الحوراني: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للخبرة البشرية ولا يمكن أن يحل محله
الرماحة: استخدام الذكاء الاصطناعي سيغزو عمليات جراحة القلب بشكل كبير
الأنباط - كارمن أيمن
يبرز الذكاء الاصطناعي كأحدِ أبرز العوامل المساعدة في تعزيز الكفاءات البشرية، وسط تسارع وتيرة التطوُّر التكنولوجي عالميًا، لاسيَّما في المجالات الطبيّة، ورغم الجهود التي تبذلها بعض الدول المتقدِّمة لتوظيفِ هذه التقنيات في تحسين الخدمات الصحية، فإنَّ الدول العربية، بما فيها الأردن، ما زالت تواجه تحدِّيات الكلف والخبرات لإدماج هذه التكنولوجيا.
وبينما يتطلَّع الخبراء إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحسين دقّة التشخيص وتقديم العلاجات المُخصَّصة، يتساءل البعض عن كيفية الاستفادة من هذه التقنيات المبتكرة في القطاع الصحي، وما هي المدة الزمنية اللازمة لتحقيق هذا التحوُّل؟
وأشارَ خبير الذكاء الاصطناعي والتحوُّل الرقمي حسام الحوراني إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي بتطوراته المتجدِّدة سيُحدث نقلة نوعية في الطب من خلال تحسين دقِّة التشخيص و معرفة العلاجات الأنسب بناءً على حالات المرضى و تسريع اكتشاف الأدوية و تمكين الطب الشخصي، بالإضافة إلى إسهامه في تحليل الجينوم (DNA) لتطوير علاجات تستهدف احتياجات محدَّدة لكل مريض، إذ تُستخدم الخوارزميات في تحليل صور الأشعة واكتشاف الأورام بدقّةٍ أعلى بكثير من الإنسان، مؤكدًا على أنَّها توفِّر حلول مبتكرة للرعاية الصحية وإدارة المستشفيات لاسيَّما مع توجُّه الأردن نحو التحوُّل الرقمي.
وبيَّن أنَّ الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم أدوات أساسية لجعل القطاع الصحي أكثر شمولية وكفاءة، موضِّحًا أنَّهُ يمكن للأردن أن يقود هذا التحول عن طريق السبق في إيجاد هذه الخدمات وبيعها للعالم واستغلال هذا العمل في المساهمة في حل التحدِّيات الاقتصادية.
ولفت خلال حديثه لـ"الأنباط" إلى أنَّ الحوسبة الكميّة تُعتبر أداة ثوريّة في الطبّ نظرًا لقدرتها على معالجة كميَّات كبيرة من البيانات بسرعةٍ هائلة، إذ تُستخدم في تطوير الأدوية عبر محاكاة التفاعلات الجزيئية التي كانت تستغرق سنوات في الحوسبة التقليدية، مُبينًا أنَّه يتوقَّع أن تساعد في تحسين تخطيط العمليات الجراحية والتنبؤ بالنتائج الطبية المعقدة، فضلاً عن إيجاد أدوية للأمراض المستعصية كالسرطان والزهايمر والباركنسن والقلب والسكري وغيرها.
ونوَّه على أنَّ الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للخبرة البشرية ولا يُمكن أن يحل محلَّه وإنَّما يُعدّ شريكًا يُمكّن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من تقديم خدمات أفضل وأكثر دقة باتِّخاذ خطوات مدروسة وشاملة، حيث أنَّه سيعمل خلال الـ3 - 4 سنوات القادمة كأداة داعمة تسهم في تقليلِ الأخطاء الطبيّة وتسريع العمليات الروتينية والتنبُّؤ بالامراض، ويكون ذلك من خلال تحليل الفحوصات المخبرية أو التنبؤ بتطور الحالات المزمنة، ممَّا يتيح للأطباء التركيز على القرارات السريرية المُعقَّدة.
وأوضح الحوراني أنَّ للذكاء الاصطناعي تأثيرًا على بعض الوظائف الحاليَّة، كوظيفة تحليل التقارير من المختبرات وخاصّة مختبرات الأشعّة والرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، بالإضافة إلى تأثيرها على الوظائف الداعمة، كوظيفة تسجيل البيانات الطبية أو إدارة المواعيد والعديد من الأعمال المرتبطة في إدارة المستشفيات وإدارة المرضى، وعلى الرغم من ذلك إلَّا أنَّ الآلات المبنية على الذكاء الاصطناعي وحواسيب الكم ستحكم القطاع الطبي في المستقبل القريب بدءًا من التشخيص و وصولاً إلى العلاج.
وأكَّد أنَّ دور الأطباء سيقتصر على المراقبة وقراءة التقارير ودعم القرارات الطبيّة، لافتًا إلى وجود مختبرات في الولايات المتحدة الامريكية والصين وبعض الدول الأخرى تعمل يوميًا في مجال الاختصاص، إذ يتوقَّع ملاحظة و بدء النقلة النوعية في الطب خلال الخمس سنوات القادمة على الأكثر.
من جانبه، أوضح فنّي الأشعة عبدالله الرمَّاحة أنَّ هناك أجهزة تصوير أشعَّة داخل العمليات بأشكال مختلفة، إذ استحدثوا جهاز أشعة بالذكاء الاصطناعي في مستشفى الجامعة الأردنيّة منذُ قرابة ثلاث سنوات مكّن الأطباء من تصوير الأطراف البعيدة في الجسم وكشف الإصابات الخاصة فيها، إذ امتاز بحجمه الصغير و سهولة حركته فضلاً عن إصداره لكميّات من الأشعة أقل مقارنةً بالأجهزة الأُخرى.
وأشار إلى أنَّ استحداث أجهزة الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كافٍ وفي جميع الأقسام الطبيّة يتطلَّب بُنية تحتيّة تقنية لتبنّيه في المستشفيات، بالإضافة إلى الخبرة العالية التي يجب أن يتمتَّع بها أصحاب الأيادي العاملة، لا سيَّما أنَّ التخصص حديث والتعليم لوحده لا يكفي دون خبرة، كونه مجال عملي أكثر من أكاديمي، مضيفًا أنَّه يتوقَّع استخدام أجهزة الذكاء الاصطناعي المتطوِّرة بشكلٍ أكبر في عمليات جراحة القلب.