الاستراحة القصيرة في العمل.. متى تكون ضرورية؟

نبض البلد -

 وفق تحليل جديد، نُشر في مجلة "بلوس وان" أجرته جامعة تيميشوارا الرومانية، واستند إلى مراجعة 22 دراسة، خلال السنوات الثلاثين الماضية، فإن الاستراحة القصيرة في العمل تزيد من النشاط، وتخفف التعب.

 

وقد نظرت الدراسات، التي شملها التحليل، في أثَر فترات الاستراحة لمدة 10 دقائق أو أقل على الطلاب داخل مختبر، أو الموظفين في بيئة العمل، وشملت موظفين من الولايات المتحدة، وهولندا، والصين، والنمسا، وألمانيا، وأستراليا، والبرازيل، واليابان.

 

وتَبيّن أن وقت الاستراحة المستقطَع والقصير يؤثر بشكل إيجابي على الموظفين، الذين يُنفذون أنواعا معينة من الأعمال، تحديدا الإبداعية أو الروتينية منها.

 

كما أشار التقرير إلى أن فترة الاستراحة قد تقلّل من الأخطاء المحتملة، وتساعد الموظف على تركيز انتباهه على المهمة التي ينجزها.

 

الاستراحة المفاجئة

 

في المقابل، أشارت دراسة ألمانية جديدة إلى أن الاستراحات المفاجئة في العمل، تؤثر سلبا على دماغ الموظفين، وعلى قدرتهم على التركيز مجددا على العمل، بعد الانقطاع عنه.

 

واعتبرت هذه الدراسة أن الموظفين المتقدمين في السن هم الأكثر تأثرا بشكل سلبي بالاستراحة المفاجئة، حيث أظهرت نتائجها أن هناك تأثير لهذا النوع من الاستراحة على هؤلاء حيث عجز معظمهم عن حل مشكلات بسيطة عند معاودة العمل، وفق الباحثين في الجامعة الألمانية التقنية، في مدينة دورتموند.

 

 

الاستراحة ضرورة لا تخلو من ضوابط

 

قال أستاذ الإدارة وخبير التنمية البشرية الدكتور رأفت يوسف إن العمل الذي لا راحة فيه لا يثمر خيرا، فلطالما ربطت الدراسات العلمية بين أخذ استراحة صغيرة في العمل وبين تحسين الأداء، فهناك الجزء المسؤول على التركيز في المخ يسمى الجزء الأمامي من القشرة المخية ينشط بشكل عنيف جدا أثناء فترة العمل مما يسبب إجهادا، ولتخيف هذا التعب يمكن أخذ فسحة استراحة في حدود 15 دقيقة لاسترجاع النشاط".

 

كما بين أستاذ الإدارة وخبير التنمية البشرية رأفت يوسف أنه يجب أن تكون هناك ضوابط داخل العمل، فبإطلاق العنان لفكرة الاستراحات قد لا يكون له تأثير سلبي على العمل، لكن إذا كانت الشركات تمتلك ثقافة إدارة جيدة لعمل موظفيها فإنها تمنح راحة للموظف في حدود 15 دقيقة كل ساعتين وهذا له تأثير إيجابي على العمل والموظف.

 

ودعا يوسف، الموظفين إلى استغلال فترة الراحة في المشي والتمتع بمناظر طبيعية والتفاعل مع الطبيعة أو الاستمتاع بمقطع كوميدي لرفع هرمون السعادة وحرق هرمون الكورتيزون المسؤول على الضغط النفسي أو ممارسة اليوغا بشكل سريع مثل يوغا الضحك.

 

وقال رأفت يوسف إن الأعمال الإبداعية من أكثر الأعمال المطلوبة فيها أخذ استراحات لاسترجاع قمة النشاط العقلي وإطلاق الطاقات الإبداعية إلى أبعد الحدود.