متى ستتحول إنجازاتنا من شاشة الـ Data Show إلى واقع؟

نبض البلد -
دحام مثقال الفواز

لم يأت هذا العنوان من فراغ.
لقد اعتدنا، نحن الأردنيين، على سيلٍ من الوعود، وعودٌ لم يأخذ بها القدر، ولا تبناها الأمل، ولا نفذها الإنسان. وعودٌ حلمنا بها، لا في نومنا فقط، بل حتى في يقظتنا.

كم من مشروع عرضوه لنا عبر الشاشات المضيئة، في المؤتمرات، وفي الاجتماعات الرسمية، وفي نشرات الأخبار، مشاريعٌ متقنة، تصاميمها خلابة، وكلماتهم منمّقة، لكن الواقع لا يشبه شيئاً من تلك العروض.

نرى الأحلام، نُصدقها، نتمسك بها، لكن العقول التي حلمت بها هجرتنا، وذهبت تبنيها هناك، وجدت من يحترم العقول في الخارج.

نرى الجيران يتقدمون، ونراقب البعيد وهو يقفز قفزات، لا بخطوات متثاقلة، بل بلمح البصر!

نرى عند غيرنا ما لم نكن نتخيل حدوثه، ولكننا كنا على يقين أننا ( نحن ) من يجب أن نحققه.

فلماذا اصبحنا نراه بعيدا، وكل أدواته بين أيدينا؟

هل المشكلة في الكفاءات؟
كلا، فلدينا من العقول ما يُبهر.
لدينا مهندسون، أطباء، مبرمجون، اقتصاديون، مفكّرون.
 لكنّ أغلبهم وجد في الوطن غربة، وفي الغربة وطناً.

كم من عقلٍ أردني أضاء مختبرات في الخارج، وصمّم أنظمة في كبريات الشركات العالمية، وأسس مشاريع في دول لم يسمع بها يوماً؟
وكم من نفس أردنية انطفأت هنا، بانتظار فرصة، أو فسحة أمل، ولم تجدها؟

نحن نملك القدرة، نملك الطموح، نملك الإرادة، لكن ما نفتقده هو الإرادة السياسية الحقيقية، التي لا تكتفي بالتصفيق في القاعات، ولا تكتفي بالخطابات البراقة، بل تؤمن بالتنفيذ، وتعمل للصالح العام، وتضع الكفاءة مكان الواسطة، والعلم مكان التوريث الإداري.

الإبداع لا يحتاج إلى ( عرض تقديمي) بل إلى قرار.
والنهضة لا تبنى بالتصريحات، بل بالأفعال.
وكرامة المواطن لا تُصان بالوعود، بل بالعدل، وبخلق بيئة يشعر فيها أن تعبه لن يذهب سُدى.

نحن لا نطلب المستحيل.
نحن فقط نسأل:
متى نرى ما نُشاهده على الشاشات… على أرض الواقع؟