باحثة مغربية تكشف عن موسوعة الشعر الأردني خلال 25 عاما في معرض عمان الدولي للكتاب

نبض البلد -
باحثة مغربية تكشف عن موسوعة الشعر الأردني خلال 25 عاما في معرض عمان الدولي للكتاب
عمان-اتحاد الناشرين الأردنيين

كشفت الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة في ندوة عقدت الجمعة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025 عن موسوعتها الضخمة التي وثقت فيها للشعر الأردني للفترة ما بين عام 1999 وعام 2024.

تناولت بوهراكة خلال الندوة التي أدارتها الكاتبة أمل المشايخ تفاصيل عملها التوثيقي الذي شمل 247 شاعراً وشاعرة من الأردن، مؤكدة أن العمل الإنساني "موسوم بالنقصان" ولا يمكن تحقيق "مسح طوبوغرافي" شامل للمشهد الشعري لأي بلد.
وأوضحت الباحثة المغربية أن التوثيق لديها يعتمد على ثلاثة شروط رئيسية، بالإضافة إلى شرط خاص بالأردن، وهي: أن يكون للشاعر مسار توثيقي شعري على أرض الواقع (كالمشاركة في المهرجانات) وليس مجرد حضور في العالم الافتراضي، وأن يكون للشاعر إصدار شعري مطبوع، وأن يكون للشاعر عضوية في اتحاد أو بيت شعر أو ما شابه، وأن يحمل الشاعر الجنسية الأردنية.
وعن اختيار الفترة الزمنية (1999-2024)، أوضحت بوهراكة أنها قصدت الاحتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لتولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وذكرت أن الموسوعة لا تستثني الشعراء القدامى، شريطة أن يكون الشاعر حياً في عهد الملك عبد الله الثاني.

لم تخفِ بوهراكة التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى أنها كانت توثق العمل من بلدها المغرب، وهو "مسألة صعبة للغاية"، وأعربت عن شكرها لـ "الأيادي البيضاء" من أساتذة جامعيين ونقاد وشعراء أردنيين ساهموا في تدليل الصعاب.

كما أشارت إلى صعوبة التعامل مع أمزجة الشعراء، حيث واجهت من: اختار تمثيل مؤسسته الثقافية بدلاً من تمثيل الوطن، ومن رأى أن العمل لن يضيف إليه شيئاً لكونه شاعراً معروفاً، وهناك من عبر عن "حساسية" من التوثيق إلى جانب اسم شاعر آخر يرى نفسه أعلى منه مستوى.
 
 أكدت بوهراكة أن عملها هو "توثيق محض"، وهدفها هو ذكر السيرة الأدبية للشاعر ونماذج من أشعاره وصورة شخصية له لتبقى للتاريخ، وأنها تركت مهمة النقد والتصنيف للناقدين.

وأكدت أن قيمة التوثيق الورقي تكمن في أنه "للمستقبل"، وأن الكتاب قد يستمر 100 سنة أو أكثر على عكس التكنولوجيا.
ورداً على استفسار حول طبيعة القصائد المختارة، أكدت أنها لم تشترط موضوعاً معيناً (مثل الشعر الوطني) أو شكلاً شعرياً محدداً، بل هدفت إلى عكس صورة الشعر الأردني الحالي كما هي.

وكشفت عن ملاحظتها بأن الشعرية الأردنية، رغم جودتها، "لا تزال متعمقة في المحليه"، وأن الأسماء التي وصلت إلى المغرب قليلة جداً ومعظمها من الشعراء الذين توفوا.

وعن الموضوعات المسيطرة في النماذج الشعرية، أكدت أن الموضوع الأول كان فلسطين، وإن 70% أو أكثر من النماذج المختارة كانت تتمحور حول فلسطين، تليها القضية الوطنية والوطن، ثم الاهتمام بالطبيعة.

في ختام الندوة، أعلنت بوهراكة أنها مستعدة لإهداء هذا العمل (الموسوعة الأردنية) لأي مؤسسة ثقافية أردنية ترغب في طباعته، ليصبح بين أيادي الطلبة والباحثين.

وأوضحت أن عملها الحالي يمثل "تقديم المشعل" للأخوة الأردنيين للعمل على موسوعات أشمل وأهم مستقبلاً.
وكشفت الباحثة أنها تعمل حالياً على كتاب يخص شعراء تونس في الفترة الحالية.
وفي نهاية الندوة، تم تكريم المشاركين بدرع نعرض عمان الدولي للكتاب 2025.