الدكتور محمد طالب عبيدات

الإنتخابات النيابية بين الإستحقاق الدستوري وكورونا

نبض البلد -
مع إقترابنا صوب الموعد المحدد من قبل الهيئة المستقلة للإنتخاب لموعد إنتخاب مجلس النواب التاسع عشر تتفاقم بإضطراد في نفس الوقت أعداد الإصابات اليومي لتصل قرابة ستة آلاف حالة ونسب الموتى والتي تعتبر من أعلى النسب على مستوى العالم والتي باتت قرابة واحد بالمائة؛ ومع ذلك نحن اليوم بين مطرقة الإنتخابات وسندان الوضع الوبائي والملف الصحي؛ لكن السؤال المهم هل من الممكن إجراء الإنتخابات دونما أرقام كارثية في أعداد المصابين؟ والجواب بالطبع ممكن فيما إذا إلتزم المواطنون في مثلث السلامة العامة في إرتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي والإلتزام بغسل الأيدي تباعاً:
١. وصول إصابات فايروس كورونا في وطني الحبيب لتاريخه إلى 47 وفاة و5877 يومياً وعدد الحالات الإجمالية إلى 81,743 وترتيب ٦٠ عالمياً جُلّ خطير خوفاً من إنهيار نظامنا الصحي؛ وخصوصاً أننا إقتربنا من أعدا الإصابات في الصين المصدّر الرئيس الفايروس؛ والحل الإلتزام بمثلث السلامة العامّة: لبس الكمّامات والتباعد الجسدي وغسل الأيدي دوماً؛ وسلامتكم يا غوالي.
٢. بالمقابل الإستعدادات لإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها يجري على قدم وساق؛ حيث الإستحقاق الدستوري ضرورة للمضي قدماً في الإصلاحات السياسية وفق خريطة الطريق التي رسمها جلالة الملك حفظه الله تعالى؛ فالأردن دولة وفق الدستور تسعى دوماً لتمثيل الشعب من خلال مجلس نواب منتخب ليكون فاعلاً وشريكاً لمجلس الأعيان في مجلس الأمة كأحد الركائز للسلطات الثلاث وفق الدستور.
٣. هنالك تحذيرات من تفاقم الوضع الوبائي يوم الإنتخابات في حال حصول تجمعات كبيرة ومخالطين عند مراكز الإقتراع وحولها؛ وهذا بالطبع يمكن ضبطه بكل سهولة من خلال وجود رجال الأمن العام الأشاوس الذين سيتولون مسألة الإصطفاف بالطوابير والتباعد الجسدي ولبس الكمامات وتبيان الوجه للناخب لبرهة لغايات التحقق من الهوية الشخصية وغير ذلك.
٤. أجل يمكن المواءمة بين إجراء الإستحقاف الدستوري للإنتخابات والحفاظ على سلامة المواطنين من فايروس كورونا ومفتاح ذلك بالطبع المواطنون أنفسهم بقدر إلتزامهم في مثلث السلامة العامة والتقيّد بلباس كماماتهم وتباعدهم ونطافتهم؛ ولن يتم ذلك بالرقابة أو تغليظ العقوبات فحسب ولكن بالإلتزام والإنصباط الداخلي لكل مواطن ليكون قلبه على نفسه وعلى الآخرين من خلال المحافظة على سلامتهم.
٥. الفتوى التي أصدرها مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية بحرمة من أصيب بكورونا أو اشتبه بإصابته به مخالطة سائر الناس؛ حتى لا يكون سببًا في نقل المرض إليهم، وإلحاق الضرر بهم، والإضرار بالبلد وأمنه الصحي والاقتصادي، وتعطيل مصالح العباد والبلاد؛ فهذه الفتوى تحرّم إختلاط المصابين بالفايروس بغيرهم ما يُؤشّر لضرورة إيجاد ترتيبات خاصة لهم وللمعزولين والمخالطين للإقتراع في بيوتهم وأماكن عزلهم وبترتيب من الهيئة المستقلة للإنتخاب.
٦. بالمقابل مطلوب من المترشحين وأنصارهم عدم التجمّع وإشاعة الفوضى وأي تصرفات مخلّة بالنظام والإنضباط وتؤدي للإختلاط قبل الإنتخابات وإبّانها وبعد إعلان النتائج؛ فالكرة في مرمى المترشحين لضبط تصرفات مؤيديهم وليكونوا على درجة عالية من الوعي والحيطة والحذر؛ ومطلوب من الهيئة المستقلة إجراءات صارمة لضبط إيقاع الناخبين والمناصرين للمرشحين لمنع إنتشار الفايروس لا سمح الله تعالى بين الناخبين.
٧. تحوطات الهيئة المستقلة للإنتخاب جيدة من خلال منع انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد إلى الناخبين، ومنها قفازات وقلم خاص لكل ناخب؛ وحماية الموظفين الذين يعملون في الانتخابات مضاعفة، فسيرتدون قفازات وكمامات وستار بلاستيكي فوق الكمامة؛ ولهذا تبقى الكرة في مرمى المواطنين الناخبين والمؤيدين للمترشحين في ضبط العدوى من الفايروس بحكم إلتزامهم بالتعليمات والإجراءات المتبعة.
٨. ومع ذلك؛ مطلوب من المواطن الناخب والمؤيد للمرشح الإلتزام بالتعليمات والإجراءات المطلوبة؛ بالمقابل مطلوب من الجهات المشرفة على الانتخاب والجهات الرقابية تطبيق لغة القانون لتطبيق الإجراءات بصرامة والمساءلة للمخالفين.
بصراحة: الأصوات التي تنادي بتأجيل أو تغيير موعد الإنتخابات النيابية خوفاً من كارثة صحية أو عبث في الملف الصحي غير مقبولة أو منحازة أو مرتجفة نسبياً؛ لأنه بإمكاننا المحافظة على السلامة العامة وصحة المواطن بسهولة في حال إلتزام الجميع بالتعليمات؛ فالمواطنة الحقيقة تقتضي مشاركة الجميع بالإنتخابات دونما تردد كحق وواجب؛ ونزيد هنا أننا نؤكد على الحذر من فايروس كورونا بالإلتزام بالتعليمات والإجراءات التي طالبت بها الحكومة والهيئة المستقلة للإنتخاب؛ وندعو الله مخلصين نجاح العملية الإنتخابية وسلامة المواطنين والوطن من كل شر؛ والصحة والسلامة للجميع.
صباح الوطن الجميل