كتب محمود الدباس..
قام احد العلماء بتصوير فيلما قصيرا في منطقة ضيقة ليكون الاشخاص قريبين من الكاميرا لمجموعتين من الاشخاص.. حيث ضمت كل مجموعة ثلاثة اشخاص.. ومع كل مجموعة.. مجموعة من الكرات المتشابهة.. الا ان المجموعة الأولى كانت الوان كراتهم بيضاء.. والثانية سوداء..
قام العالم بعرض الفيلم لمجموعة من الطلاب كل على حدة.. وتم الطلب منهم عَد الكرات التي استعملها كل فريق.. وستكون علامة الطالب في المادة مرتبطة بدقة جوابه..
وبعد ان ينتهي العرض.. ويجيب الطالب بالعدد.. يسأله العالم سؤالا.. هل شاهدت الغوريلا خلف الاشخاص؟!..
فيكون الرد عليه مباشرة.. اي غوريلا؟!..
وعند اعادة الفيلم مرة اخرى.. يلاحظ الطالب ان هناك شخصا يرتدي لباس غوريلا ضخمة خلف اصحاب الكرات..
وكان هذا ما حدث مكررا مع جميع الطلاب.. وكانت النتيحة نفسها..
هنا كان الاستنتاج من هذه التجربة والامتحان للطلبة.. انه اذا تم الطلب منك التركيز في امر ما.. ومن وراء هذا التركيز سيتم تقييمك او اعطائك جائزة.. فإن جُل اهتمامك سينصب على هذا الطلب.. ولن ترى غيره امامك..
وهذا ينطبق على مَن يُوحون لاشخاص بان الهدف من النشاط او اللقاء الفلاني هو شيء ايجابي قانوني.. وسيكون تحت اشراف اناس ذوي خبرة.. فعندما يذهبون.. يتم تمرير الكثير من الامور السلبية عليهم.. وهم مقتنعون بان ما يشاهدوه كله ايجابي ولا مشكلة فيه.. وقد يخرجون حاملين لفكر غير الذي هو بالاصل حامليه..
في علم النفس هناك الكثير من الطرق التي يتعلمها اصحاب الاختصاص لكيفية احداث التأثير على الاخرين وتوجيههم كيفما ارادوا..
فهناك من يستخدمها في النواحي الايجابية ومنهم من يستخدمها استخداما سلبيا هداماً..
احد المقربين ذهب برفقة صديق له الى احد الأسواق.. فقال له صديقه هناك من يبيع على البسطة اشياء سعرها اقل بكثير من داخل المحلات.. وانا دائما اشتري منها..
وبالفعل ذهبا الى تلك البسطة.. واذ بالبائع ينادي بطريقة "لحق حالك قبل نفاذ الكمية.. سعر البسطة مش مثل سعر المحل".. وبالفعل اشتروا من ذلك البائع بعض المعروضات..
وبالصدفة وهم يبتعدون عنه فقط بضع امتار.. وقعت عين احدهم على بضاعة داخل المحل.. واذا بها نفس المعروضة على البسطة.. وعندما سألوا البائع عن ثمنها واذا بها اقل سعرا بحوالي الثلث..
من هنا نقول ان التأثير والتوجيه المسبق.. يجعلك شبه منقاد لتعليمات من وجهك..
وللاسف الشديد نجد ان كثيرا من الناس يستخدمون هذا الاسلوب سلبا.. فيقدمون لحديثهم تقديما قويا.. او يضعون الاخرين في موقع التركيز احادي زاوية النظرة.. فلا يجد مناصا من الاتباع والانصياع..
للاسف الشديد هناك اشخاص يقتنعون بانهم لا يمكن خداعهم او إخفاء عنهم شيء او هدف او يمكن توجيههم.. الا بمحض ارادتهم واقتناعهم.. ولا يعلمون انهم اصبحوا منقادين ومتبعين لبعض السيئين دونما ادنى تفكير منهم.. فبمعسول الكلام احيانا.. او بالترغيب والمديح والتركيز على بعض الامور التي يحتاج لسماعها ذلك الشخص احيانا اخرى.. تجد هؤلاء ينقادون ويتصرفون تصرفات لم يكونوا في يوم من الايام يتصورون انفسهم قد يتصرفون بجزء يسير منها.. ولن يفيقوا من ذلك الوضع الا بعد ان وقعت الفأس بالرأس..
ابو الليث..