حسين الجغبير
لا شك أن مختلف القطاعات والناس كانت تنتظر اللحظة التي يتم بها انهاء الاجراءات المتعلقة بوباء كورونا، لما شكلته من تحدي كبير على منظومة الحياة العامة في الأردن، وخصوصا الجانب الاقتصادي الذي تأثر بشكل كبير من هذه الإجراءات التي قيدت الحركة، وأنهكت الدولة.
فما أعلن عنه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أمس بأن الحكومة بصدد الإعلان المتدرِّج خلال أسابيع عن إنهاء الإجراءات المتعلِّقة بوباء كورونا، بما ينعكس إيجاباً على معظم القطاعات، يأتي في ظل منظومة عالمية وصلت إلى قناعة تامة بضرورة الانفتاح والتخلص من تقييدات كورونا، حيث بدأت العديد من الدول بالتعامل معه كأنه فيروس عادي.
ونتيجة لهذا الفهم أعلنت هذه الدول عن عزمها العودة إلى حياة ما قبل كورونا بشكل كامل. لا يمكن استمرار هذه الاجراءات والانغلاق لمواجهة فايروس لا أحد يعلم متى ينتهي، خصوصا وأن متحورات عديدة باتت تنسلخ عنه، أكثر قدرة على الانتشار.
أردنيا، قلنا أننا مع حديث رئيس الوزراء، فالتدرج في التخلص من هذه الاجراءات سينعكس على كافة تفاصيل الدولة، ربما الأكثر نفعا سيكون على الاقتصاد الأردني، وتحديدا الحركة السياحية التي قتلت جراء كورونا والأجراءات المتشددة التي صاحبته. أضف إلى ذلك الحركة التجارية البينية والنقل، والاستثمار.
وللأشارة في هذا المقام فقد اطلعنا على أرقام السياحة العام 2021 وهي تؤكد أن المردود المالي تراجع بشكل كبير جدا جراء عدم اقبال السياح على زيارة المملكة. كان التأثير الأكبر على ذلك اصرار الحكومة على إعلان أرقام الوفيات بكورونا، والاصابات، ونسب الفحوصات المسجلة. دول قلة هي من تلجأ لهذا الاسلوب.
لكن يجب أن ندرك أن القطاع الصحي وقدرته على التعاطي مع مرحلة الانفتاح وزيادة الاصابات المتوقعة، مرهون بوعي الناس، والتزامهم بإجراءات السلامة العامة، وتلقي اللقاح، فليس من المعقول العودة الكاملة للحياة في ضوء تهاون المواطن، الأمر الذي سيشكل عبئا على الدولة من كافة النواحي الصحية والاقتصادية.
معركة مواجهة كورونا لا تقتصر على الحكومة، فالناس شركاء فيها، والمسؤولية هنا تقع على الطرفين، فالعودة المتدرجة لانهاء الاجراءات المتعلقة بالوباء لا يعني أبدا أن لا تتشدد الحكومة بمراقبة مدى التزام الناس بإجراءات السلامة العامة، بالعكس ربما يجب أن تكون أكثر تشدد إذا ما أرادت الحفاظ على صحة الناس واستقرار الوضع الصحي بالمملكة بشكل عام.
جميع القطاعات ستكون سعيدة جدا بهذا الاعلان، فالمعركة بالنسبة لها تضع أوزارها، والمقاتلين يلقون أسلحتهم، وما عليها سوى استغلال ذلك بالعودة إلى نشاطها الاقتصادي.
بانتظار إعلان الحكومة عن تفاصيل هذا التدرج، نأمل أن نتجاوز المرحلة الصعبة التي نمر بها مع كورونا، وارتفاع أعداد الاصابات والوفيات بشكل غير مسبوق، ومن جديد هذا لن يكون إلا بجهود الجميع وعلى رأسهم المواطنين.