الهوية الجديدة ستسهم في زيادة الإقبال السياحي ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني
الكردي: الهوية الجديدة تعكس رؤية مستقبلية واعدة للمدينة
الأنباط - دينا محادين
هوية العقبة الرسمية الجديدة للسياحة ستحفز المستثمرين لاكتشاف الفرص المتاحة في المدينة الساحلية وستسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار في مختلف القطاعات، خاصة السياحة، والخدمات، والتجارة.
كما سيسهم تحديث هوية المدينة في زيادة الإقبال السياحي، ما سينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط قطاعات مثل الضيافة، والمطاعم، والنقل، والحرف اليدوية. إضافة إلى تعزيز قدرة المدينة على تنظيم فعاليات سياحية وثقافية تجذب الزوار من داخل الأردن وخارجه.
وتستعد مدينة العقبة السياحية ممثلة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة للإعلان عن الهوية الرسمية للسياحة الجديدة، بهدف ترسيخ مكانة العقبة على خارطة السياحة العالمية، والترويج للوجهات السياحية الفريدة فيها.
وتهدف الخطوة إلى تمكين الشركاء وإبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية المستقبلية للعقبة كمركز إقليمي مميز والاحتفاء بمقومات العقبة الطبيعية والتاريخية والسعي لتطوير المنتج السياحي فيها ودعمه، حيث أن الترويج للهوية الجديدة يمثل خطوة استراتيجية مهمة في سبيل تعزيز مكانة المدينة كوجهة سياحية واستثمارية بارزة على ساحل البحر الأحمر، حيث تتيح الهوية المحدثة تقديم صورة عصرية ومميزة للمدينة.
وتكمن أهمية الهوية الجديدة أيضًا في إبراز البُعد اللوجستي الحيوي، حيث تمتلك العقبة بنية تحتية متقدمة تشمل الميناء الجديد، وشبكة من الطرق الحديثة، ومنطقة اقتصادية خاصة، ما يجعلها مركزًا إقليميًا للنقل والتخزين والخدمات اللوجستية. وتعكس الهوية الجديدة هذه القدرات وتُروّج للعقبة كمركز لوجستي متكامل يخدم الأردن ودول الجوار، ويعزز من مكانتها كممر تجاري محوري في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستعكس طموحات العقبة كمركز اقتصادي وسياحي استراتيجي، حيث أن هذا المشروع هو جزء من رؤية شاملة تهدف إلى جعل العقبة أكثر تنافسية وجاذبية على المستوى الإقليمي والدولي، بما يعزز مكانتها كمحور رئيسي للتنمية المستدامة في المنطقة.
ويرى الخبير السياحي الدكتور ابراهيم الكردي لـ"الأنباط" أن الخطوة مهمة جدًا، حيث تعكس الهوية الجديدة رؤية مستقبلية واعدة، وتفتح المجال أمام المستثمرين لاكتشاف الفرص المتاحة في العقبة. من خلال إبراز الميزات التنافسية للمنطقة، مبينًا أن الهوية تسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار في مختلف القطاعات، خاصة السياحة، والخدمات، والتجارة، ما يعزز من عجلة النمو الاقتصادي في المدينة.
أمور يجب توفرها في الهوية الجديدة
وأشار الكردي إلى خمس نقاط مهمة يجب أن ترتكز عليها الهوية الجديدة وهي: البساطة والوضوح، حيث يجب أن يكون الشعار بسيطًا وسهل الفهم، ويمكن تذكره بسهولة. والرمزية، حيث يجب أن يتضمن الشعار عناصر رمزية تعكس تاريخ وثقافة العقبة، مثل الإشارة إلى البحر الأحمر، والصحراء، أو المعالم السياحية الهامة مثل وادي رم. وهذه الرموز تساعد في نقل جوهر المدينة عبر التصميم. إضافة إلى الألوان المعبرة، حيث يجب أن تكون الألوان متوازنة وتعبر عن طبيعة المدينة، مثل الأزرق الذي يرمز للبحر، والألوان الدافئة مثل البرتقالي والذهبي التي تعكس الصحراء. يجب أن تكون الألوان جذابة وتمثل البيئة المحلية.
وأوضح أيضًا أن من الأمور التي يجب توفرها في الهوية الجديدة موضوع المرونة، حيث يجب أن يكون الشعار مرنًا ليُستخدم في مختلف الوسائط والأحجام، من الإعلانات الرقمية إلى المطبوعات الورقية والمواقع الإلكترونية. كما يجب أن يكون قابلًا للتطبيق في كل من العربية والإنجليزية لتغطية جمهور واسع. إضافة إلى الحداثة والابتكار، فالشعار يجب أن يعكس التوجه المستقبلي للعقبة كمدينة حديثة تتطور بسرعة، لذلك يجب أن يتسم بالحداثة والإبداع ليواكب تطلعات المدينة نحو المستقبل.
دور الهوية في تنشيط الاقتصاد المحلي
وأضاف الكردي أن تحديث الهوية سيسهم بلا شك في زيادة الإقبال السياحي، ما ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط قطاعات مثل الضيافة، والمطاعم، والنقل، والحرف اليدوية. كما تسهم الهوية الجديدة في تعزيز قدرة المدينة على تنظيم فعاليات سياحية وثقافية تجذب الزوار من داخل الأردن وخارجه.
تسويق الهوية الجديدة
وحول التسويق، بين الكردي أنه يمكن تسويق هوية العقبة الجديدة من خلال استراتيجية إعلامية متكاملة تعتمد على إبراز عناصر التفرد التي تمتاز بها المدينة، مثل موقعها الجغرافي المطل على البحر الأحمر، وتنوعها البيئي بين البحر والصحراء، وتاريخها العريق. ويتم ذلك عبر حملات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع السياحية العالمية، بالإضافة إلى إنتاج محتوى بصري جذاب يعكس روح الهوية الجديدة، مثل الفيديوهات الترويجية والصور عالية الجودة التي تُظهر جمال الطبيعة والمرافق السياحية والبنية التحتية الحديثة.
وأضاف أنه يمكن تعزيز تسويق الهوية الجديدة من خلال التعاون مع شركات السياحة العالمية، وتنظيم مهرجانات وفعاليات دولية تستهدف فئات متنوعة من الزوار، مثل المغامرين، وعشاق الغوص، ومحبي التاريخ والثقافة. ويُستحسن أيضًا إشراك المجتمع المحلي في هذه الحملات ليكون شريكًا حقيقيًا في نقل صورة العقبة للعالم، مما يمنح الهوية بعدًا إنسانيًا أصيلًا يعزز من جاذبية المدينة لدى السياح والمستثمرين على حد سواء.
وأوضح أن الشراكات الدولية وسيلة استراتيجية لتسويق هوية العقبة الجديدة على المدى البعيد، حيث يمكن إدماج مفاهيم الهوية الجديدة في المناهج التعليمية المحلية لتعزيز الانتماء لدى الأجيال الناشئة، إلى جانب تنظيم برامج تبادل ثقافي مع جامعات ومؤسسات دولية تتيح للطلبة والباحثين فرصة التعرف على العقبة كمركز للتميز البيئي والسياحي واللوجستي. كما تسهم الاتفاقيات مع مؤسسات أكاديمية ومراكز بحث عالمية في تسليط الضوء على العقبة كوجهة تعليمية واستثمارية، مما يعزز صورتها الذهنية عالميًا، ويدعم انتشار الهوية الجديدة في أوساط النخبة الأكاديمية والاقتصادية حول العالم.
دعم رؤية العقبة كحافز للاقتصاد الوطني
وأشار إلى أن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني كان الداعم الرئيسي لمشروع تحديث هوية العقبة بما يتماشى مع رؤية الأردن الاقتصادية. وبين في مناسبات عدة أهمية العقبة كمحور اقتصادي حيوي للأردن، حيث ساهم إطلاق الهوية الجديدة في وضع العقبة على الخريطة الدولية كمركز تجاري وسياحي. وبهذا، يعكس الدور المباشر لولي العهد في تطوير المدينة كعنصر أساسي في استراتيجية الأردن الاقتصادية.
وحتى في تسويق الهوية عالميًا، كان لسمو الأمير الحسين دور بارز في تعزيز العلاقات الدولية وتقديم العقبة كوجهة متميزة عالميًا من خلال مشاركته في مؤتمرات عالمية، حيث حمل سموه رسالة العقبة الجديدة إلى العالم، مؤكدًا على أهمية المدينة في مجالات السياحة والاستثمار. وهذا التسويق الدولي ساعد في جذب اهتمام المستثمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم، بحسب الكردي.