الإيغور فى إقليم شينجيانغ غرب الصين، حيث نصف السكان من المسلمين، قد تشكل عقبة بوجه مشروع بكين الضخم المعروف بــ "طريق الحرير الجديدة" والذى تسعى الصين لإقناع العالم بأهميته الاقتصادية المحلية لدول المنطقة وأيضاً الدولية، لذا فكان لزاماً على الرئيس "شى" وحكومة بكين أن تتقارب مع جميع بلدان العالم الإسلامى المشاركة فى القمة الإسلامية فى مكة.

2- أراد الرئيس "شى" من خلال رسالته لقادة الدول الإسلامية المشاركة فى قمة مكة "إزالة الحرج" عنهم من خلال توحيد رسالة الصين بشأن تقاربها وتضامنها مع العالم الإسلامى وفق رؤية "شى" المعروفة بـــ "المصير المشترك للبشرية"، وهذا يتفق مع وجهة نظر الباحثة التحليلية حول ما صرح به رئيس الوزراء الباكستانى "عمران خان" خلال لقاء معه فى شهر مارس 2019 رداً على سؤال حول الوضع فى "شينجيانغ"، فأجاب: "بصراحة، لست مطلعاً كثيراً على الوضع".... ونفس الإجابة يدور فى فلكها الكثيرون من قادة وزعماء ومسئولى الدول الإسلامية.

3- ومن هنا، جاء التركيز الأكبر من قبل الرئيس "شى" إلى ممثلى بلدان آسيا الوسطى الإسلامية لتوصيل رسائل من خلاله إلى العالم الإسلامى، أن قادة الصين يأملون فى أن يكون لتطوير آسيا الوسطى تأثير "إرتدادى" على "شينجيانغ". فالأمر "من وجهة نظر الصين، الرد على المدى البعيد على مشكلات شينجيانغ، يمر عبر الإزدهار الإقتصادى".

4- لذا، جاء بيان ترحيب قادة الدول الإسلامية المرحبة ببيان الرئيس "شى" أمام قمة مكة، وكأن الأمر أشبه بأن "عليها أن تدير هذه العلاقة مع بذل أقصى الجهد لتمثيل شعوبها فى الوقت نفسه".

§ أوجه التشابه بين رسالتى الرئيس "شى" للقمة الإسلامية بمكة ومؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى بكين

ألقى الرئيس الصينى (شى جين بينغ) خطاباً خلال حفل إفتتاح مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى المركز الوطنى للمؤتمرات فى بكين فى 15 مايو 2019. وتنظر الباحثة لخطابى ورسالتى الرئيس "شى" سواء للقمة الإسلامية فى مكة، أو لمؤتمر "حوار الحضارات" من وجهة نظر تحليلية مشتركة، خاصةً بسبب توقيت إنعقاد المؤتمرين متتاليين، كالآتى:

1-يقول الرئيس الصينى فى خطابه فى حوار الحضارات فى بكين إن (وجود مجتمع عالمي له مستقبل مشترك أمر ممكن)، وهو ما كشف عنه الرئيس الصينى (شى جين بينغ) بحديثه الصريح عن نظرية "صدام الحضارات" وناشد الحوار المتناغم والتعايش بين الحضارات.

2-وبدون تسمية الولايات المتحدة صراحةً، دعا الرئيس (شى) فى خطابه فى المؤتمر الأول حول حوار الحضارات الآسيوية، إلى المساواة، ورفض تفوق الغرب الذى تقوده الولايات المتحدة.

3-وقال الرئيس (شى): "إذا أعتقد شخص ما أن عرقه وحضارته متفوقة وأصر على إعادة تشكيل أو إستبدال الحضارات الأخرى، فستكون فكرة غبية وفعلاً كارثية".

4-مع تأكيد (شى) على أنه "يجب أن نحمل المساواة والإحترام، وأن نتخلى عن الفخر والتحامل، وأن نعمق معرفتنا بالفروق بين حضارتنا والحضارات الأخرى، وأن نشجع الحوار المتناغم والتعايش بين الحضارات".

5-وأكد الرئيس (شى) رفضه العزلة، وقال "إذا تراجعت الدول إلى الجزر المنعزلة، فإن الحضارة الإنسانية سوف تموت بسبب نقص التبادلات".

6-وتشابه خطاب "شى" فى مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى بكين مع رسالته لقادة الدول المشاركة فى التعاون الإسلامى مكة، خاصةً مع تأكيد الرئيس "شى" فلا رسالته من أن الجانب الصينى يولى إهتماماً بالغاً لعلاقاته الودية مع الدول الإسلامية، ويعتبر منظمة التعاون الإسلامى جسراً مهماً للتعاون بين الصين والعالم الإسلامى، ويحرص على العمل مع الدول الإسلامية يداً بيد على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة ودفع التعاون العملى وتكثيف الحوار الحضارى، بما يفتح آفاقاً أرحب للعلاقات الودية بين الصين والعالم الإسلامى، ويساهم في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية".

§ ويمكن ملاحظة الرسائل الخفية التى حاول الرئيس "شى" إيصالها تحديداً إلى واشنطن من خلال خطابيه لكلاً من القمة الإسلامية بالرياض أو لمؤتمر حوار الحضارات ببكين، كالآتى:

1- دحضت تصريحات الرئيس الصينى بشدة التأكيدات الأخيرة من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين الذين أكدوا على ظهور خلاف حضارى عميق قائم على العرق بين الصين والولايات المتحدة.

2- فقبل أسبوعين من إنطلاق مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية فى بكين، وصفت مديرة تخطيط السياسة فى وزارة الخارجية السيدة/ كيرون سكينر Kiron Skinner المنافسة الأمريكية الصينية بأنها "قتال مع حضارة مختلفة حقاً وأيديولوجية مختلفة". سلطت السيدة "سكينر" الضوء على أنه، لأول مرة، واجهت الولايات المتحدة "منافساً قوياً عظيماً ليس قوقازياً". مع إضافة عبارة خطيرة لم يلتفت إليها أحد من العرب من قبل واشنطن مفادها: "يضيف التراجع بين الصين والولايات المتحدة طبقة من التنافس الثقافى، إلى التجارة المتصاعدة بين أكبر وثانى أكبر اقتصاد فى العالم".

3- لذا، رد الرئيس "شى" على تصريحات "سكينر" أمام مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية بأنه "ليس من الممكن أن تتجه الحضارات المختلفة إلى الصدام"، وذلك رداً على التصريحات العنصرية الصادرة من قبل واشنطن ومسئوليها.

4- مع إشارة الرئيس "شى" إلى أن "مجتمعاً له مستقبل مشترك" عالمى ممكن على أساس التبادلات بين الحضارات. لكنه شدد فى الوقت ذاته على أن هذه التبادلات يجب ألا تكون إجبارية أو قسرية أو أحادية الإتجاه.

5- حاول الرئيس "شى" ومن خلال أحاديثه المكثفة أمام الإعلام الصينى فى الفترة الأخيرة التأكيد على أن المسلمين فى أمس الحاجة للتواصل والتعاون مع الصين اليوم للتواصل والتعاون لمصلحة الأمتين كليهما، إذ تجمع بينهما مصالح مشتركة وتواجههما تحديات مشتركة كذلك. وتتفق الباحثة مع الرأى القائل بأن الصين إستطاعت الحفاظ على وحدتها ووجودها كإمبراطورية، فى الوقت الذى لم يعد فيه العالم الإسلامى كذلك، وهو الوضع الذى تحافظ عليه المنظومة الدولية والتى تعد الصين واحدة من أبرز أعمدتها.

6- وربما حاول الرئيس "شى" إرسال "رسالة خفية" للعالم بأن التقارب الصينى - السعودى خاصةً فى إطار "مبادرة الحزام والطريق" الصينية له تأثير إستراتيجى مستقبلى على تطور العلاقات السعودية - الأمريكية فى المنطقة. ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه، هل سيمثل التقارب السعودى - الصينى بداية للتراجع فى العلاقات السعودية - الأمريكية، أم أن الفراغ الذى تشغله الأخيرة لا يمكن للصين أن تملؤه؟.... وهذا هو محور السؤال الجوهرى الذى تعمل عليه مراكز الفكر Think Tanks الأمريكية فى الوقت الحالى كما تتابعهم الباحثة.

7- يهدف النهج الصينى "الخفى" فى ما يخص علاقة الصين مع العالم، وعلى الأخص دول آسيا والعالم الإسلامى إلى إبقاء جميع القوى الفاعلة الرئيسية فى خانة الأصدقاء؛ وتجنب إكتساب عداوة دائمة على مخاطرات عدة.

8-وتبقى أكثر الرسائل "الخفية" التى يمكن فهمها من "تجاهل وتغافل الرئيس "شى" فى رسالته لقمة التعاون الإسلامى فى مكة الحديث صراحةً عن "إيران" ودورها فى المنطقة، مثلما أجمع عليه معظم قادة الدول المشاركة وعلى رأسهم "بن سلمان" ولى العهد السعودى وإصراره طول حديثه على إلقاء تبعات المسئولية إزاء تدهور الوضع الأمنى فى المنطقة على "إيران".... حيث باتت المملكة العربية السعودية أكثر إدراكاً بأن الدور الذى تلعبه الصين فى ما يخص الصراع السعودى - الإيرانى، يصب فقط فى مصلحتها الخاصة، لذلك فالرياض ليست لديها قناعة بأن بكين ستتخلى عن علاقاتها مع إيران فى المستقبل لصالح علاقاتها مع السعودية. كما تدرك الرياض مخاطر الإنفصال التام عن واشنطن وأنه لن يصب فى مصلحتها على المدى البعيد.

ومن خلال العرض السابق، يتضح رغبة الصين "رسمياً" فى الرد على رسائل واشنطن وترويجها لوجود "خلاف وصراع حضارى عميق" بينها وبين الغرب والولايات المتحدة، من خلال عمل "حشد"و "تضامن وتعزيز العلاقات بين شركاء الصين كالدول الآسيوية ودول العالم الإسلامى"، من أجل إحداث تقارب بين دول آسيا والصين والعالم الإسلامى فى مواجهة "واشنطن" وتلك هى "الرسالة الثقافية والحضارية" الحقيقية التى أردات الصين ورئيسها "شى" توصيلها إلى واشنطن والعالم من خلال رفع شعار بكين الرسمى لمبادرة الحزام والطريق بـــ "رابح - رابح" و "المصير المشترك للبشرية".