نبض البلد -
نبض البلد -لم يعد التهاب الكبد الوبائي، وبائيًا بالمعنى المباشر للكلمة بفضل جهود الباحثين والعلماء والتي أفضت إلى اندحار الخطر القاتل للمرض، حسب استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور أحمد عودة.
وعلى الرغم من هذه الحقيقة الطبيةّ إلا أن المرض بفئاته الخمس (أ، ب، ج، د، هـ) يحصد أرواح مليون ومئة ألف إنسان سنويًا، على ما تقول منظمة الصحة العالمية التي توضح أن التهابي (ب) و(ج) هما أكثر أسباب الوفاة شيوعا.
وتلفت المنظمة إلى أن تسعة ملايين و400 ألف شخص يتلقون العلاج ضد العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد(ج)، في وقت يدعوا أطباء إلى منح دول العالم صلاحية أكبر للتفاوض على أسعار أفضل للعلاج، وكذلك السماح لها باستيراد الأدوية بحرّية أو تصنيعها محليا ضمن شروط عالمية وإنسانية تخدم مصلحة المريض.
فيما يتسنّي تشخيص 10 بالمئة من الأشخاص المصابين بالعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد (ب)، منهم 22 بالمئة يتلقون العلاج، و42 بالمئة من الأطفال يحصلون على جرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد (ب) عند الولادة، بحسب المنظمة.
من جهتها، أعدّت وزارة الصحة استراتيجية للقضاء على التهاب الكبد، ووضعت بروتوكولا للوقاية والعلاج لالتهاب الكبد (ب) و (ج)، منذ العام 2010، فيما تعكف الوزارة، وهي تتبنى علاج هذا المرض لجميع المواطنين، على تحديث البروتوكولات العلاجية، لالتهاب مرضى الكبد (ب) و(ج)، بعد أن تم اعتماد وتأمين معظم أنواع الأدوية المستخدمة عالميا، بحسب استشاري الجهاز الهضمي والكبد ورئيس اختصاصي الأمراض الباطنية في وزارة الصحة الدكتور ماجد نصير.
وقدّر نصير عضو الهيئة الإدارية لجمعية أصدقاء مرضى الكبد، جهود الجمعية في هذا المجال، سيما جهود المرحوم الدكتور علاء طوقان مؤسس الجمعية، وعميد كلية الطب في الجامعة الأردنية سابقا، والذي كان له الفضل في إجراء العديد من الدراسات للوقوف على الحالة الوبائية بالنسبة لمرضى الكبد الفيروسي في الأردن، حتى أصبح الوضع الآن في الأردن بالنسبة لهذا المرض ضمن الحدود المقبولة.
ودعا المواطنين إلى الحذر والوقاية دائما، للحد من انتشار هذه الأمراض، خاصة وأنها تنتقل عن طريق الدم والمخالطة المباشرة، وعدم المشاركة في استخدام الأدوات الشخصية كأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان، والتأكد من استخدام طرق الوقاية والسلامة العامة.
أمّا استشارية الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة ميسم عكروش، بينت لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنه تم إدراج لقاح فيروس التهاب الكبد (ب) ضمن برنامج المطاعيم الوطنية للمواليد كافة، مشيرة إلى أنه في العام 1995، كانت المملكة تعد الدولة الأولى في المنطقة ممن بادرت إلى إدراج هذا المطعوم ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم، فيما تمت في السنوات الأخيرة إدراج لقاح فيروس التهاب الكبد (أ)، ضمن البرنامج.
وركزت عكروش وهي الناطق الإعلامي لجمعية أصدقاء مرضى الكبد، على أهمية التأكد من سلامة ونظافة المعدات الطبية بما فيها الأدوات الحادة المستخدمة عند طبيب الأسنان، أو تلك المستخدمة في الجراحة، وكذلك المستخدمة في مراكز العناية والتجميل، وضمان توفر جهاز خاص لأولئك الذين يقومون بغسل الكلى في المستشفيات، منعا من انتقال عدوى الإصابة بالتهاب الكبد.
ودعت الأمهات الحوامل لإجراء فحص خاص بفيروس التهاب الكبد (ب)، لأنه قادر بذلك على حماية جنينها من انتقال المرض إليه في حال أن ثبت إصابتها به، مبينة أنه بالإمكان إعطاء الطفل هذا اللقاح المضاد أول 24 ساعة بعد الولادة.
وأشارت عكروش إلى أن هذا الفحص الذي يتم إجراؤه مرة واحدة خلال الحمل الواحد، لا يتجاوز تكلفته العشرة دنانير، ويحمي الطفل من مضاعفات التشمع في الكبد وسرطان الكبد، فيما بعد.
وأوضحت، أن فيروسي التهاب الكبد (ب) و (ج) يعدان من الأمراض الصامتة، مؤكدة أن المقبلين على الزواج لابد لهم من إجراء فحص لفيروس التهاب الكبد (ب)، لأن المطعوم يحمي ويقي من المرض.
استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور أحمد عودة، لفت إلى أن 90 إلى 95 بالمئة من المصابين بالتهاب الكبد (ب) في حالته الحادة يشفون شفاء ذاتيًا تمامًا، بينما لا تتراوح نسبة تحول المرض إلى الحالة المزمنة بين 5 إلى 10 بالمئة.
وأشار إلى أنه بعد إدراج مطعوم هذا المرض ضمن برنامج المطاعيم الوطنية في فترة الطفولة، تراجعت نسبة الإصابة به من 10 بالمئة من السكان إلى 3 بالمئة في بعض الدراسات.
رئيس جمعية الجهاز الهضمي والكبد الأردنية الدكتور يوسف العجلوني، ركز على أن فيروس التهاب الكبد (ج) يقتل أرواح مئات الآلاف حول العالم سنويا، أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا والسل، نتيجة لمضاعفات الفيروس على الكبد من تشمع وسرطان، رغم أنه يمكن الوقاية منه والشفاء منه.
وقال العجلوني، أنه يتم تشخيص التهاب الكبد (ج) من خلال عمل فحص المضادات للفيروس، حيث ينصح بفحص جميع البالغين من سن 18عامًا حتى لو بدون ظهور أعراض للمرض.
وأشار إلى، إن علاج التهاب الكبد (ج) أصبح حقيقة، ويستغرق لمدة شهرين فقط، من خلال العلاج المضاد للفيروس مباشر المفعول (دي إيه إيه)، إذ يهدف هذا العلاج إلى إزالة الفيروس من الجسم. فيما أنه في حالة حصول تشمع بالكبد بسبب الفيروس (ج)، فيكون زرع الكبد خيارًا علاجيًّا جيدا، ولكن في معظم الحالات من المرجح أن تعود العدوى، وتتطلب علاجًا بالأدوية المضادة للفيروسات لمنع تلف الكبد المزروع.
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية اختارت يوم الثامن والعشرين من تموز يوما عالميا لالتهاب الكبد، تزامنا مع ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروخ بولمبرغ، الحاز على جائزة نوبل، والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد( ب) واستحداث اختبار لتشخيصه ولقاح مضاد له.
--(بترا)