حسين الجغبير يكتب: اطلالة الخصاونة.. ماذا بعدها؟

نبض البلد -
في إطلالة جديدة له سارع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للحديث عن جوانب عديدة من الخطط التي تعتزم الحكومة انجازها على الصعد الإدارية والاقتصادية والصحية، وهي خطط لو قدر له تطبيقها فإننا سنضع أولى أقدامنا على مشروع التعافي الاقتصادي الذي يعاني بفعل غياب المشاريع الانتاجية من جانب، وتداعيات أزمة كورونا من جانب آخر.
الخصاونة قدم مشروع جديد في طرحه، وتحدث عن تفاصيل لم يتطرق إليها من قبل كالمشاريع المتعثرة، والتي كانت وما تزال مدار تساؤلات عديدة لم نجد عليها إجابة أبرزها، كيف تعثرت، وما هي الأسباب ولماذا لم تجد طريقا للحل حتى اليوم، ومن يعيق عملية إعادة احيائها.
إلى جانب أنه كان من المهم جدا اعادة هيكلة الرسوم الجمركية لما لذلك من تأثيرات كبيرة على الحركة التجارية في المملكة، وتعتبر دافعا هاما للاقتصاد الأردني، وهي خطوة يجب أن ينظر إليها أيضا كلبنة أساسية لما بعدها سواء من خفض أنواع أخرى من الضرائب المفروضة على السلع، حيث من شأن ذلك توفير سيولة نقدية بيد الناس وبالتالي تتعاظم الحركة الشرائية، ما يعني أن مدخلات مالية جديدة ستدر على خزينة الدولة التي تعاني من عجز مزمن.
كما أن تجدد الحديث عن فكرة المدينة الإدارية يساهم في حال انشائها وتطبيقها وفق أسس ومنهج ومعايير عالمية، في محاربة الترهل الذي وصل إليه القطاع العام الأردني، والبيروقراطية التي أصابت البلد في مقتل فيما حولنا من دول قطعوا أشواطا كبيرة في هذا الاتجاه وقدموا رؤية حضارية لشعوبهم التي باتت حياتها أسهل وأكثر انجازا.
لكن ما أود التركيز عليه هو الجانب الزراعي، الذي أكد عليه جلالة الملك في أكثر من مناسبة داعيا الاهتمام به واستخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع لما له من أثر بالغ على الأمن الغذائي الأردني، والتشغيل، والتصدير، وبالتالي على النمو الاقتصادي، لذا لا بد وأن تعطي الحكومة كل طاقتها في هذا الاتجاه، نظرا لامتلاك الأردن أدوات كافية للمضي به قدما، حيث التحديات المصاحبة له لا تقارن في تلك التي يواجهها القطاع الصناعي على سبيل المثال.
لا شك أن الأردنيون طالموا استمعوا لمؤتمرات الرؤساء وخططهم ومشاريعهم واستراتيجياتهم، وكانوا دوما يقدمون شعارات رنانة نسمع أصواتها ولا نراها على أرض الواقع، لذا فلا بد لرئيس الوزراء أن يسعى جاهدا لتطبيق ما يستطيع فعله، فالأردنيون عاطفيون ويؤمنون دوما بالمنجز لا بالكلام.
اليوم، هو يوم الانجاز، ولا بد وأن يكون رئيس الوزراء وفريقه الحكومي قد أدركوا أن الوضع الاقتصادي في خطر، ولا ينقذنا سوى العمل
والعطاء والاجتهاد.