"اربطوا الأحزمة أيها العالم… هناك مطبّات هوائية قادمة"

نبض البلد -
بقلم: صالح الحموري

اربطوا الأحزمة.
هذه ليست إشارة من قائد طائرة، بل من مراقبٍ يرى ما هو أبعد من الأفق.
العالم يدخل منطقة اضطراب.
المطبات هذه المرة ليست جوية، بل سياسية، اقتصادية، أخلاقية، ووجودية.
تتسارع المتغيرات، وتتقلص فترات الاستقرار، ويُسحق الضعفاء تحت أقدام صفقات الكبار.
منذ عقود، كان يمكن التنبؤ بشيء من ملامح الغد…
اليوم، الغد نفسه بات مجهولًا.
حروب تنفجر دون مقدمات، اقتصادات تنهار في ساعات، منصات تروّج للزيف أكثر من الحقيقة، وأخلاقيات تُباع وتُشترى في بورصات النفوذ.
الذكاء الاصطناعي يطرق الأبواب، لا ليستأذن، بل ليعيد تشكيل عالمنا كما يشاء. حروب سبرانية....
المناخ يئنّ، والديمقراطية ترتجف، والعدالة تذبل، والحقائق تُشوَّه.
لكن الأسوأ من ذلك كله: أن كثيرًا من الركاب على هذه الرحلة لا يشعرون بالخطر.
ما زالوا يضحكون، يستهلكون، يتخاصمون على تفاصيل صغيرة… دون أن ينظروا من النافذة إلى العاصفة القادمة.
اربطوا الأحزمة.
أمامنا مطبات تحتاج إلى وعي، لا إلى فزع.
إلى يقظة، لا إلى نكران.
إلى مسؤولية جماعية، لا إلى هروب فردي...على مستوى الدول.
اربطوا الأحزمة،
فالرحلة مستمرة…
لكن مقعدك لن يحميك إن كنت نائمًا.