نبض البلد -
في زمن الإستعراضات والشوفانية والتواصل الإجتماعي علينا أن نرحم فئة المستضعفين والذين لا حول ولا قوة لهم بالممانعة وخصوصاً في حال ضعفهم سواء إبّان جائحة كورونا أو قبلها أو بعدها، وهم تحديداً المرضى والموتى والفقراء والمساكين واﻷيتام، وذلك أقلها من خلال عدم إظهار صورهم من على صفحات التواصل اﻹجتماعي وإستعراض بطولاتنا بحقّهم:
1. أتفهّم أن يُظهر الناس صورهم الشخصية أو مناسباتهم اﻹجتماعية من على صفحات التواصل اﻹجتماعي، لكني لا أقبل وأنتم والجميع إظهار صور الموتى والمرضى وإبتزاز الفقراء واﻹستعراض بهم.
2. ظاهرة إنتشار صور المرضى واﻹستعراض بهم في غرفهم بالمستشفيات قبل وإبّان وبعد العمليات باتت مقززة، لدرجة أن بعضهم أي المرضى يتعمّد ﻷخذ سلفي له وهو على سرير الشفاء ويطلب دعوات الناس ليحسب عدد الإعجابات والملاحظات التي سيحصل عليها.
3. البعض يُظهر صور الموتي سواء عند موتهم أو دفنهم أو حالة حدوث وفاتهم، وأجزم بأن ذلك لا يراعي البتة أدنى أدبيات إحترام الكرامة اﻹنسانية وخصوصيات الناس؛ وإحترام كرامة الموتى واحب مقدّس.
4. البعض يتباهى بصور موائد الطعام بتصويرها قبل دخولها لمعدتهم، ويتناسوا مع اﻷسف أن كثيرا من المحرومين يتمنّون ويشتهون ما أظهروه من موائد ولكنهم لا يتمكّنون من شراءها.
5. البعض يتعمّد أن يرعى أعمال الخير كموائد الطعام او غيرها للأيتام والفقراء ﻹظهار صورهم وهم يفعلون الخير، متناسياً أن الخير يفعله الناس دون ضجيج أو شوفية او إستعراض ليكون في ميزان حسناتهم.
6. كثير من مستخدمي وسائل التواصل اﻹجتماعي باتوا يصوّروا كل شيء وكل حركة وكل حدث ويضعوها على مواقعهم، بالطبع هذا جل خطير حيث اﻵخرين يرصدون حركاتنا وهذا يؤثر على اﻷمن المجتمعي.
7. أعتقد أن إظهار الصور ليس هدفها أكثر من إستعراضات ومهاترات وشوفيات، والمطلوب الرحمة بالمستضعفين وبنا نحن المتابعين للفيس بوك وغيره.
بصراحة: كثيرون لم يفهموا بعد مقاصد وأهداف وسائل التواصل اﻹجتماعي، فهي ليست لصور المرضى واﻷموات وموائد الطعام وصور اﻹستعراضات بقدر ما هي لتجسير الهوة والتشبيك في التواصل اﻹجتماعي بين الناس، والمطلوب من مستخدمي التواصل اﻹجتماعي أن يرحموا ذهنيتنا وأن يرحموا إنسانية المرضى واﻷموات واﻷيتام والمحتاجين على السواء.