نبض البلد - دحام مثقال الفواز
هناك الأعباء التي مرت على مدار السنوات، من تخبطات لقرارات لبعض الحكومات، أردت فعلها المزاجي لبعضها، لتراجع سنوات، وليس تأخر قرارات (وهذا هو المخجل).
لنتكلم بإنصاف، ولو لمرة واحدة في العمر، إن هذه الحكومة، وبالأخص رئيس وزرائها د. جعفر حسان، يخطو خطوة لم تشهد كمثلها أي حكومة مرت على كاهل الأردنيين، ألا وهي الجولات الميدانية.
هذه الجولات تستطيع، ولو بالممكن، أن تعرف وتكون على مقربة، ولو قليلة، ولو بالعين المجردة، أحوال المواطن الذي كُسر كاهله من قرارات حكومات سابقة. أقرب ما نقول عنها كانت جائرة، للأسف.
التعليم والزراعة والصحة، لا أحد يُنكر بتاتًا أنها تراجعت عمليًا وإداريًا عن سابق الماضي القديم الذي عشناه وعهدناه. إن لم تشهد هذه القطاعات تطورًا ملحوظًا، سنبقى كما نحن، متأخرين عما تقدمت به دول أخرى، وبنت على أثرها أساسات دولة، وتقدمت تقدمًا ملحوظًا كنا نحلم به في القديم، ولكن حرمت تلك الحكومات عيون المواطن تلك الأحلام.
الاستثمار، الذي هو أساس القضاء على البطالة، والعمود الفقري للتطور والازدهار، هناك بعض القوانين التي اعتبرها جائرة قليلًا، وبنفس اللحظة منفرة للمستثمرين. لو تم استثناؤها، سيكون هناك حَجًا للمستثمرين على مستوى محافظات المملكة.
أن نصحو متأخرين خيرًا من أن لا نصحو، وفي هذه الأوقات بالذات، والمشاهد التي نراها، والخوف الذي نراه بعيدًا ولا نريد أن يقترب، فهذا هو وقت جذب الاستثمار والتطوير الصحي والتعليمي والزراعي.
أتمنى في هذه الأيام أن تكون هذه الجولات خيرًا لهذا الوطن الذي تم الثقب لخيراته، ومعالجة وسرعة إنقاذ آخر ما تبقى في هذا البلد العزيز.
لولا الأردن لا تستحق أكثر، لما تمنينا لها الأفضل. ولكن بعيدًا عن أعين وأيدي من جرحوها في الماضي القريب.
حمى الله هذا البلد.