الدكتور محمد طالب عبيدات

جائزة الحسين بن عبدالله للعمل التطوعي وتشاورية وزير الشباب

نبض البلد -
تشرفت بالمشاركة في تشاورية لمعالي الأخ الدكتور فارس بريزات وزير الشباب لمناقشة دليل جائزة سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظه الله للعمل التطوعي؛ ويأتي اللقاء ضمن سلسلة لقاءات تشاورية لفئات مختلف؛ حيث ضمّ قامات وطنية من رؤساء مؤسسات داعمة وحاضنة للعمل التطوعي والتنمية البشرية على السواء؛ حيث هدف اللقاء للتشاور في فحوى دليل الجائزة ومعاييرها ومجالاتها وآليات تنفيذها وتطلعاتها؛ وللأمانة قدّم معاليه مختصراً مفيداً حول الجائزة وكان مستمعاً ومحاوراً جيداً أكثر مما تحدّث؛ مما يؤشر لرغبته الجامحة في التطوير والإستماع بشمولية وتكاملية لكل الجهات لرفد الجائزة بالنتائج النوعية وتطلعه لمأسسة وقوننة العمل التطوعي وجعله ثقافة ومركب كيماوي يجري في دم كل الشباب لتغدو الجائزة قصة نجاح وطنية وتنطلق صوب العالمية وليشار لها بالبنان:
١. جائزة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله تشكّل الخطوة الأولى صوب تنظيم ومأسسة العمل التطوعي؛ ففيها تطلّع لحالة مدنية منظمة بمشاركة مؤسسات الوطن كافة؛ وتسعى لأن يصبح التطوّع ثقافة يومية لدى الشباب والجيل القادم لغايات تعزيز الإنتماء الوطني وإظهاره على الأرض بالعمل والنتائج وإنعكاسه على البيئة والمجتمع دونما تنظير وبالأفعال لا بالأقوال.
٢. الدعم الكبير لوزارة الشباب ممثلة بمعاليه والأمين العام وفريق الجائزة كخلية نحل دائبة الحركة والتطوير والإستماع للآخر والسعي للتشاركية مع القطاعين العام والخاص؛ والسعي لإستدامة ونمو الجائزة من المحلية للعربية للعالمية على سبيل أن تكون نموذجاً عالمياً فريداً ومعززاً للعمل الشبابي التطوعي المنظّم والممنهج.
٣. تسعى وزارة الشباب لتقوية ثقافة التطوع وتحفيز الفئات الشبابية على ذلك؛ وربما يحتاج ذلك لتوسعة مجالات التطوع أفقياً بتنوّعها كميّاً وعمودياً بنوعيتها؛ بالإضافة إلى وجود أثّر عملي للتطوع على المجتمع ومتلقي الخدمة ليشكل قيمة مضافة؛ وعالجت الجائزة ذلك بإمتياز؛
٤. كما تسعى وزارة الشباب أيضاً لبلورة فكرة بنك التطوع أو بنك الوقت على سبيل مأسسة العمل التطوعي ليكون واقعاً لغايات تجذير ثقافة العمل التطوعي عند كل فئات المجتمع؛ وليكون التطوع في ميزاني وطنية وحسنات الشباب والمواطنين كافة؛ ويصبح ثقافة يومية متداولة وإحساس بالمسؤولية الوطنية عند الجيل القادم.
٥. وتسعى الوزارة أيضاً لقوننة العمل التطوعي من خلال إصدار نظام خاص له ليصار بعد ذلك لبلورة قانون العمل التطوعي لغايات تنظيم شرذمات وتبعثر حالات التطوّع؛ وبادرت الوزارة بإنشاء مديرية خاصة بالعمل التطوعي على سبيل ربط هيكلها التنظيمي بالتشريعي.
٦. ولعل التميز أيضاً سيطاول مضاء عزم الجائزة من خلال البناء على تدريب فرق تطوعية تخصصية في مجالات الحياة كافة؛ وسيساعد إنتشار هذه الفرق في كل محافظات المملكة على نشر ثقافة التطوع وخلق ميثاق عمل أخلاقي للعمل التطوعي وبلورة بناء قدرات الأفراد والمؤسسات والجماعات ومنظمات المجتمع المدني؛ وكذلك توسيع المبادرات التطوعية لتصبح مشاريع مستدامة وقابلة للتطوّر والتحول الرقمي والرقمنة وحتى التطوّع عن بُعد.
٧. وفي هذا الصدد نحتاج لقواعد بيانات موحدة لتنظيم معلومات المتطوعين من مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص لتشكل مرجعية تكاملية يتم إستخدامها وقت الطلب وتكون بوازع داخلي من المتطوع نفسه دونما تأثير خارجي.
٨. نتطلّع لأن تساهم جائزة سمو ولي العهد في تحذير وتعزيز الإنتماء الوطني لدى فئة الشباب؛ وأن تفرز نماذج شبابية ناجحة لتشكّل قصص نجاح وطنية بإمتياز؛ وتعزز التطوير والإبتكار الإجتماعي والريادة؛ وتشكّل حالة شبابية مثلى في زمن المصالحية والماديّة والشخصنة والتواصل الإجتماعي والألفية الثالثة.
٩. نعوّل على الجائزة لتكون حاضنة العمل التطوعي الأردني؛ ولن نبخل عليها جميعاً بالدعم في كل المجالات فإسمها يعكس ولي عهدنا المحبوب؛ ونجاحها نجاح لوزارة الشباب والأردن على السواء.
بصراحة: جائزة سمو ولي العهد فكرة إبداعية من وزارة الشباب؛ ونعوّل عليها الكثير لتعيد ألق مأسسة العمل الشبابي التراكمي بدعم بنك العمل التطوعي في زمن يفتقد الشباب فيه أبجديات العمل التطوعي؛ ولهذا فمن خلال الجائزة ستكون الفرص مفتوحة على مصرعيها أمام كل شباب الوطن للتقدم في أي مجال ؛ وكل ذلك مؤشرات على تطبيق الرؤى الملكية السامية في أن يكون الشباب فرساناً للتغيير وصُنّاعاً للغد.