نبض البلد -
هاني الدباس
في ظل الأزمات المتفاقمة التي يشهدها الإقليم ، يبرز الأردن كقلعة صامدة وسط عواصف سياسية وأمنية تهدد استقرار العديد من دول المنطقة. وفي خضم هذا المشهد المتشابك، تتأكد الحاجة الوطنية المُلحة إلى الالتفاف حول القيادة الهاشمية، التي شكلت عبر العقود صمام أمان ومنارة اعتدال في محيط يفتقر إلى التوازن.
مصلحة الوطن العليا تقتضي اليوم أن نسمو فوق المصالح الشخصية الضيقة لنرتقي في خطابنا الوطني إلى مستوى التحديات، بعيدًا عن التجاذبات والمهاترات التي لا تصب إلا في مصلحة من يتربصون بأمن الأردن واستقراره.
فالنقد البناء والإصلاح المنهجي مطلوب وحاجة ملحة دوماً، لكنهما لا يكونان على حساب الثوابت، ولا يجب أن يُستغلا كذريعة لزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته.
وهنا تتجلى أهمية التحلي بالوعي عبر الالتزام بالقرارات الأمنية، وبالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، إدراكًا لحساسية المرحلة ودقة الموقف.
فالتعاطي مع الشائعات أو تداول المعلومات غير المؤكدة يُعد سلوكًا خطيرًا في هذا الوقت بالتحديد من شأنه ان يفتح الباب أمام المغرضين وأصحاب الأجندات المشبوهة. ولذلك فإن اعتماد المصادر الرسمية فقط في استقاء الأخبار والمعلومات، هو مسؤولية وطنية وأخلاقية تقع على عاتق كل فرد. فالأمن الوطني ليس مهمة الأجهزة فقط، بل هو التزام جمعي يتطلب اليقظة والانضباط.
علمنا التاريخ أن الدول التي لم تتمسك بثوابتها انهارت، وأن الشعوب التي لم تلتف حول مصلحتها الوطنية في أوقات الشدة، دفعت أثمانًا باهظة. أما نحن في الأردن، فقد اخترنا بإرادتنا أن يكون الوطن أولًا، والقيادة الهاشمية مظلتنا الجامعة، والراية الأردنية هويتنا التي لا نساوم عليها.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نُجدد العهد بأن نكون أوفياء لهذا الوطن، مخلصين لقيادته، مدافعين عن مكتسباته، ومؤمنين بأن الالتفاف حول الوطن و القيادة الهاشمية هو ركيزة الأمن والاستقرار، وضمانة المستقبل الآمن للأجيال.
الالتفاف حول القيادة والتمسك بثوابت الامة الراسخة ووحدتها الوطنية كان دوماً رهاننا على ان الأردن يخرج من كل أزمات المنطقة أقوى وأكثر صلابة وثقة .