نبض البلد -
الشباب أدوات التغيير وصُنّاع الغد ويشكّلون قوة نوعية وكمية مؤثرة في المجتمع؛ لكن ومع ذلك فإن الواقع يقول أن مشاركتهم الإنتخابية ضعيفة نسبياً لأسباب كثيرة منها العزوف عن المشاركة أو الإنصياع والتبعية لصوت الوالدين والأسرة أو الإصطفافات العشائرية أو المناطقية أو غيرها؛ لكن الفرصة مواتية للشباب في زمن جائحة كورونا لينبري من خلالهم صوت التغيير سواء لدعم المترشحين الشباب أو لمشاركتهم وتصويتهم لمن يريدون على سبيل تعظيم المشاركة التي تعزز المواطنة على الأرض:
١. الشباب هم القوة الضاربة في أي مشروع سياسي أو تنموي أو إقتصادي؛ لأنهم ببساطة يشكلون عدداً وعدّة كبيرة ولها مدى تأثير واسع فلا يكاد يخلو بيت من الشباب؛ ولذلك من المؤمل أن يكون لهم دور طليعي في الإنتخابات النيابية بترشّحهم أولاً ومشاركتهم كناخبين فاعلين ثانياً؛ وهنا نتحدث عن دورهم كناخبين حيث يشكل ممن هم أكثر من ١٨ عاماً وأقل من ٣٠ عاماً أكثر من خُمس الناخبين؛ وهذه فئة مؤثرة بمعنى الكلمة وتستطيع أن تكون مؤثرة وذات كفاءة عالية في نتائج الإنتخابات.
٢. تاريخياً وفي الإنتخابات السابقة كان دور الشباب غير مؤثر حيث كانت الكرة في مرماهم؛ ومع ذلك لم يكن دورهم كما هو مأمول بسبب عدم مأسسة مشاركتهم وعدم إنضوائهم في أحزاب سياسية مؤثرة؛ وكذلك تأثّرهم عشائرياً ومناطقياً وجهوياً؛ ومع ذلك ما زلنا نأمل بدور أكثر فعالية للشباب لنرى تأثيرهم في الرأي العام وتوجيه الأصوات لمن يستحق من الكفاءات الوطنية المترشحة.
٣. مشاركة الشباب في الإنتخابات حق وواجب ومسؤولية؛ فكما أن هنالك مطالبات بحقوقهم عليهم إستكمال واجباتهم من حيث تزيله مبدأ مواطنتهم على الأرض ومشاركتهم في الإنتخابات ليكون صوتهم مؤثر وكذلك لتعظيم نسب المشاركة في الإنتخابات والتي تواجه بعض دعوات المقاطعة والعزوف بسبب جائحة كورونا وأسباب سياسية وحزبية أخرى؛ ولذلك الكل يعوّل على الشباب لإحداث فروقات جوهرية في هذه الإنتخابات على سبيل تغيير الوجوه والتوجهات والرؤى خدمة للوطن وقيادته.
٤. بعض الشباب ما زال يعزف على أوتار تخفيض سن المترشحين لتقل عن ثلاثين عاماً وتصل ٢٥ أو حتى ١٨ عاماً أسوة ببعض الدول العالمية لمساواة عُمر المترشح بالناخب؛ لكن ذاك بالطبع ليس عملياً كثيراً في دول العالم الثالث ولكن ممكن تخفيضه إلى ٢٥ عاماً فقط؛ ومع ذلك فان يتعزز ذلك سوى بإنضمام الشباب للأحزاب الوطنية ومشاركتهم في برامجها وخططها ليكونوا جزءاً من العملية السياسية برمّتها.
٥. وفي زمن التواصل الإجتماعي فقد ساهمت هذه الوسائل في تحفيز دور الشباب إعلامياً على الإقبال على الإنتخابات حيث تواصلهم مع بعضهم وتحفيزهم لبعضهم البعض؛ ولا ننسى حواراتهم وتلاقح أفكارهم وفعالياتهم الأخرى على منصّات التواصل الإجتماعي التي ساهمت في تنشيط تسويق المترشحين وحملاتهم الدعائية والإنتخابية على سبيل عرض برامجهم الإنتخابية وتحفيز الشباب على المشاركة في ظل أزمة جائحة كورونا.
٦. نحتاج لتشجيع مشاركة الشباب وتربيتهم المدنية على مستوى المدارس والجامعات ومراكز الشباب وغيرها؛ كما نحتاج لإشراك الشباب على سبيل تدريبهم في مجالس المدارس والجامعات والشركات والجمعيات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها؛ كما نحتاج لإطار قانوني لمشاركة الشباب.
٧. في دراسة حديثة لمركز الحياة للتربية المدنية أجريت عن مشاركة الشباب في الإنتخابات النيابية أظهرت أن ٢٨٪ من الشباب فقط ينوون المشاركة بالإنتخابات؛ بيد أن حوالي ٢٦٪ من الشباب ام يقرروا بعد مشاركتهم وأن ٤٥٪ لن يشاركوا بالإنتخابات؛ وهذه نسب لا تبشّر بالخير لمشاركة الشباب حيث أن نصفهم تقريباً لا ينوي المشاركة ورُبعهم متردد في المشاركة؛ والأخطر أن حوالي ٧١٪ من الشباب يتأثر عشائرياً بالتصويت و٢٠٪ فقط من الشباب يتطلعون للانتماءات الحزبية عند التصويت.
٨. يحتاج الشباب لمترشحين مقنعين يملكون برامج وطنية وتنموية لحل مشاكلهم والتحديات التي يواجهونها كالبطالة والفقر؛ ويحتاجوا لمن يخلق لهم فرص العمل في مناطقهم من خلال إستثمارات حقيقية على الأرض؛ ومع ذلك هم مدعوون اليوم قبل الغد للتوجه لصناديق الإقتراع مع الأخذ بالشروط الصحية والسلامة المعلن عنها تفادياً لفايروس كورونا.
بصراحة: شبابنا هم مستقبلنا وطريقنا صوب تحقيق جملة الأهداف التي تتطلع لها الدولة والمواطنون؛ ويعوّل عليهم ليكونوا أدوات تغيير حقيقية من خلال مشاركتهم في الإنتخابات النيابية ليكونوا أدوات فاعلة من خلال الإدلاء بأصواتهم التي لها وزن كبير وفق نسبة الشباب والتي لا يستهان بها؛ كما ندعوهم ليكونوا مركز إشعاع فكري للمجتمع المحلي من حولهم ولجذبهم وتشجيعهم على الإدلاء بأصواتهم على سبيل مواطنتهم الصالحة.