القوة والسيطرة والمقبول ...

نبض البلد -


يعتمد جيش الكيان على الذكاء الإصطناعي في تحديد الأهداف ، ولذلك لديه بنك أهداف كبير قائم على أساس كل إنسان فلسطيني من الممكن أن يكون عدوا محتملا فهو هدف ، وهذا الإنسان يتم إستهدافه وإستهداف كل من حوله ، أي انه جعل المجتمع الفلسطيني كامل مستهدفا .

وهذا ما يقوم به فعليا على الأرض فكل من له صلة أو شبهة صلة بالمقاومة يتم إستهدافه وفق قاعدة معاقبته ومعاقبة كل من وما حوله ، وهذا الأمر حسب كل الأعراف والقوانين مرفوض ، فتخيل غدا أن المقاومة الفلسطينية أمتكلت القوة ، وأصبح كل من في التحالف الداعم لهذا الكيان هو هدف .

 وتستطيع المقاومة إستهدافه دون خوف من حساب أو عتاب .
 
فهل يقبل المجتمع الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة هذه القاعدة في التعامل . 

ما ادين به أن الأوامر الإلهية جاءت لتخلق ذلك التوازن بين البشر ، وهي تسعى لخلق تلك الحالة من السماحية في الأخذ والرد بحيث يصبح العدل والمساواة هو الأساس في المعاملة . 

لإن بسطت إلي يدك ما أنا ببساط يدي إليك وهذا من باب كف الظلم وعدم إنتشاره ، وخوفا من العقاب على هذا الظلم سواء هنا في الدنيا أم في الأخرة لمن يؤمن بها .

 هنا تقف الحياة على الحياد بين البشر ، لنأخذ مثلا في تلك اللحظة التي قررت فيها الدوائر الأمنية الإسرائيلية قصف حي كامل مكون من مجموعة كبيرة من المنازل لأن فيه قائد من المقاومة ، مع زوجته وأطفاله وعائلات أخرى تسكن هذا الحي ، ولكن الدافع هو القضاء على هذا القائد والقضاء معه على كل الموجودين في هذا الحي وهم بالمئات .

لا لشيء إلا لأن العدو هنا يملك القدرة ولا يخشى الحساب سواء من الأخر أو من  المجتمع الدولي ومؤسساته ، مع أنه وحسب العرف الدولي نفسه ، ليس للمحتل حق الدفاع عن نفسه ، وللمقاوم الحق في الدفاع عن نفسه .

هنا وحسب الموقع العبري ( localcall  ) فإن هذا الفعل هل يتم قبوله لو كانت المقاومة الفلسطينية تملك القدرة على ضرب مجمع سكني لأن فيه قائد عسكري إسرائي لي أو سياسي إسرائي لي .

 وهنا يثور نقاش يدخل فيه المجتمع الإسرائ يلي نفسه وينقسم على نفسه في هذه القضية ، فما تستطيع أن تقوم به يجب أن تتقبله عندما يصبح الأخر قادرا على القيام به وإلا لا تقم به .

ولكن يبدو أنني هنا سأعود إلى نعوم تشاومسكي وصديقه المريخي ، فهو سيجد صعوبة بالغة في فهم العقل البشري وقدرته على الفصل بين ما يقبله لنفسه وما لا يقبله لغيره ، مع أنه من نفس الجنس الذي قبله لنفسه ، وسيجد العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة نفسه في إنفصام عجيب ، بين المقبول والمقبول والمرفوض والمرفوض .

وهنا أستحضر رد أحد جماعة الحوثيين عندما سألته مذيعة BBC  لماذا يقف مع المقاومة الفلسطينية وهو يبعد عنها ألاف الأميال ، فقال وهل يسكن بايدن في الشقة المجاورة للنتن حتى يهب لفزعته ونقف نحن متفرجين.

 الغرب ما زال عالقا في مفهوم القوة والسيطرة والحق المطلق في التصرف ، وعلى الأخر فقط أن يتصرف وفق ما يضع الغربي له من حدود ، وإلا يصبح مجرما وإرهابيا ويستحق العقوبة ، حتى لو قام بنفس الفعل الذي قام به الغربي . 

ويبدو أن الفرق بين نعوم وكسنجر هو أن نعوم أدرك بأن القوة لا تدوم لك وبأنها يوما ما ستنتقل لغيرك ، عندها يجب أن نحتكم جميعا لمنطق واحد يقبله الجميع ولا يتجاوزه الجميع ويحاسب عليه الجميع .

ولكن عندما تتجاوز أي حد اليوم فإن الأخر سيقوم بتجاوز هذا الحد وحد أخر وهكذا نعلق في مجموعة من التجاوزات تصبح فيها حياة البشر على هذه الأرض مستحيلة .

ولنعد إلى تلك العقلية الإسرائي لية التي تعاقب مجموعات ومدن وقرى وبلاد كاملة ، لأنها تريد ان تضع في عقول الغير جملة من الحدود والقوانين ، والتي لا تقبلها هي ولا تقبل حتى جزءا يسيرا منها .

 وهذا ما دفع حتى المجتمع اليه ودي نفسه للنظر في هذه التصرفات وتقييمها على أساس العدل وهل نقبلها نحن أم لا .

 وإذا كنا لا نقبلها ولكن نفعلها لأننا نملك القوة ، فماذا سيحدث عندما يمتلك الأخر القوة . 

مع الشكر لموقع المخبر الإقتصادي على بعض المعلومات الواردة في المقال ...

إبراهيم أبو حويله ...