للأمانة في حياتنا اليومية هنالك العديد من المفارقات المذهلة والتي تمثل حالات غير طبيعية بين العرض والطلب لدرجة الغلو أو التطرف أحياناً، تماما 'كالمطففين' حيث ما لهم يختلف عما عليهم، وهذا يجعل هنالك فجوة كبيرة بين مفتي الميزان لكثير من القضايا وخصوصاً التي تحتاج لمواءمة وتوازن بينها؛ وتالياً بعض اﻷمثلة على ذلك:
1. اﻷخذ والعطاء: الناس عندما يسألون رب العزة يطلبون الفردوس اﻷعلى بالرغم من خطاياهم المذهلة أو سيئاتهم التي تحتاج لتوبة نصوح، بيد أنهم يلملمون من جيوبهم 'الفراطة' وليس الدراهم لسد طلبات ذوي الحاجة؛ رغم أن الإنفاق يجب أن يكون مما يحب الناس!
2. زواج: البعض يفتش عن عروس من أهل الخلق ﻹبنهم سيء الخلق؛ وهذا قمّة الظلم للآخرين وفيه عدم إحقاق للحق والعدالة بين الناس.
3. اﻷباء واﻷبناء: تربية ومتابعة اﻵباء للأبناء كالنقش في الحجر وبإهتمام وعناية جداً، حيث أن الأبناء هم الأكباد التي تمشي على الأرض؛ بيد أن بعض اﻷبناء ينتظرون والديهم للزوال عن هذه الدنيا حتى عندما يناولوهم حبة الدواء للتخلص من إشغالِهم لهم وخدمتهم وإنتظار الوِرْثة.
4. فقراء وأغنياء: عند شراء البضائع من الفقراء يتم 'مفاصلتهم' وتبخيس بضاعتهم، وهذا شيء ملموس عند شراء حاجيات البيت من أصحاب البيع المفرّق؛ بيد أننا نشتري من اﻷغنياء في المولات وغيرها أنى كانت اﻷسعار؛ حيث السعر الثابت والربح الفاحش والإستغلال للزبائن أحياناً.
5. المنزل واﻷماكن العامة: إستخدامات البعض للماء والكهرباء وكل شيء في منازلنا دوما بتقنين وترشيد خوفاً من الصرف الزائد المكلَّف مادياً؛ بيد أن إستخداماتهم لذات اﻷشياء في اﻷماكن العامة بهدر وفوضى، وهذا قمّة الإسراف وعدم المحافظة على المال العام والحرص على الأموال الخاصة.
6. شباب وصبايا: بعض الشباب يسمحوا ﻷنفسهم بإقامة علاقات غير شرعية مع بنات الناس من خلال الضحك على الذقون والتسويف والكذب والإعتزاز وغيرها، لكنهم يذوبون شرفاً عندما يتعلق اﻷمر بأخواتهم من منطلق السيطرة والغيرة والستيريوبارادوكس وغيرها.
7. المطلوب: المواءمة بين روحية العطاء والأخذ لنحترم أنفسنا ونحقق الرضا عن النفس؛ ومطلوب أيضاً عدم الكيل بمكيالين، ومطلوب عدم اﻷنانية، ومطلوب وضع أنفسنا مكان اﻵخرين؛ وبذلك نضمن تحقيقنا لرضا النفس ومَنْ حولنا ورب العزة.
بصراحة: قبول أو رفض هذه المفارقات مسألة تؤشر لشوزفرينيا عند البعض على سبيل الكسب غير المشروع وتحقيق الذات والأنانية على حساب الصالح العام، والمطلوب التعامل باﻷخذ والعطاء بنفس الروحية لغايات تحقيق الرضا عن النفس واحترامها.
صباحكم ورد وفل وياسمين