نبض البلد - أبو زيد: الغارات الصهيونية رسائل تحذيرية للحكومة السورية
المومني: تجزئة سوريا والعبث بها يخدمان مصلحة الاحتلال
الأنباط - ايلاف الوهر
بينما يمدّ العالم يده للتعاون مع النظام السوري الجديد، يسعى الكيان الصهيوني إلى تعكير الأجواء عبر اللعب بورقة الاقليات وخاصة الدروز تارة، أو من خلال ضربات جوية للأراضي السورية أو توغل بري تارة أخرى، ما يفتح باب التساؤلات حول دوافع هذه التحركات وتأثيرها على الوضع في المنطقة.
وفي ظل مواجهة سوريا تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، حيث شهدت أنحاء البلاد 20 غارة في ليلة واحدة نهاية الأسبوع الماضي، يرى خبراء أن الكيان كان يمتلك تفاهمات مع نظام الأسد وفقدها، إضافة إلى "شهوة" المحتل بتوسيع سطوته بالمنطقة تحت عنوان مشروعه لتغيير شكل المنطقة.
لمحة تاريخية
وكان بين سوريا والكيان الإسرائيلي اتفاق سمي بـ"فك الاشتباك" وقع في 31 أيار 1974، ونص على استمرار وقف إطلاق النار القائم وفصل الأطراف المتحاربة بواسطة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقد جاء في الاتفاق تحديدًا أن "هذا الاتفاق ليس اتفاق سلام. بل خطوة نحو سلام عادل ودائم استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم 338 الصادر في 22 أكتوبر 1973".
وبعد مرور خمسين عامًا، وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، أعلن الاحتلال أن "الاتفاق لاغيًا حتى يتم استعادة النظام في سوريا"، وهو ما أدى إلى غزو الكيان لأجزاء من جنوب سوريا في أواخر عام 2024.
رسائل تحذيرية
ويرى الكاتب والناشط الاجتماعي محمود أبو زيد أن الغارات الصهيونية على سوريا خلال الأيام الماضية ماهي إلا رسائل تحذيرية سياسية للحكومة السورية المؤقتة، وخاصة الرئيس أحمد الشرع لتحفيزه على الدخول بمشروع معاهدة السلام "أبراهام" والعمل على تفكيك القوى العسكرية لسوريا كي لا تشكل خطرًا في المستقبل، مشيرًا إلى تزامنها مع دعوات من رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحماية الطائفة الدرزية في سوريا.
وأضاف أبوزيد أن نتنياهو يتعرض لضغط كبير من الطائفة الدرزية في الداخل المحتل من خلال تنفيذها لعدد من الاعتصامات منها أمام منزله والقيام بأعمال تخريبية ناهيك عن تواجد أغلب الطيارين في سلاح الجو من الطائفة الدرزية.
وقال إن المناطق التي شملتها الغارات بين درعا والشام وحماة أغلبها مناطق دفاع جوي وجميع هذه الغارات حملت شعار الدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا.
ويرى أبو زيد أنه لايوجد أي خطر على الدروز في سوريا، وأن التعايش موجود منذ النظام السابق وأن سبب تأجيج الرأي العام السوري والعالمي يعود لما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار كاذبة.
وحول الاتفاق الأخير الذي تم إبرامه بين الحكومة السورية المؤقتة وطائفة الموحدين الدروز وممثلين من الأمن العام السوري، قال إن الاتفاق شمل عدة بنود أولها تفعيل قوى الأمن الداخلي الشرطة، من أفراد سلك الأمن الداخلي سابقًا، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء، ورفع الحصار عن مناطق السويداء جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، تأمين طريق دمشق السويداء وضمان سلامته وأمنه تحت مسؤولية السلطة، وذلك بشكل فوري مع وقف إطلاق النار في جميع المناطق، لافتًا إلى أن الاتفاق سرى على ذلك ولكن وبعد القصف الذي وقع قرب القصر الجمهوري، طلب رئيس الموحدين الدروز إلغاء الاتفاق.
إضعاف سورية
من جهته، وصف رئيس قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية والدراسات الإقليمية الدكتور حسن المومني، أن السلوك "الصهيوني" في المنطقة وقطعًا في سوريا عبارة عن "شهوة إسرائيلية" لإضعاف وتدمير سوريا، مُشيرًا إلى الرغبة الدائمة للكيان الصهيوني بتفكيك وإضعاف البيئة المحيطة به.
وأوضح المومني أن مسألة تجزئة سوريا والعبث بها تخدم المصلحة الاستراتيجية في سياق حكومة صهيونية متطرفة بقيادة "نتنياهو"، لافتًا إلى الإيمان الكُلي الذي تحمله هذه الحكومة بأن "السلام يأتي من خلال القوة".
ولفت المومني إلى تبجح "نتنياهو" بأن "إسرائيل" قامت بتغيير وجه المنطقة العربية، مُبينًا أن نظام الاسد كان يمتلك تفاهمات مع "الكيان".
وأشار إلى دور تركيا في سوريا، لافتًا إلى أن جزءًا من هذا النزاع هو حالة تنافسية، حيثُ يستخدم الاحتلال أدوات كثيرة من ضمنها الدخول على الجوانب الطائفية والعرقية بالإضافة للجانب العسكري.