نبض البلد - بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،
حقيقة ما يقوم به الأردن من جهود هذه الفترة تعجز عنه دول كبرى وربما عظمى، فالأردن يوزع جهوده وطاقاته ما بين مواجهة حرب مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة وحماية الحدود من المتسللين ، وما بين إرسال وضمان إيصال المساعدات إلى الأشقاء النازحين في غزة ، وكذلك ديمومة تأمين المستشفيات الأردنية الثلاث فى غزة بحاجاتهم من الأدوية والمستلزمات الطبية ، بمختلف السبل والوسائل البرية والجوية ، وعمليات الإنزال الجوي بالمظلات والتي لم تتمكن من ممارستها أي دولة في العالم سوى الأردن ، وما بين استقبال زوار المملكة من القادة السياسيين من مختلف دول العالم لإجراء محادثات لإيجاد الحلول لوقف إطلاق النار ، واستمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى عزة، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن الداخلي من خلال توفير كافة سبل الأمن والراحة والسلامة للمسيرات والاعتصامات والمهرجانات الخطابية التي تخرج يوميا للتعبير عن تضامنها ومساندتها للأشقاء في غزة ، ولتعبر عن رفضها وعضبها للعدوان الصهيوني الغاشم على المدنيين في غزة ، وما يرتكبه العدو الصهيوني من تدمير لكل مقومات الحياة للشعب الفلسطيني في غزة ، هذه الرباعية من الجهود هي فوق طاقة الأردن من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، ولكن الأردن وبحكم خبرته الطويلة في مواجهة التحديات والأزمات التي عاشها وواجهها عبر العقود الماضية أصبح يملك الخبرة الكافية للتعامل معها بكل حرفية سياسية ودبلوماسية وإدارة أمنية محترفة، فالأردن لديه قيادة سياسية وقاعدة شعبية متفاهمة وموحدة تضع مصالح الوطن العليا نصب عينيها، ولذلك لا يمكن لأي كان من الأعداء والمخربين أن يخترقها، وكافة دول العالم وقياداته تعي تماما أن الحل لأي قضية إقليمية في المنطقة لا بد أن تبدأ من الأردن ، ولهذا تجد أن الأردن أصبح محجا سياسيا لكافة قادة العالم، لسماع وجهة نظره السياسية والأمنية للبناء عليها، والانطلاق بها نحو الدول الأخرى لترجمتها وبلورتها إلى توصيات وقرارات للحل السياسي على أرض الواقع ، وبناء على ذلك انطبق على الأردن وصف يد تحمل السلاح ، ويد توزع المساعدات ، وللحديث بقية.