تفاوتت التصاميم التي قدمها خريجو معهد «مارانجواني» لتصميم الأزياء تحت عنوان «إعادة ابتكار المستقبل» في متحف المستقبل بدبي، بين القصّات الهادئة والبسيطة، وتلك التي تحمل كثيراً من الفانتازيا، من خلال التلاعب بطبقات الأقمشة، حيث قدم طلاب من مختلف دول العالم تصاميمهم التي تبرز الإطلالات العفوية والجريئة، فيما كانت الألوان معظمها هادئة تعزز المظهر الأنثوي في الإطلالة. وقد ختم العرض مع مجموعة مصمم الأزياء الهندي، راهول ميشرا، الذي حملت تصاميمه كثيراً من الجرأة في اللوان والتطريز.
بدأ العرض بمجموعة تصاميم الطلاب الخريجين، التي تميزت بألوان الباستيل الهادئة في معظمها، لاسيما الزهري الفاتح والأبيض، فبدت هذه التصاميم مفعمة بالأنوثة، لاسيما أن قصّاتها كانت ناعمة، والأقمشة تنساب على الجسم، مع اعتماد القليل من التطريز، كما تميزت تصاميم الطلاب بكونها عصرية، إلى جانب بعض القطع التي تناسب الحياة اليومية، حيث اعتمد الطلاب فيها على الأقمشة غير المطرّزة والقصّات المريحة. وذهب الطلاب إلى منحى الإبداع مع التصاميم التي وضعوا فيها بصماتهم الخاصة، فاعتمدوا على قصّات الفساتين البسيطة الخالية من التفاصيل، لينصب العمل على الأكتاف والأكمام التي حملت شكل طبقات مكونة من الأقمشة.
وقدم المصمم راهول ميشرا، مجموعته الخاصة في نهاية العرض، التي تميزت بالقصّات المبتكرة، لاسيما أنه استعان بالأقمشة اللامعة، وكذلك المطرّزة، لمنح الأزياء الكثير من التفاصيل، فحملت الفساتين التي صممها راهول شكلها الخاص عند الأكمام والأكتاف، حيث اعتمد على الأكمام المرتفعة والمنتفخة، بأحجامها المرتفعة عند الأكتاف، لتبدو كما لو أنها تحمل شكل الأجنحة. واعتمد المصمم على نحو كبير على الأقمشة الذهبية اللون ودمجها مع الأسود لمنح الفساتين الكثير من الفخامة، كما ركز راهول على التطريز في التصاميم غير المألوفة، ما جعلها تبدو كما لو أنها أزياء خاصة بفيلم سينمائي أو آتية من كوكب أو زمن آخر.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمعهد «مارانجوني» لتصميم الأزياء، روبيرتو لياكونا، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «يمكن وصف متحف المستقبل بكونه مبنى أيقوني، وعرض الأزياء الذي نقدمه في هذا المبنى يتميز بكونه يجمع بين العرضين الواقعي والافتراضي، والتصاميم تظهر على المنصّة ومن خلال الشاشات، وقد استغرق التحضير لهذا العرض شهوراً عدة، خصوصا أن العمل على تقنية (الميتافيرس) قارب السنة، وهذا العرض يبرز كل الجهود المبذولة في مجال التكنولوجيا والابتكار، ما يدعم رؤية المصممين في المستقبل». ولفت روبيرتو إلى أن العرض تضمن تصاميم طلاب من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا، وتم اختيار المصمم الهندي راهول ميشرا، الذي تخرج في المعهد نفسه وأسس العلامة الخاصة به، ليكون ضيفاً في هذا الحدث الأول في دبي.
وحول افتتاح المعهد الخاص بالأزياء في دبي، أكد روبيرتو أن البصمة الخاصة بالمعهد تتميز بكونها تقدم التصاميم الفاخرة في عواصم ومدن الابداع حول العالم، ومنها لندن وباريس وميامي وشنغهاي وميلانو وفلورانس ومومباي وغيرها، موضحاً أنه «تم تأسيس هذا المعهد في دبي، لأنها مدينة تحمل في توجهها ما يتماشى مع التوجه الإبداعي للمعهد». وأشار الى أن دبي تحمل طاقة مميزة وإيجابية تشجع على تأسيس المشروعات الخاصة، وهذا يدعم الابتكار، والعمل المعاصر الذي يتنبأ بالمستقبل، لذا فإن دراسة تصميم الأزياء في دبي ستمنح المصممين الفرصة على استغلال كل هذه البيئة المثالية للإبداع، ولتقديم مشروعاتهم الخاصة.
ونصح روبيرتو كل المبتدئين في عالم الموضة، لاسيما الخريجين من المعهد، أن يعتبروا التخرج حجر الانطلاق، فبعد التخرج سيكون هناك نقطة للبدء سواء بمشروع خاص أو بالعمل مع علامة بارزة، ولكن لابد من الأخذ في الحسبان أن الموضة تتبدل ولابد من التغيير والتطوّر باستمرار.
عرض واقعي وافتراضي
جذب الجمع بين العرضين الواقعي والافتراضي للأزياء الحضور، حيث صممت منصّة العرض التي تمر عليها العارضات بشكل يسمح بمرور العارضة أمام الجمهور ثم يتقطع هذا المرور بعبورها خلف شاشات عملاقة وضعت على جانبي المنصّة. وقد تزامن مرور العارضة خلف الشاشة وظهور عارضة من العالم الافتراضي ترتدي التصميم نفسه على الشاشة عبر تقنيات الواقع الافتراضي، ما خلق حالة تفاعل مع هذه التقنية، والتساؤل حول إمكانية أن تصبح بصمة في عالم الأزياء مع كل ما يحدث من تطوّر في عالم التكنولوجيا.
روبيرتو لياكونا:
«متحف المستقبل مبنى أيقوني، وعرضنا جمع بين الواقعي والافتراضي، والتحضير له استغرق شهوراً عدة».
طلاب من مختلف دول العالم قدموا ألواناً هادئة تعزّز المظهر الأنثوي، وتبرز الإطلالات العفوية والجريئة.