ضعف المناهج الدراسية.. تحدٍ يعيق طريق التنمية ويهدد مستقبل الأجيال

نبض البلد -
شذى حتاملة
مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم مؤخرًا، تبقى المناهج الدراسية سجينة الأساليب التقليدية المعتادة كالحفظ والتلقين وبعيدة عن مهارات التفكير النقدي والابتكار، وغير مواكبة لاحتياجات الجيل الجديد المعاصر للتكنولوجيا الحديثة.
العالم يشهد ثورة رقمية تعتمد بشكل أساسي على الذكاءِ الاصطناعي وغيرها من التطورات الرقمية لكن مناهجنا بعيدة كل البعد عن هذا التطور، وهذا ما يثير تساؤلات حول كيفية إعداد الجيل الجديد لسوق العمل والمستقبل القائم على التكنولوجيا الحديثة.
وما زالت الأنظمة التعليمية تعاني من ضعف واضح في محتوى المناهج، وبعيدة عن دمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم كالذكاء الاصطناعي والتعليم التفاعلي وغيرها من التطبيقات الحديثة، في حين تعتمد الدول المتقدمة على وسائل وأساليب تدريس حديثة، ما زالت معظم الدول العربية تفتقر إلى بنيتها التحتية والموارد المالية اللازمة لمواكبتها ما يؤثر سلبًا على جودة التعليم المقدم.
ومن أكبر المشاكل التي تواجه المناهج الدراسية عدم مواكبتها لاحتياجات سوق العمل، حيث يصطدم الخريجين بعد إنهائهم الرحلة التعليمية بمتطلبات سوق العمل جراء عدم مواكبة المناهج وأساليب التدريس بالجامعات للمتطلبات الحالية، وهذا بدوره يساهم في ارتفاع نسب البطالة بين الخريجين وذلك لعدم امتلاكهم المهارات في القطاعات المتطورة.
ولا تولي العديد من المناهج الدراسية أية أهمية لتطوير المهارات الحياتية الأساسية للطلاب في حياتهم اليومية، كإدارة الوقت والتفكير النقدي والعمل الجماعي وغيرها من المهارات، لذا الطلاب اليوم يتعلمون مواد نظرية قد لا يكون لها تطبيقات عملية في حياتهم العملية، ما يؤدي إلى عزوفهم عن الدراسة وفقدانهم الشغف.
ورغم التغيرات التي تطرأ على العالم من حيث التكنولوجيات الجديدة والمعرفة الحديثة، إلا أن المناهج الدراسية لا يتم تحديثها بشكل دوري ومستمر بما يتواءم مع هذه التغيرات، وبالتالي هذا التأخير في تطوير المناهج الدراسية يفقد الطلاب الكثير من المهارات التي تلزمهم في المستقبل ليمسوا غير مستعدين للمنافسة في سوق العمل.
وفي الختام على وزارة التربية والتعليم تحديث المناهج الدراسية بحيث تكون مرنة وقابلة للتطور وتواكب التغيرات الحديثة وإدراج مواد تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وينبغي تحويل التعليم من الاعتماد على الحفظ والتلقين إلى التعليم التفاعلي القائم على التجارب العملية الذي يشجع الطلاب على المشاركة والتفكير النقدي، وإخضاع المعلمين لبرامج تدريب مستمرة لتطوير مهاراتهم في استخدام أساليب التعليم الحديثة وتقنيات التكنولوجيا كالذكاء الاصطناعي والمنصات التفاعلية بشكل ينعكس على أداء الطلبة.