الطراونة لـ"الأنباط": الصندوق يسهم برفع مستوى الطلاب بما يتناسب مع المعايير العالمية
فريق الأنباط
ثغرُ الأردنِ الباسم وعروس البحر الأحمر هي بوابة الأردن البحرية على البحرِ الجامعة بين التاريخ والجمال الطبيعي، تتألقُ بإرثها الضارب بالتاريخ وتزهو بحداثتها وتطورها، إنها العقبة.
المدينة الشاطئية، التي تشهد تطورًا ملحوظًا على جميعِ الصعد الاقتصادية والسياحية والثقافية، ما جعلها تزدهر في كافة المجالات، أصبحت وجهةً مميزة للاستثمار والسياحة لتمثل أنموذجًا للتحول في كافةِ المجالات.
"الأنباط" جالت المدينة وأجرت عِدة مقابلات مع مؤسساتٍ وشخصيات فاعلة في العقبة، ولم تغفل عن صندوقِ حياة للتعليم، والذي قابلت فيه المديرة التنفيذية لفرعِ محافظة العقبة ابتهال الطراونة التي أكَّدت أهمية الحاجة للتعليم كركيزةٍ أساسيةٍ لنمو المجتمعات ونهضتها، ليأتي دورُ صندوق حياة للتعليم الذي بدأت انطلاقته من أجل دعم الطالب الجامعي وغيره من الطلاب الذين يسعون للحصول على شهاداتٍ مهنية متخصصة في مجالات محددة لينطلقوا إلى سوق العمل من خلالها.
وتأسس صندوق حياة للتعليم كجمعية خيرية في العام 2009 حيث انطلق من عمان على أيدي مجموعة من الأشخاص الخيرين في الوطن الحبيب الذين كانت لديهم رؤية مستقبلية مستشرفة لحاجة الطالب الأردني المتفوق وغير المقتدر للدعم، بحسب الطروانة.
وأشارَت إلى إسهام الصندوق في رفعِ مستوى الطلاب بما يتناسب مع المعايير العالمية ما يُعزز فرصهم في التوظيف والنجاح المهني.
وبينت الطراونة أن الغاية الأساسية من الصندوق تتمثل في تحقيق مستقبل أفضل لشباب وشابات الأردن وتأمين حياة اقتصادية ورفاة اجتماعية أفضل لهم ولأسرهم في جميع المجالات المهنية والتعليمية، مضيفة أن صندوق حياة للتعليم يُغطي أربعة برامج أساسية للتعليم ومنها برنامج دعم التعليم الجامعي الأساسي لمستوى البكالوريوس والدبلوم الشامل، حيث يقوم على دعم الطلاب الجامعيين بمختلفِ التخصصات في الجامعات الأردنية سواء كانت حكومية أو خاصة على حدٍ سواء.
والبرنامج الثاني موازي لبرنامج دعم التعليم الجامعي الذي يقوم على رفعِ القدرات وتعزيز المهارات للطلبة لأنه كما نعلم الجميع بحاجة لمهاراتٍ في العمل وخبرة أكثر حتى وإن وجدت الشهادة، بحسب الطراونة.
ولفتت إلى أنه مع التطوراتِ السريعة في سوق العمل، أصبح من الضروري أن يتلقى الطلاب برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية وهذه البرامج تعتمد بشكلٍ كبير على احتياجات الطالب والسنة الدراسية التي يمر بها حيث تُصمّم البرامج لتلبية مُتطلبات سوق العمل ومتغيراته.
وبينت أن الخبراء في مجال التعليم يؤكدون على ضرورة تجهيز الطلاب بعددٍ من المهارات الأساسية مثل مهارات الكمبيوتر، مهارات اللغة، بالإضافة إلى مهارات الكتابة المهنية (business writing).
وأشارَت الطراونة أن البرنامج الثالث يقوم على الخدمة المجتمعية، فكل طالب اليوم يحصل على عقد من صندوق حياة للحصول على منحة أو قرض من خلالِ صندوق حياة يتوجب عليه أن ينفذ عددًا معينًا من الساعات التطوعية والمبادرات المجتمعية لغايةٍ أساسية.
والبرنامج الرابع مختلف كليًا حيث يقوم على دعمِ الطالب غير الجامعي للذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة للالتحاق بالجامعة أو لم يرغبوا في الدراسة، حيث يقوم صندوق حياة للتعليم بدعمهم من أجلِ تحقيق مستقبل أفضل لهم، بالتالي توجهنا للتعليم المهني أيضًا وهو حاجة مُلحة من أجل إيجاد مجموعة من الشباب الماهرين والمحترفين في مجالاتِ الأعمال المختلفة، بحسب الطراونة.
وأضافَت "أما البرنامج الخامس فهو التشبيك مع سوق العمل، مبينة أن برامج صندوق حياة التعليمية والتدريبية تحظى بدعمٍ واسع من مختلف الداعمين بما في ذلك الأفراد المتبرعين والشركات المحلية والمؤسسات الدولية.
أما فيما يتعلق بتقييم نجاح البرامج، فإن "صندوق حياة" يعتمد على منهجية شاملة تتضمن تقييمات قبل وبعد التدريب لقياس تأثير البرامج على المشاركين، وتُشير النتائج إلى تحسن ملحوظ في مستوى المهارات والمعارف لدى الطلاب حيث تتراوح نسبة التحسن بين 40% إلى 50% .
وأشارت إلى دراسات حديثة أجريت في نهايةِ العام الماضي أظهرت أن أكثر من 73% من خريجي "صندوق حياة" تمكنوا من الالتحاق بسوق العمل في وظائفٍ تتناسب مع مؤهلاتهم وشهاداتهم. لذا تُعد هذه النسبة مؤشرًا قويًا على نجاح البرامج التدريبية التي يقدمها الصندوق في تأهيل الشباب وإعدادهم بشكل فعال لسوق العمل، مبينًا أن هذا النجاح يعكس على التزام صندوق حياة بتوفير الفرص اللازمة للشباب للحصول على وظائف تتماشى مع قدراتهم المهنية والتعليمية مما يسهم في تعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع وتحقيق تطلعاتهم المهنية.
لذلك فإن صندوق حياة يعتمد بشكل كبير على التعاون مع المؤسسات الأخرى لتحقيق أهدافه المجتمعية باعتبارها مؤسسة غير ربحية، بحسب الطراونة، التي أكدت أن المؤسسة لديها سقف محدد للدعم المالي الذي يمكنها توفيره للطلاب وبالتالي يتم تعزيز المسؤولية المجتمعية للجامعات في تغطيةِجزء من التكاليف الدراسية، لا سيما في حال لم تكن المنحة التي يقدمها الصندوق كافية لتغطية جميع الرسوم.
وتشدد المؤسسة على أن الطلاب المتفوقين الذين يدرسون في هذه الجامعات لا يعودون بالفائدة على أنفسهم فقط بل أيضًا يساهمون في رفعة سمعة جامعتهم التي تفتخر بتخريج شباب ناجحين وقادرين على خدمة المجتمع.
وأضافت "يواصل صندوق حياة تعزيز مسؤوليتها المجتمعية من خلال التعاون مع المؤسسات والأفراد لدعم التعليم في جنوب الأردن، لذلك ندعو المؤسسات إلى تخصيص جزءٍ من ميزانيتها لدعم التعليم حيث يمكننا من كفالة الطلاب وتوجيه الدعم المباشر للجامعات.
وأكدت أن صندوق حياة للتعليم تمكن من تحقيق نجاحاتٍ ملموسة في دعم التعليم والتوظيف حيث خرج أكثر من 4000 طالب حتى الآن وأكثر من 73% من هؤلاء الخريجين تمكنوا من الحصول على وظائف سواء في سوق العمل أو من خلال مشاريعهم الخاصة، مشيرة إلى أن العديد منهم ارتقوا إلى وظائف متقدمة وبعضهم غادروا الأردن للعمل في الخارج ليصبحوا اليوم من الداعمين والمساهمين في صندوق حياة.
وفي إطار التحولِ الرقمي، يقدم صندوق حياة خدماته إلكترونيًا بالكامل حيث يمكن للطلاب التقديم عبر الموقع الإلكتروني ومتابعة إجراءاتهم من خلاله، والتقديم يتضمن تقديم وثائق إلكترونية والتواصل مع الجامعات يتم بشكل مباشر من خلال الأقسام المعنية بالقبول والتسجيل كما يُطلب من الطلاب إجراء مقابلات شخصية فقط للتأكد من توافقهم مع التخصصاتِ التي يرغبون في دراستها مع متابعة تقدمهم الأكاديمي عن بعد، بحسب الطراونة.
وأكدت السعي للتوسع في شريحة الطلاب المستفيدين من خدمات الصندوق عبر تعزيز التعاون مع الشركات الكبرى في جنوبِ الأردن وخاصة في منطقة العقبة، حيث يُعتبر هذا التعاون حيويًا لاستمرار دعم الطلاب وتحقيق أهداف الصندوق في توفيرِ فرص التعليم والتدريب.
وفي خطوةٍ لتعزيز الابتكار والإبداع لدى الطلاب، أطلقَ صندوق حياة حاضنة حياة للأعمال وهي مبادرة تهدف إلى دعمِ خريجي الصندوق في تحويل أفكارهم الإبداعية إلى مشاريع حقيقية، بحسب الطراونة، التي بينت أنالحاضنة تهدف إلى تزويد الطلاب بالموارد اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة ما يساعدهم على تأمين دخل مستدام ويسهم في تعزيز دورهم في ريادة الأعمال.