خربة سمرة بالاغوار.. حياة رهينة للشمس والاحتلال

نبض البلد -
نبض البلد -

- وكالات

يتفقد فوزي دراغمة (48 عاما)، من خربة سمرة بالاغوار الشمالية، هاتفه النقال بين فترة وأخرى، لمراقبة شبكة الاتصالات الخليوية إذا كانت تعمل حتى لا يصبح معزولا عن إخوته، فالمتوقع دائما أن يحدث طارئ في أية لحظة.

هذا التوتر تزداد وتيرته عندما يغادر أحد أفراد العائلة أراضي الخربة، خاصة في الشتاء من أجل قضاء حاجة ملحة، فالطريق صعبة وزلقة، بحسب دراغمة.

"نبقى على تواصل دائم من اي شخص يغادر المكان حتى يصل إلى وجهته، خاصة إذا كان من الطلبة، الذين يضطرون للمكوث في مدينة طوباس لمدة اسبوع لتفادي مخاطر الطريق"، يقول، ويضيف: "اذا لم تكن الحاجة ملحة كثيرا ننتظر مجيء ايام مشمسة، كي تجف الطريق من مياه الامطار، واحيانا نؤجل الذهاب لاحضار الطعام او المياه حتى تصبح الطريق أقل خطورة". ويشير إلى أن غالبية العائلات "100"، هجرت الخربة لصعوبة الوصول إليها.

منذ عام 1967، شقت "إسرائيل" الطرق المؤدية للمستوطنات في الأغوار، وربطتها بشبكة الطرق الرئيسية، إلا أنها تحظر على الفلسطينيين فتح طرق جديدة أو تطوير الطرق التي أقيمت قبل عام 1967، وتضم المنطقة شارع "90" ثاني أكبر الشوارع بالضفة الغربية المحتلة، ويربط شمال فلسطين بجنوبها، من صفد حتى "إيلات" بطول 475 كيلومترا.

"لم يبق أحد في الخربة سوانا والدي واخوتي الثلاثة (30)، محاطون بالمستوطنات، التي ينعم سكانها بالرفاهيه وبكامل الخدمات الأساسية، فيما يحرم أصحاب الأرض من تحريك حجر فيها"، يقول دراغمة.

"في بعض الأوقات، نضطر لنقل بعض الحالات المرضية من الخربة على الدواب، لصعوبة التنقل على الطريق، التي يزيد طولها عن كيلومتر"، يضيف.

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أكثر من مرة، أنه سيفرض السيادة" الإسرائيلية" على غور الأردن، والتي تمثل 30% من مساحة الضفة ومناطق أخرى مهمة.

وتبذل المؤسسات الفلسطينية، جهودا لمواجهة وعد نتنياهو المشؤوم، والحيلولة دون تنفيذه، عبر تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، وبلورة تحرك على مستوى الجمعية العامة للامم المتحدة، لاتخاذ ما يلزم من قرارات رادعة "لإسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال.

عام 2002 عمد الاحتلال إلى خلق منطقة عزل على امتداد منطقة الاغوار باحكام السيطرة على كافة الطرق المؤدية الى المنطقة الشرقية وزيادة حجم المعاناة على سكان المنطقة وتقييد حركتهم وحركة منتجاتهم الزراعية، وكان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق ارئيل شارون أعلن أنه سيمنع دخول الفلسطينيين إلى الاغوار بواسطة الحواجز العسكرية.

وبحسب دراسة لمركز "مسارات"، بعنوان: (السياسات الإسرائيلية تجاه التجمعات البدوية وسبل مواجهتها.. الخان الأحمر أنموذجًا)؛ فإن الاحتلال يهدف من تهجير التجمعات البدوية إلى تحويل المستوطنات التي بُنيت بموجب مشروع "آلون" إلى كتل استيطانية مترابطة، بزيادة البناء الاستيطاني في محيطها وبناء مستوطنات جديدة رابطة بينها، يضاف إليها شبكة طرق سريعة ما بين هذه الكتل من جهة ومناطق عام 1948 من جهة ثانية، بأقصر مسافة وأقل وقت.

وتؤكد أن الاحتلال يستهدف من خلال سياسته التهجيرية ربط الساحل بالأغوار بشكل مباشر، عبر شبكة من الطرق وسكك الحديد، وهو ما سرّب مؤخرًا عن "صفقة القرن"، ما يضع هدف إقامة الدولة الفلسطينية في مهب الريح.