الدكتور محمد طالب عبيدات

اﻷردنيون بعد الإنتخابات وإبّان كورونا

نبض البلد -
أما وقد إنتهى الإستحقاق الدستوري بالإنتخابات النيابية في ظل جائحة كورونا؛ فقد أثبت الأردنيون أنهم رجالات وطن وقلبهم على الوطن ويواءمون بين حبهم لوطنهم بمواطنتهم وبين حفاظهم على الملف الصحي خوفاً من إنتشار كورونا أكثر في ظل هذه الظروف الإستثنائية؛ ولهذا فمن حقنا أن نكتب باﻷردنيين واﻷردنيات غزلاً وفخراً، ومن حقنا أن نظهر لكل الناس صفات اﻷردنيين اﻷشاوس والأردنيات أخوات الرجال، ومن حقنا أن نتباهى بهم ونرفع الرؤوس بكل فرد في اﻷسرة اﻷردنية الواحدة، فكل اﻷردنيين واﻷردنيات نشامى ونشميات وأصحاب شومات، وكلهم في خندق الوطن:
1. اﻷردنيون طيبون ويجمعهم حب الوطن، والشدائد واﻷزمات تقوي عضدهم، ومحك الرجولة فيهم في وقتها؛ فتلبيتهم للإستحقاق الدستوري واجب وطني صوب المضي قُدماً في الإصلاح السياسي.
2. اﻷردنيون أصحاب الوفاء والمروءة ولا تعرف الخيانة والخديعة والمكر طريقها إليهم، ولا ينسون الجميل وفضل أهله؛ فوقفوا وناصروا مرشحيهم وحاولوا جهدهم الحفاظ على وسائل السلامة والوقاية من فايروس كورونا.
3. اﻷردنيون كرماء ويفدون الوطن بدمائهم الزكية، وتضحياتهم مشهود لها في كثير من المواقع في الحرب والسلام؛ فوقفاتهم يشهد التاريخ لها وإحتسبوا أمواتهم بسبب جائحة كورونا عند الله شهداء في عليين.
4. اﻷردنيون أصحاب كرامة وعزة نفس، ولا تنحني جباههم إلا لله تعالى؛ وفِي ذلك يشهد القاصي والداني؛ والعالم كله شهد بكرامة الناجحين والذين لم يحالفهم الحظ في الإنتخابات.
5. اﻷردنيون أذكياء بفطرتهم وسجيتهم لكنهم ليسوا ساذجون، فيميزون الغث من السمين، والسم من الدسم، والحقيقة من الخيال، والوهم من الواقع؛ فتعاملهم مع السياسة بالفن والذكاء والدبلوماسية ومع الجائحة بالعلم والعقل والتباعد الإجتماعي والوقاية والكمامات.
6. اﻷردنيون يوازنون ويواءمون بين لغتي القلب والعقل بالمنطق والتحليل والمقاربة الموضوعية، ولا يتركون أن تطغى إحداهما على اﻷخرى إلا بالخير؛ فخياراتهم الإنتخابية فيها من العقل والقلب وتعاملهم مع الجائحة بالعقل.
7. اﻷردنيون رجال في الشدائد ولا يلينون وقت المحن ولا يقبلون الضيم، لكنهم متسامحون من قلوبهم وقت اللين، فوقفاتهم رجوله وعطاؤهم منيع؛ فمواقف الإنتخابات وخياراتهم لا تؤثر على علاقاتهم الإنسانية ويتناسون الإنتخابات وحالتها وتنافسيتها حال ظهور النتائج فيغبطون الناجحين ويحترمون ويكرمون من لم يحالفهم الحظ؛ والجائحة جعلت منهم أناس أكثر تسامح وزهد في هذه الدنيا الفانية.
8. اﻷردنيون محبون ومحترمون للآخر ولا تعرف الكراهية طريقها إليهم، لكنهم على العدو نار لهيب حارقة؛ ونتائج الإنتخابات النيابية وتهنئتهم للفائزين خير دليل على ذلك؛ وزادت جائحة كورونا من حبهم لبعض وتواصلهم عبر التواصل الإجتماعي والمرئي.
9. اﻷردنيون أصحاب نخوة وحميه وشومات وفزعات وهبات، وأصحاب مواقف وحمية وكرم وذود وسند وصون، وأصحاب عزوة وقول وكبرياء وولاء وإنتماء؛ فالوضوح والشفافية في المواقف الإنتخابية ديدنهم ووقفات الرجال مع مكلومي كورونا واضحة للجميع.
10. اﻷردنيون يلتفون حول قيادتهم الهاشمية وجيشهم وأجهزتهم اﻷمنية وفي خندق الوطن كالبنيان المرصوص، وجبهتهم الداخلية حصينة ومنيعة، ونسيجهم اﻹجتماعي ووحدتهم الوطنية أكيدة؛ فتلبية نداء الوطن والمشاركة بالإنتخابات بالرغم من جائحة كورونا موقف وطني يسجّل لكل ناخب؛ وإلتزامهم بالتوجيهات الملكية والحكومية للحفاظ على حياتهم وحياة الآخرين في ظل جائحة كورونا خير دليل على حصانة جبهتهم الداخلية.
بصراحة: اﻷردنيون صفاتهم جم وأفعالهم زينه ومواقفهم رجولة وطيبتهم عنوان أصالتهم، وذكورهم أشاوس ونساؤهم أصايل، فهم كالشجرة التي جذورها عميقة ﻷصالة معدنها، وأغصانها تعانق السماء، وثمرها حلو المذاق وقت الفرح ومر وقت المحن والشدائد؛ وما مواءمتهم بين الإنتخابات النيابية كإستحقاق دستوري وبين حفاظهم على صحتهم في ظل جائحة كورونا إلّا خير دليل على هذه الصفات الرائعة.
ألف تحية وإجلال وإكبار ومن القلب للأردنيين والأردنيات.
صباح الوطن الجميل