نبض البلد - بقلم: أسامة أبو طالب
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة العقبة
رئيس اللجنة الاداريه لصندوق حياة للتعليم/العقبة
في زمنٍ تتسارع فيه التحولات التقنية والمهنية وتتعاظم فيه التحديات أمام سوق العمل، تأتي حملة " تاء” كحالة وعي وطنية ومبادرة نوعية تحمل رسالة أكبر من مجرد برنامج تدريبي أو فعالية توعوية.
إنها مشروع تغيير ثقافي وتنموي متكامل، يربط بين التربية والتعليم والتدريب والتطوير والتشبيك، لتعيد الاعتبار لمفهوم العمل المهني كرافعةٍ حقيقيةٍ للاقتصاد الوطني، وممرٍّ استراتيجي نحو تمكين الشباب.
العقبة... منارة التمكين ومنصة الإلهام
ليس غريبًا أن تنطلق "تاء” من العقبة، هذه المدينة التي أثبتت أنها ليست مجرد مرفأ تجاري أو وجهة سياحية، بل حاضنة وطنية للمشاريع الريادية والتنموية.
من خلال المجمع الوطني للتدريب المهني، تتجلّى العقبة كحالة استثنائية تجمع بين رؤية الدولة الأردنية في تمكين الإنسان، ودور القطاع الخاص في دعم التنمية المحلية، وشراكات دولية تعكس ثقة العالم بالأردن ومؤسساته.
الحملة التي أطلقتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبدعم من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ) وبالشراكة مع الحكومة الكندية، شكّلت نموذجًا يحتذى في العمل الجماعي القائم على الخبرة والتكامل والمسؤولية المشتركة.
فهي تربط المتدرب بالمدرب، والخريج بالمستثمر، والمؤسسة بالمجتمع، لتتحول إلى جسر تواصل حيّ بين الفكرة والتطبيق.
"تاء”... فلسفة الحرف وصناعة الأثر
اختيار حرف "التاء” عنوانًا للحملة لم يكن مصادفة، بل رمزًا واعيًا لمجموعة قيم مترابطة:
تاء التربية التي تبني الشخصية،
تاء التعليم التي توسّع الأفق،
تاء التدريب التي تصقل المهارة،
تاء التطوير التي تخلق الإبداع،
وتاء التشبيك التي تجمع الجهود نحو غاية واحدة: تمكين الإنسان الأردني.
بهذه الفلسفة البسيطة والعميقة في آنٍ واحد، تتحول الحملة إلى ورشة وطنية متكاملة تمتدّ على مدار خمسة أيام من الحوار، والتجريب، والتفاعل، والابتكار.
تتنوّع فعالياتها ما بين جلسات ميدانية في المشاغل التدريبية، وحوارات حول الرقمنة والذكاء الصناعي، ولقاءات تجمع القيادات والخبراء وشركاء القطاعين العام والخاص
.
وفي ختامها، يأتي التتويج بتوقيع مذكرات تفاهم وتكريم الشركاء، في مشهدٍ يلخّص كيف يتحول التعاون إلى ثقافة، والتمكين إلى منهج حياة.
من الشراكة إلى المسؤولية... ومن الفكرة إلى الاستدامة
كمتابع ومشارك في هذا الحدث الوطني، وكشريك مؤسسي من خلال صندوق حياة للتعليم، أجد في حملة "تاء” انعكاسًا مباشرًا لجوهر رسالتنا في دعم الشباب وتمكينهم من تحويل طاقاتهم إلى فرص حقيقية.
إنها دعوة صريحة لإعادة النظر في منظومة التعليم والعمل، والانتقال من ثقافة انتظار الفرصة إلى ثقافة صناعة الفرصة.
كما أن مشاركة غرفة تجارة العقبة في هذه الحملة تؤكد الدور المحوري للقطاع الخاص في قيادة التغيير ودعم الابتكار الاجتماعي والاقتصادي.
ختام القول
"تاء” ليست فعالية عابرة، بل رسالة مستمرة تقول إن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار، وإن بناء المهارة هو الطريق الأقصر إلى بناء الوطن.
من العقبة، من هذا الملتقى الذي جمع العقول والقلوب، نؤكد أن التميز يبدأ من الفكرة، ويستمر بالفعل، ويتحقق بالشراكة.
وهكذا، تبقى "تاء” عنوانًا لكل مبادرة تسعى لأن تزرع الأمل في شبابنا وتعيد رسم ملامح الغد بثقة، وإيمان، وإصرار على أن الأردن يستحق الأفضل دائمًا. #تاء
#تاء_التمكين
#تاء_العقبة
#العقبة_تتميز
#تمكين_الشباب
#تدريب_وتطوير
#العقبة_منصة_التمكين
#صندوق_حياة_للتعليم
#غرفة_تجارة_العقبة
#الأردن_يستحق
#تمكين_لأجل_الوطن
#تعليم_مهني_للمستقبل
#العقبة_درة_البحر_الأحمر
#التميز_يبدأ_من_العقبة
#الوطنيه_للتشغيل
#هيئة_شباب_كلنا_الاردن