عقد مركز القدس للدراسات السياسية ندوةٍ حوارية في قاعة لجنة تحسين خدمات مخيم الطالبية بمشاركة أكثر من 70 مشاركاً مشاركة من ناشطات ونشطاء المجتمع المحلي في مخيم الطالبية ولواء الجيزة بعنوان: "المشاركة السياسية طريقنا لتدعيم الأردن ودعم فلسطين"، تحدث فيها كل من عضوة مجلس أمانة عمّان الأستاذة رانيا الكوز، والنائب السابق الأستاذ نبيل غيشان.
الكوز في مداخلتها سلطت الضوء على البيئة التشريعية وما وفرته من فرصٍ من شأنها تعزيز مشاركة المرأة في الحياة الحزبية وأبرز ما أشارت اليه قانون الأحزاب السياسية واشتراطه وجود 20% من النساء ضمن الأعضاء المؤسسين، داعيةً النساء للإقبال والمشاركة بكثافة على الاقتراع، فالمشاركة تساهم في إيصال المرأة إلى سُدة صنع القرار على كافة المستويات. كذلك نوهت الكوز إلى أن مخرجات التحدث السياسي قد أوجدت بيئةً صديقة للسجالات السياسية والفكرية بين الفاعلين السياسيين.
من جهةٍ أخرى تطرقت الكوز إلى مسيرتها في العمل العام وبداية خوضها لغمار الانتخابات المحلية لعضوية مجلس أمانة عمّان مُشددة على أن أحد أسباب النجاح هو اهتمامها بالعمل المحلي مُطالبةً النساء بالاهتمام بالعمل العام والخدمي ضمن نطاق مجتمعاتهن المحلية فذلك يعظم بدرجة كبيرة في فرص وصولهن لمراكز صنع القرار وعضوية المجالس المنتخبة على اختلاف مستوياتها.
النائب السابق، والكاتب والمحلل السياسي، الأستاذ نبيل غيشان أكد على أهمية إدارة الانتخابات النيابية بصورةٍ مختلفة مشدداً على محاربة ومعاقبة مظاهر شراء الأصوات والقائمين عليها، كذلك دعا لإفساح المجال للأحزاب السياسية والمواطنين للذهاب بخياراتهم نحو الأفضل دون أية تضييق أو تدخل، مؤكداً أيضاً على أهمية توفير البيئة المناسبة والثقافة والوعي الفكريين اللذان من شأنهما تقوية العمل الحزبي الذي يعد أحد عناصر قوة وشرعية النظام السياسي.
أكد غيشان أيضاً على أهمية تطوير دور الإعلام ولعبه دوراً أكبر في دعم الموقف الأردنية الرسمية والشعبية تجاه ما تشهده الأراضي الفلسطينية كما طالب بتحقيق ديمقراطية حقيقية وفتح قنوات الحوار والنقاش بين المجالس المنتخبة وجمهور المواطنين حيث سيسهم ذلك في زيادة قناعة المواطل بالمجالس النيابية والأحزاب السياسية، وزيادة معدلات الإقبال على الاقتراع.
من جانبها ركزت مداخلات الحضور على توضيح خصوصية مخيم الطالبية الجغرافية وموقعه الانتخابي وتوزيعه على الدوائر الانتخابية في كل من الانتخابات النيابية والمحلية مما يؤثر في مدى تأثيره في نتائج الانتخابات وبخاصة النيابية نظراً لصغر حجمه وقلة عدد سكانه مقارنة بالمناطق الأخرى التي تقع ضمن دائرته الانتخابية.
كذلك أكد المشاركون على أهمية محاربة مظاهر شراء الأصوات خلال فترة الانتخابات والعمل على رفع الوعي بأهمية المشاركة في الاقتراع والأحزاب السياسية وصولاً لخلق حالة من النضج السياسي لدى المواطنين، إضافة لأهمية التواصل الدائم بين المواطن والسلطة السياسية تعزيزاً للثقة بالعملية السياسية والانتخابية.
كما نوه المشاركون للتحديات التي تواجه العمل الحزبي والتي من أبرزها ظهور أحزاب الأشخاص من الذين تولوا مناصب سياسية ورسمية قبل أن يتوجهوا لتشكيل الأحزاب، مُشيرين إلى أن هذه الظاهرة تُضعف من الثقة بالتجربة الحزبية.
وكان مدير مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي قد تولى تقديم وإدارة الحوارية حيث سلط في كلمته الضوء على أهمية تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار والتحديات التي تُحدق بالأردن داخلياً وخارجياً، مؤكداً الحاجة لتدعيم الأردن ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية والحرب على غزة والتي تعد مواقف متقدمة مقارنةً بغيرها من المواقف العربية والإقليمية، ولفت الرنتاوي إلى أن تحصين الجبهة الداخلية يكون عبر انتخاب مجلس نواب قوي ويمثل مختلف شرائح وفئات المجتمع مشدداً في هذا المجال على ضرورة التوجه بكثافة لصناديق الاقتراع، كما أن من مظاهر تحصين الجبهة الداخلية وجود أحزاب سياسية قوية قادرة على التعبير عن أراء واحتياجات ونبض الشارع والتماهي معه.
وشدد الرنتاوي على أن أعداء الأردن والذين يمثلون اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل يرون أن تحقيق مصالحهم يتم من خلال خلق حالة من الفوضى في دول الإقليم وخاصة الأردن وأن قطع الطريق على المخططات الإسرائيلية، يكون من خلال تفعيل دور الأحزاب السياسية وانتخاب مجلس نواب قوي يستطيع ممارسة دوره التشريعي والرقابي وتدعيم المواقف الأردنية رسمياً وشعبياً.