نبض البلد -
ذهنية المسؤول الأردني عجيبة غريبة،،!!!
خليل النظامي
تلهث الكثير من المؤسسات الحكومية بمختلف أشكالها، والكثير من المسؤولين والوزراء سواء في هذه الحكومة أو في الحكومات السابقة خلف التقارير الصادرة عن المنظمات الأممية أو الدولية المتعلقة بـ الشؤون التنموية أو الاجتماعية أو التعليمية او الصحية أو غيرها من مختلف المجالات، لـ التفاخر به والتعليق عليه وكأنه كتاب مقدس منزل من السماء، في الوقت الذي لو صدر تقرير سلبي لا يتم حتى الإطلاع عليه أو متابعته.
المضحك بـ الموضوع أن معظم التقارير الصادرة عن هذه المجلات والمنظمات مدفوعة الأجر، وهذا معروف لنا كـ باحثين ومتخصصين في علم إدارة مؤسسات إنتاج المعرفة ومراكز الدراسات وسائل الاعلام المحلية او الاقليمية او الدولية، بمعنى أن الكثير من الشبهات تحوم حول معظم التقارير التي تصدر عن تلك المنظمات والمجلات.
بـ المقابل، العديد من التساؤلات تفرض نفسها على طاولة الاستقصاء الصحفي، حول إن كان لدى هذه المنظمات والمجلات ما يكفي من المعلومات والتقارير والدراسات الحقيقية حول واقع المجال الذي تصدر فيه تقريرا "مثاليا" عن واقع قطاع ما في الأردن، وكيف حصلت على هذه المعلومات، وهل فعلا هناك منظمات يتم تمويلها لـ إصدار مثل هذه التقارير سواء السلبية أو الايجابية، ولماذا لم تقم المؤسسات البحثية في الأردن بتوظيف هذه المعلومات في تقارير مماثلة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، قبل أيام معدودة صدر تقرير حول حالة الحريات الصحفية في الأردن وفهم بـ شكل خاطىء من قبل الكثير من الصحفيين ووسائل الاعلام المحلية، وحتى الإعلام الرسمي وأشك بـ أنه قد إطلع عليه من الأصل لم يقم بـ تحليله والرد عليه بشكل رسمي، وأهمله وكأنه شيء لم يكن، في الوقت الذي يتم متابعة تقارير المنظمات المتعلقة بحقوق المرأة وحقوق الطفل والرعاية الصحية والاجتماعية وتفكيكها والتفاخر بما فيها.
ومن على الضفة الأخرى يتجرأ تساؤل ويطرح نفسه، حول إن كانت هذه المنظمات الدولية والأممية تمثل مسطرة القياس الحقيقية لـ الانجاز، وإن كانت كذلك ؛ هل معايير القياس لديها فصلت لـ تنسجم مع مزاج مسؤول أو حكومية معينة أو على حجم المبلغ المدفوع، أم أنها معايير عامة شاملة ومنصفة لـ دول ومجتمعات العالم كافة من نافذة القياس.
التناقض والإزدواجية التي تعمل بها ذهنية الكثير من المسؤولين الاردنيين غريبة عجيبة، فتارة تجده يعظم ويتفاخر بـ إنجازات معظمها وهمية تصدرها منظمات دولية لا يستطيع المواطن رؤية وتلمس الكثير منها على الواقع، وأخرى يتناسى ويغفل عن معالجة الاختلالات التي تشير لها الكثير من تقارير المنظمات الدولية الأخرى في القطاع الذي يديره ومسؤول عن تطويره.
ونصيحة أقدمها لـ كل مسؤول عن إدارة قطاع معين، عليك بـ إتباع فلسفة الأجهزة الاستخبارية الذكية التي لا تدع معلومة سواء حقيقية أو وهمية تصلها دون تحليل وتنقيح وتأمين طرق معالجة، ولا تنظر لما يصدر عن إنجازاتك بـ نمطية التعظيم فما أنت إلا خادم لهذا الوطن وشعبه، ولا تغفل من ينتقدك وتسخر منه في بواطن التصريحات، وكن لـ الواقع الفعلي أقرب.