مختصون: تأثيرٌ ضئيل على حرق الدهون رغم الإقبال المتزايد
الغذاء والدواء: تصنيف المستحضرات المحتوية على "L-Carnitine” يكون وفق الاستخدامات والتراكيز
شمّوط: ضرورة الالتزام بحميات غذائيّة والابتعاد عن المُكمِّلات الغذائية
العزَّة: "L-Carnitine" ناقل أساسي للدهون إلى مكان الحرق في الجسم
صوالحة: المكمِّلات الغذائية لا يكمُن دورها في حرق الدهون
الأنباط - كارمن أيمن
في حين تعج منصات التواصل الاجتماعي بإعلانات ترويجية لمُكملات غذائية تدّعي أنَّها "حارقة للدهون"، يُشير خُبراء ومُختصُّون إلى أنَّ هذا المُصطلح غير علمي ويتمُّ استخدامه لغايات تحقيق الأرباح وجذب المتصفحين.
وبالتزامن مع قرب موسم الصيف ورغبة الكثيرين في تهذيبِ أجسادِهم، فإنَّ بعض مُدرِّبي الرياضة قد يستخدمون استمالات عديدة وأساليب مُبتكرة لإقناعهم بالشراء، مُتغاضيين عن تأثيراته الجانبية المُحتملة والهدف الأساسي الذي صُنِعَ لأجله، مثل "L-Carnitine” الذي يُعتبَر مُكمِّلًا غذائيًا ولاقى تفاعلًا وإقبالًا في الآونة الأخيرة.
المعايير المُعتمدة لتصنيف الـ"L-Carnitine”
في هذا الإطار، أوضحت المؤسسة العامة للغذاء والدواء لـ"الأنباط" أنَّ إجازة المستحضرات الطبيعية والمُكمِّلات الغذائية وأغذية الرياضيين تتمّ حسب الأُسس المُعتمدة لدى المؤسسة وتخضع قبل إجازتها لدراسة وتقييم وفحوصات مخبرية لضمان سلامتها ومأمونيتها كما تخضع لرقابة ومتابعة مستمرة.
وأكَّدت أنَّ تصنيف المستحضرات المحتوية على "L-Carnitine” تكون وفق الاستخدامات والتراكيز، فمنها ما يُصنَّف كمنتج أغذية رياضي إذا كان مُوجَّه لاستخدام الرياضيين، ومنها ما يُصنَّف كمُكمِّل غذائي إذا كان يحتوي على ل- كارنتين بتركيز لا يزيد عن 2 غرام ويحمل ادِّعاءات تغذوية كأنَّهُ "يُستخدم لتحسين عملية التمثيل الغذائي" و"يستخدم لضبط الوزن بالتزامن مع نظام غذائي ورياضي"، إذ يتم صرفها حسب أُسس اعتمادها وإجازتها دون الحاجة لوصفة طبّيّة كونها لا تحمل ادِّعاءات طبيّة .
وفيما يتعلَّق بالمستحضرات التي تحتوي على ادِّعاءات طبّيّة وتراكيزها أعلى من 2 غرام، فإنَّها تُصنَّف كمستحضر طبيعي وتُستَخدم هذه المستحضرات الطبيعية لزيادة الطاقة البدنية ولزيادة مُعدَّل الحرق، إذ أنَّه عند إجازة هذه المستحضرات يتم تقييمها ودراسة سلامتها ومأمونيتها وطبيعة الجرعة المناسبة وإضافة التحذيرات إن وجدت على بطاقة المنتج أو النشرة الداخلية.
واختتمت المؤسسة حديثها لـ"الأنباط" مؤكدة أنَّه يُحصر بيع هذه المواد بالصيدليات العامّة ويتم فحص المستحضرات الطبيعية والتأكُّد من سلامتها قبل تداولها في السوق الأردني.
مدى تأثير الـ"L-Carnitine” على حرق الدهون واستشفاء العضلات
في السياق، بين مدرِّب كمال الأجسام عمَّار شمّوط أنَّ نسبة تأثير المُكمِّل الغذائي "L-Carnitine” على حرق الدهون ضئيلة وتكاد تكون "شبه معدومة"، موضِّحًا أنَّه حمض أميني يلعب دورًا رئيسيًّا في إنتاج الطاقة ونقل الأحماض الدُهنية للمايتوكندريا بصفتها عُضيَّات متواجدة داخل الخليّة وتعمل على إنتاج الطاقة.
وأضاف أنَّه يُحسِّن الأداء الرّياضي لاسيما قبل التمارين، ويُساعد في عملية استشفاء العضلات بشكلٍ أسرع بعد التمرين، لافتًا إلى أنَّ الجُرعة المُحدَّدة لأخذه تكمن في 500 لـَ 2000 ملغم يوميًّا.
وتابع أنَّ هناك إقبالًا كبيرًا عليه من قِبَل مُمارسي الرياضة والأفراد الراغبين في خسارة الوزن، ويعود ذلك إلى طبيعة الإعلانات التسويقية المتداولة بكثرة بين الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى ترويج بعض المُدرّبين له لغايات مُعيَّنة.
ودعا لضرورة الالتزام بحميات غذائيّة وتناول الكافيين من مصادره الطبيعية والابتعاد عن المُكمِّل الغذائي " L-Carnitine"، حيث يُمكن أخذه دون وصفات طبّيّة كونه يُعتبر "آمن إلى حدٍّ ما".
ونوَّه إلى أنَّه قد يؤثِّر على الكِلى والقلب ويُحدث اضطرابات هضمية في حالة تلقّيه بجُرعات مُتزايدة، فالخطورة تكمُن في الكميّة وليس بالمُدِّة التي يتلقّى فيها الفرد للمُكمِّل.
غايات استخدام "L-Carnitine”
من جانبه، أشار المُدرِّب الرياضي الخاص عمر العزَّة أنَّ المُكمِّل الغذائي " L-Carnitine" لا يحرق الدهون ولا يُعزِّز الطاقة، وإنَّما هو ناقل أساسي للدهون إلى مكان الحرق في الجسم، فكلما زادت كمية الكارنتين زادت قابلية الجسم في حرق دهون أكثر، ناصِحًا بتلقّيه من قِبَل الفئات الراغبة في خسارة الوزن أو ممارسة الرياضة.
ولفت إلى أنَّ عليه إقبال كبير في النوادي الرياضية ويؤخذ لغايات حرق الدهون يوميًّا، منوِّهًا على ضرورة التوقُّف عن أخذه لمُدّة تقارب ال6 أسابيع حتّى لا تقل الفائدة المُكتسبة منه.
يُذكر أنَّه في ظل تباين نتائج الأبحاث المنشورة في " (National Center for Biotechnology Information)، أظهرت دراسة أُجريت على سبعة رياضيين شاركوا في ماراثون أنَّ تناول 2 غرام من L-Carnitine لم يُحدث تأثيرًا ملحوظًا على الأداء البدني أو عمليات الأيض أو سرعة التعافي، رغم ارتفاع مستويات الكارنيتين في الدم، ما يشير إلى أنَّ هذا المُكمِّل لا يُحسّن أداء رياضيي التحمّل المدربين.
في المقابل، أوضحت دراسة تحليلية أخرى نُشرت في المجلة ذاتها وشملت 37 تجربة سريرية، أنَّ مُكمِّل L-Carnitine يُساهم في خفض الوزن وكتلة الدهون لدى البالغين الذين يعانون من السمنة، حيث أدَّى إلى انخفاض متوسط في الوزن بمقدار 1.2 كغم، وفي الدهون بمقدار 2 كغم، إذ أشارت النتائج أنَّ الجرعة المُثلى لتحقيق هذا التأثير هي 2000 ملغ يوميًا.
الحالات التي لا يُنصح باستخدامه فيها
في هذا الصَّدد، أشار دكتور الصيدلة معاذ صوالحة أنَّ المكمِّلات الغذائية لا يكمُن دورها في حرق الدهون، وإنَّما هي مُكمِّلة لأخذ الاحتياجات اللازمة للفيتامينات التي لا تؤخذ بشكل كافٍ من طبيعة الأنظمة الغذائية لاسيما أنَّها أنظمة تحتوي على زيوت مهدرجة ومُعالجة.
وتابع أنَّ المُكمِّل الغذائي "L-Carnitine” ليس حارقًا للدهون، وإنَّما ظهروا بهذا المُصطلح غير العلمي لغايات تجارية وتسويقية، إذ يُعد حمض أميني لا يؤخذ من نظام الفرد الغذائي، وهذا ما يُفسِّر سبب تصنيعه من قِبَل العلماء والباحثين.
ولاحظَ الصوالحة وجود إقبال عليه في الصيدليات تصل نسبته إلى ما يقارب 35%، نتيجة حاجة الأفراد لحرق الدهون تزامُنًا مع دخول فصل الصيف ولِـكثرة التعرُّض للإعلانات المُروَّج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أنَّه يزيد من معدلات النشاط الرياضي لدى الثديات والإنسان دون المساهمة في تخفيف الوزن.
وأوضح أنَّ للمُكمِّل آثار جانبية إلَّا أنَها لا تُصنَّف بالقاتلة، كزيادة معدَّلات التعرُّق أو التحسُّس من الـ"L-Carnitine” ذاته ما يؤدّي إلى ارتفاع وظائف الكلى التي قد تُحدث مشكلات على المدى القريب والبعيد، فضلًا عن أنَّه قد يزيد من ضخّ الدم وافتعال مشكلات في أنزيمات وصمَّامات القلب.
وأشار إلى وجود بعض الحالات التي لا يُنصح لها باستخدامه، وتتضمَّن هذه الفئات مرضى القلب والضغط أو الأشخاص الذين يُعانون من مشكلات في الغدّة الدرقية أو تصلُّب في الشرايين أو من لديه تحسُّس من الكارنتين، بالإضافة إلى المُصابين بالسرطان أو له تاريخ عائلي مرضي بالسرطان.
واختتم حديثه "للأنباط" بأنَّه يحمل أكثر من صنف كالحبوب أو المساحيق، بالإضافة إلى أنَّ تراكيزه لا يجب أن تزيد عن 500 ملغم يوميًّا مُعتمِدًا على الوزن