ارتجاع المرئ أو الارتجاع المعدي المريئي (الارتجاع المزمن للحمض)، هو حالة تتسرب فيها محتويات المعدة الحمضية باستمرار إلى المريء أي الأنبوب الممتد من الحلق إلى المعدة. ويحدث ارتجاع الحمض لأن الصمام الموجود في نهاية المريء، وهو العضلة العاصرة للمريء السفلية، لا ينغلق بشكل صحيح عند وصول الطعام إلى المعدة، لذا يتدفق الحمض من خلال المريء إلى الحلق والفم، مما يجعلك تشعرين بالحموضة.
ويحدث ارتداد الحمض لكل شخص تقريباً في مرحلة ما من حياته، حيث تعد الإصابة بالارتجاع الحمضي وحرقة المعدة بين الحين والآخر أمراً طبيعياً تماماً، ولكن إذا كنت تعانين من ارتجاع المريء أو حرقة المعدة أكثر من مرتين في الأسبوع على مدار عدة أسابيع، وتتناولين أدوية الحرقة ومضادات الحموضة باستمرار، فربما تكونين قد أصبتِ بمرض الارتجاع المعدي المريئي. فيما يلي أربع طرق لعلاج ارتجاع المريء نهائياً، بحسب ما ذكر موقع Hopkins Medicine:
طرق علاج ارتجاع المريء نهائياً
1-نمط الحياة والنظام الغذائي.
يساعد تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي في علاج ارتجاع المريء
التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة هي الخطوة الأولى في علاج ارتجاع المريء، لأن بعض الأطعمة تجعل الارتجاع أسوأ، لذا تتضمن الاقتراحات للمساعدة في تخفيف الأعراض ما يلي:
-فقدان الوزن :إذا كنت تعانين من زيادة الوزن. ومن بين جميع التغييرات التي يمكنك إجراؤها في نمط الحياة، فإن هذا الإجراء هو الأكثر فعالية.
-تجنّب الأطعمة التي تزيد من مستوى الحموضة في معدتك، بما في ذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
-تجنب الأطعمة التي تقلل الضغط في أسفل المريء، مثل الأطعمة الدهنية والنعناع.
-تجنب الأطعمة التي تؤثر على التجشؤ (حركات العضلات في الجهاز الهضمي)، مثل القهوة والسوائل الحمضية.
-تجنب الأطعمة التي تُبطئ إفراغ المعدة، بما في ذلك الأطعمة الدهنية.
-تجنب الوجبات الكبيرة.
-الإقلاع عن التدخين.
-عدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام.
-رفع مستوى الرأس عند الاستلقاء.
2-الأدوية.
يمكن علاج ارتجاع المرئ باستخدام بعض الأدوية ومضادات الحموضة
إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، فقد يصف لكِ طبيبك بعض الأدوية، وهناك نوعان من الأدوية لعلاج الارتجاع، أحدهما يقلل من مستوى الحمض في معدتك، والآخر يزيد من مستوى الحركة في الجهاز الهضمي العلوي:
-مضادات الحموضة: مضادات الحموضة التي تُصرف دون وصفة طبية هي الأفضل لأعراض الارتجاع المتقطعة والنادرة نسبياً، وعندما يتم تناول مضادات الحموضة بشكل متكرر، فقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيث تزيد معدتك من إنتاج الحمض.
-حاصرات الهيستامين: حاصرات الهيستامين 2 (H2) هي أدوية تساعد على تقليل إفراز الحمض، وتعمل حاصرات H2 على علاج تآكل المريء لدى حوالي 50 بالمائة من المرضى.
-مثبطات مضخة البروتون: مثبطات مضخة البروتون (PPIs) هي الأدوية التي تسد المسارات الثلاثة الرئيسية لإنتاج الحمض. وتثبط مثبطات مضخة البروتون إنتاج الحمض بشكل أكثر فاعلية من حاصرات H2.. حيث تعالج مثبطات مضخة البروتون التهاب المريء التآكلي لدى كثير من المرضى، حتى أولئك الذين يعانون من تلف شديد في المريء. -منشطات الجهاز الهضمي:هي الأدوية التي تعزز نشاط العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، وهذه الأدوية إلى حد ما أقل فعالية من مثبطات مضخة البروتون، وقد يصفها طبيبك مع دواء مثبط للحموضة.
-العلاج بالمنظار: تعد عملية تثنية القاع عبر الفم (TIF) خياراً لعلاج ارتجاع المريء، هي أقل ألماً وأسرع شفاءً مقارنة بالجراحة بالمنظار. ويتضمن الإجراء استخدام جهاز TIF خاص لإنشاء ممر لأداة تصوير مرنة تشبه الأنبوب تسمى المنظار الداخلي، فيما يسمح الإجراء للطبيب باستخدام ملاقط ومثبتات محملة مسبقاً لإصلاح أو إعادة إنشاء الصمام الذي يعمل كحاجز طبيعي للارتجاع. وهناك تجارب سريرية حالياً تختبر فعالية العلاج بالمنظار للارتجاع المعدي المريئي، ويستخدم أحد أشكال العلاج آلة الخياطة بالمنظار لوضع الغرز في المعدة وتدعيم الحاجز المضادّ للارتجاع.
3-جراحة لعلاج ارتجاع المريء
إذا لم تتحسن الأعراض مع تغييرات نمط الحياة أو العلاج الدوائي، فقد تكونين مرشحة للجراحة. ويفضل بعض المرضى اتباع نهج جراحي كبديل عن تناول الأدوية مدى الحياة، والهدف من جراحة مرض الارتجاع هو تقوية الحاجز المضاد للارتجاع. أثناء إجراء يُعرف باسم "تثنية القاع لنيسين"، يلف الجراح الجزء العلوي من المعدة حول المريء السفلي، وهو ما يعزز الحاجز المضادّ للارتجاع. ويمكن أن يوفر راحة دائمة من الارتداد. وقد يُجري الجراح هذه الجراحة بالمنظار، مما يعني إجراءً أقل توغلاً مع فترة نقاهة أقصر.