مهما صنعت الحكومات الحالية، أو التي سبقتها أو التي ستليها من أجل إرضاء الشارع الأردني, فإن نتيجة عملها الحتمية هي الفشل، بلا شك وبلا نقاش لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالمواطن نفسه, الذي سئم من الوعود الخيالية واللكمات المعنوية والمادية الموجعة ومنها الشعارات والخطابات الوهمية والاستراتيجيات غير الواقعية التي بثتها ونشرتها الحكومات في الآونة الأخيرة، والتي كانت بمجملها احلام واهمة هوائية ليس بينها وبين الواقع أي صلة اوعلاقة او صلة.
حكومة الدكتور عبدالله النسور أطلقت رؤية الأردن 2025 التي انتهت واجزم أنها لم تحقق شيئا من الرؤية لأنها غير معنية بذلك، وغادرت الحكومة الدوار الرابع وهي تحاول أن تقنع المواطن بسداد منهجها، ومازال الأردنيون محاولات تسويق المشروع الذي تبقى ثلاثة أعوام على انتهاء موعده.
وبعد حكومة الدكتور النسور جاءت حكومة الملقي التي صدعتنا بخطة تحفيز النمو الاقتصادي،ومشروع المدينة الجديدة، وللأسف النمو لم يتعزز، بل أظن أنها لم تضع اسيا لتحفيزه وبقيت الدولة تعاني سوء الأوضاع الاقتصادية،التي كان ينقذها المساعدات الخارجية وليست المشروعات المحلية التي تحقق النهضة الاقتصادية التي ترفد خزينة الدولة وتدعم موازنتها،التي عانت وماتزال تعاني عجزاً ماليا كبيرا.
ولم يكن الأمر باحسن حالا إبان حكومة الدكتور عمر الرزاز الذي أصم آذاننا بمصطلح دولة الإنتاج وخطة النهضة الذي ظل لعامين هما عمر حكومته مصطلحا شعبويا وشعاريا لا يستند الى الواقع المعاش.
وعند الحديث عن خطة النهضة فان شخص الرزاز الذي جاء في أعقاب دفع الشارع حكومة الملقي للاستقالة بث الامل في نفوس الناس الذين استبشروا خيرا، ولكن سرعان ما تبخرت الأوهام وسقطت بعد قراءة الرزاز وفريقه الحكومي للخطة وعدم قدرتها على التنفيذ. وهكذا عاش الأردنيون وهم رؤية 2025،وخطة التحفيز وأفكار النهضة التي كانت استراتيجيات لكسب الوقت والشعبوية وظلت حبيسة الادراج لأسباب عديدة.. أولها أن الأفكار تتغير بتغير الأشخاص لأنها لم تبن على دراسات وخطط قصيرة ومتوسطة المدى،فكانت تبقى ببقاء الرئيس في الدوار الرابع وتموت أو تخنق برحيله،او يتم نعيها بتصريح من الساكن الجديد في الدوار الرابع الذي يعلمنا بخطب وتصريحات و وعود واجتماعات لزغللة العيون ودغدغة العواطف ليس أكثر.
نعم في الأردن مشاكل عديدة أولها إدارية ثم غياب الإرادة وأدوات التنفيذ نتيجة الوضع المالي الصعب،وفشل الخطاب الحكومي على مدار السنوات في التقارب مع الناس بل زاد في تنفيرهم ونبذهم والاستقواء عليهم،ما أدى إلى فقدان ثقة الشارع بها.
أما حكومة الدكتور بشر الخصاونة فظروفها ليست افضل مما سبقها ولا نستطيع تقييمها والحكم عليها إلى أن تنتهي مدتها الوقوف على ما نفذ من وعود التزم لها في تصريحاته وبيانه الوزاري.. نرجو أن لاتخيب ظن المواطن ولا تخيب آماله فالقادم احلى كما قال..
ملاحظة..كلهم يحملون شهادة الدكتوراه..